النبي الإنسان
لكل مرحلة زمنية نبي مرسل من رب العزه وكل منهم له فضله وقدره ومكانته ولكن هناك منهم من حظى بعظيم الشرف والمكانه من رب الوجود ليس لإنه نبي أو أتى هذا التفضيل من فراغ بل لإنه حظي بهذا الإستحقاق الفعلي وناله بجداره لإنه يستحقه دونما منازع ومنهم النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وهو النبي الخاتم الذي أتى في زمن إنتشر به الجور والظلم وعم في أرجاء ذاك الزمن الكفر والشرك والفجور وإمتهنت كرامة الإنسان وضاعت حقوقه في ظل الطغاة والمستكبرين وأصحاب النفوذ والجاه ? أتى النبي محمد والناس في غي وضلاله وإنحراف عن الأخلاق وغياب للعدل والمساواة وضعف للإخلاق الفاضلة فكان نورا أضاء الكون ليبدد بقدومه الظلمة وينهي عصرا من الشرك والإستعباد ليضع بقدومه بداية عهد جديد وعصر يتبنى السمو والرفعة الإنسانية ليعيد كرامة الإنسان ويستعيد للإنسانية ما سلب منها في العصور الماضية . لم تكن رسالة محمد رسالة دين وشريعة فقط بل كانت رسالة حب وإخاء وتعاون وألفة وتسامح وتعايش ?ولم يكن لمحمد الإنسان أهداف دنيويه تجرده من فحوى عظيم رسالته بل كان متبنيا للإنسان ليعيد له حقوقه المسلوبه وكرامته المنتهكه ?ليقف في وجه الطغاة والجبابرة والظلمة والمستبكرين ?ليرجع الكرامة ويحيي الضمير الغائب لإمة عانت عقود من الإمتهان للكرامة والإنسانية وينهي عقود من العبودية والإستعلاء ويجعل من المساواة هدفا ومن العزة طموحا ومن الشرف مقصدا.
ولذلك كان نبينا محمد هو النبي الإنسان الذي جعل من الأمة المشركة الضالة أمة قرآنية ذات رؤية واضحة بارزة المعالم عظيمة المبادئ فكانت أمة الحق والرشاد والعقل والعلم العدل الإنساني وأسست بداية عهد جديد يحقق المساواة ويعيد كرامة الإنسان ليحظى بحقوقه ويعرف واجباته .
النبي الإنسان صاحب الفكر النهضوي الإجتماعي والسياسي والإقتصادي والعقائدي والثقافي بل إنه الإداري الناجح الذي أوضح الإدارة الناجحه وأهدافها وسياساتها وإستراتيجياتها من خلال فكره ومنطوقه وتصرفاته المتميزه بالعقلانية والمنطقية ومخرجاته الغير متوقعه في زمن لا يعرف عن الإدارة شيئ فكان مؤسس العلوم الإنسانية وتفوق على سابقيه وأهل زمانه وتفرد تفردا إبداعيا منقطع النظير في شتى مجالآت الحياة في الإقتصاد والسياسة والقانون من خلال التشريع والثقافة القرآنية التي جعلت أمة لا تقرأ أمة تقرأ وتفكر وتبدع في الشعر والأدب والخطابة والنثر والبلاغة والفصاحة لأمة منتجه تعمل وتبني وتعمر وتزرع وتصنع وتتاجر ?كان له باع كبير في إرساء القانون والنظام والمساوآة ونيل الحقوق الإنسانية وتجريم الظلم والسلب والإمتهان وصار للإنسان قيمته وأستعاد كرامة لم ينعم بها إلا بقدومه.
فضائل النبي الإنسان كثيرة لا تعد ولا تحصى ولن نستطيع ذكرها وحصرها وكتابتها في صفحة أو صفحتين بل تتطلب الآف الصفحات وعشرات الكتب والآف من المقالآت بل وملايين من الفقرات .
هذه النبذه المختصرة لنبي الإنسان والرحمة والأخلاق والكرامة والضمير الإنساني رمز الحضارة والرقي والتقدم والعلو الإنساني يأتي ذكرى مولده والأمة تائهة حائرة منهكة ضعيفة مسلوبة الإرادة منتزعة الكرامة هزيلة ضعيفة بسبب إبتعادها عن النهج المحمدي وماتعانية من مهانة وإنحطاط هو بسبب ذلك الإبتعاد وتغييب القدوة المحمدية في نهجها وتشريعاتها ذلك الإبتعاد أوصلنا لما نحن فيه .
لذا فذكرى المولد النبوي الشريف فرصة لإستحضار القدوة لإظهارها كمسلك رباني لنستلهم من شمائلها الرجوع للحق وطريق الهداية والرشاد لنعود أمة محمد بحق أمة القرآن أمة الفضائل والرقي والتقدم والإزدهار ونسلك ذات الدرب لنقول للعالم وليعلم من في الكون من يكون محمد وما صنع محمد وكيف كان محمد نبي الإنسانية ونال هذا الإستحقاق بجدارة ودونما منازع..