هل إدارة الفساد بالمفسدين هو ما يطالب كدولة??
إنني واحد من الناس الذي احتك أو تداخل مع انصارالله في قضية ولم أستطع الرضوخ لظيم أو ظلم ومارست حقي في مواجهتهم وانتقادهم بقدر القوة أو القسوة.
فليس من طرف يعمل ولايخطئ كما أن أي يعمل يحتاج هو لأن ينتقد مادام النقد من أجل تصحيح وتقويم أخطاء أو اعوجاج بأي قدر.
وبالتالي ومنذ 2011م ونحن لاندافع عن طرف ولا عن بقائه واستمراره ولكننا بكل وعي وواقعية مع الواقع ولا يمكن لعاقل وواع وواقعي إلا التسليم بأن اللجان الشعبية أدت وتؤدي ادوارا”إيجابية مع ولصالح الواقع في حماية الممتلكات وحماية الشعب وهذه الإيجابيات تظل فوق الحملات السياسية الإعلامية التي تمارس تدجينها وتهجينها بشعارات لزيف وخداع وتضليل حين الحديث عن الدولة واستعادتها لأدوارها أو عن الحريات وحقوق الإنسان والحقوق المدنية……الخ.
إذا الدولة هي أمر وزير الدفاع بعدم دخول انصارالله واللجان الشعبية أو الثورية إلى وزارة الدفاع فنحن في ظل تموضع الاخوان نحتاج لدولة تأمر فقط الكتائب العسكرية المدرعة أن تمنع القاعدة على الأقل من الوصول للدائرة المالية ومستشفى العرضي وكانت هذه الكتائب قادرة على الحيلولة دون مجزرة المستشفى.
بالمقابل فإن ماكشفته اللجان الثورية والشعبية من فساد واوقفته ومنعته داخل وزارة الدفاع بات هو دور الدولة الأهم والأولوية للواقع وللشعب فالدولة تحولت في ظل تموضع الاخوان إلى مجرد إدارة الفساد والفاسدين ولصالح الفساد والفاسدين والمفسدين فقط فهل هذا ما يطالبون به حين الحديث عن إستعادة دور الدولة??????
وهكذا فإني سأظل خصما لأنصار الله وفي خصومه في كشف ومقارعة أي أخطاء وسأظل أول وأكبر الداعمين لطرف انصارالله فيما هو أفضل وافضلية للواقع حتى وقد بات كثيرون يبرمجون بالوعي أو اللاوعي ويرون التناقض في مثل هذا المسلك فيما التناقض هو فعلا في مسلكهم وسلوكهم.
لقد شبعنا وتشبعنا من النظريات والتنظير من محطات الشرق حتى محطات الغرب بل ومن التنظير المتناقض المتقاطع والمستنسخ والناسخ في محطة واحدة وحينما يمارس تفعيل اللادوله من تنظير لثلاث سنوات ثم ينقلب نفس المنظرين إلى تنظير للدولة فكيف نأتي بدولة من التنظير وفي اللحظة التي يطلب المنظرون وهؤلاء المنظرون هم من نسفوها في الواقع وبالتفعيل خلال سنوات.
هؤلاء الذين يطالبون بدولة الآن ويستدعون كل قدرات التنظير لذلك إنما يريدون ومن خلال ذلك واقعيا وفعليا المجيء ببديل القاعدة أو داعش والمشكلة أنهم لا زالوا في وهم أن الشعب قد يصدقهم أو لا زالت هناك إمكانية لنجاح مثل هذه الخدع.