من ضحى بـ لوك سومرز ? وما الهدف ?و لماذا في هذا التوقيت?
في البداية أود التعبير عن بالغ الحزن في مصاب الصحفي لوك سومرز ?زميل مهنة القلم والحرف والحقيقة? و ايضا?ٍ مصاب المخطوف الأخر الجنوب أفريقي في جريمة الاختطاف والتصفية المدانة بشده ? كما أتقدم بخالص التعازي وأحر المواساة إلى أسرتيهما المكلومتين? و محبيهما المحزونين و إلى شعبيهما .
وحديثي هنا سوف يقتصر على الصحفي لوك سومرز الذي كان خبر اغتياله وتصفيته أمرا صادما?ٍ لي شخصيا?ٍ بل محزنا?ٍ للغاية.. بحكم معرفتي به في ساحة التغيير بصنعاء? و لقائتنا القصيرة والمحدودة في المركز الإعلامي للثورة الشبابية ? وما ارتسمت له في ذاكرتي من صورة طيبة وخالدة عن رجل ودود ولطيف يحمل شخصية مسالمة وخجولة اجتماعيا ونشيط و مخلص في عمله? و ذو احساس انساني مرهف وهنا اتذكر موقف انساني لسومرز وبينما كنت في لقاء عابر معه وبجانبنا أحد الاصدقاء ? قاطعنا احد الشباب الناشطين في الثورة بسؤال تعارفي وجهه الى سومرز ?هل انت امريكي ?اجاب سومر نعم ?فقال له ذلك الشاب هل تعلم ان الغارات الامريكية هي جرائم ضد الإنسانية هدفها خلق حالة تعاطف وبيئة حاضنة للمتطرفين والدليل على ذلك أن أكثر من 70% من حصيلة تلك الجرائم ضحاياها من الأطفال والنساء و المدنيين ? بعضهم تم استهدافهم في مناسبات عرس و آخرين في مناسبات عزاء و30% من الضحايا الآخرين اغلبهم مواطنين لم يثبت تورطهم ?وهذا ما أكده حسب ما تم نشره في موقع اكس مينر الأمريكي (Examiner على لسان عضو الكونجرس دينيس كوسينيتش (Dennis Kucinich) بتاريخ 25 ديسمبر 2012م… وما إن انتهى ذلك الشاب من حديثه حتى احسست بـالصحفي لوك يعتصر ألما?ٍ? و رأيت الدموع تحتار في عينيه تبحث عن سبيل للتعبير عن ذلك.. انتهى.
و لأن عملية تحريره حسب الرواية الأمريكية الرسمية متناقضة ومضطربة وتثير العديد من علامات الريبة والتساؤلات حول مقتله ?والتي توجب دماءه على أسرته في المقام الأول ومحبيه البحث عن أجوبة لها ?و كوني مواطن يمني لست ببعيد عن الحدث سوف اعرض بعض التفاصيل و التي قد تساعد على الوصول إلى حقيقة ما جرى ومن المستفيد من ذلك ? فدمائه المسفوكة ظلما?ٍ ? لابد وان تكون بوصلة صادقة لا تخضع لقاعدة الحقيقة مع القوي دائما ? ولا تنخدع بالتباكي ولا تقبل أن تكون فرصة للاستثمار السياسي الرخيص والابتزاز القذر .
جاء في تسريبات شبه رسمية عبر مسئول امني امريكي? ان سبب مقتل الصحفي لوك سومرز كان نتيجة خيانة, وانا ايضا?ٍ اعتقد ذلك .و لكن ممن ?ومن أي نوع ?
الخيانة لم تكن في العملية الأولى التي استهدفت وكر الإرهابيين في كهف حجر الصيعر بـ محافظة حضرموت? و نفذت بمشاركة قوات خاصة يمنية ? والدليل على ذلك أنها حققت نجاحا?ٍ فنيا ومهنيا ?و أنجزت تحرير ثمانية مختطفين أجانب بينهم يمنيين وعاد الفريق مع المختطفين سالمين? كما أظهرت أن السرية في العملية كانت عالية? حيث لم تتمكن المجموعة الإرهابية من الاستعداد للمواجهة ? فقد قتل العناصر الإرهابية السبعة المكلفة بالحراسة وفق الرواية الرسمية الامريكية .
الخيانة ظهرت بجلاء في العملية الثانية التي نفذتها قوات خاصة أمريكية( معده للعمليات الاستراتيجية حسب وصفهم ) بشكل منفرد واستهدفت _حسب رواية الإدارة الأمريكية _ المكان الذي نقل لوك سومرز ورفيقه الأفريقي إليه ? ودون تنسيق ومشاركة الجانب اليمني ?و الدليل على وجود خيانة أنها انتهت بفشل العملية ومقتل أو تصفية المختطفين لوك سومرز والمواطن الأفريقي بعكس العملية الاولى !! .
و بالنسبة لتفاصيل نقله من منطقة حجر الصيعر(حضرموت) إلى منطقة وادي آل عبدان بمحافظة شبوه وعبور الإرهابيين بالمخطوفين مئات الكيلومترات قبل العملية بيومين ?وتجاوز كل نقاط الأمن دون ملاحظة عملية النقل من قبل أدوات التجسس الجوية والأقمار الصناعية و الجواسيس التي تعمل لصالح السي أي ايه حينها ? ومن نقطة معروفة ومحددة لأجهزة المخابرات الأمريكية منذ فترة ليست بالقصيرة .هذا أمر يدعوا إلى السخرية حقا !! ?
أليس بالأحرى أن يتساءل الجميع عن السر وراء قرار الجانب الأمريكي بعدم التنسيق مع الجانب اليمني والإصرار على الانفراد بالعملية ?
و لماذا تجاهل الجانب الأمريكي التنسيق حتى مع الحكومة البريطانية بحكم أن الصحفي لوك سومرز مواطن بريطاني الأصلي و تحريره جزء من مسئوليتها ?
فهل كانت عملية نقله مع رفيقه وغض الطرف عنها دون إلغاء العملية السابقة? وتوجيهها للهدف الجديد ?هو أبعاد الصحفي لوك سومرز عن المختطفين الآخرين لتنفيذ أمر مشبوه ?وبشكل سري ? وعدم ترك أي شاهد يروي ما حصل ? و ذلك يأتي جزء من خطة إستراتيجية لا تنتهي بتحريره أو بتصفيته ?
ما الهدف الحقيقي من وراء الضغط على أسرته او حثها بعدم إثارة موضوع اختطافه على الرأي العام لأكثر من سنه وهذا ما أكد مصدر امني أمريكي لمراسل صحيفة العربي الجديد ..?
ما الذي جد للتحرك الأمريكي في هذا التوقيت با