“نيابوليس ” .. قبلة مسرح الطفل
إذا كان لمسرح الطفل شأن في البلاد العربية وفي القارتين آسيويا?ٍ وأفريقيا?ٍ فذلك الشأن من صنيع نابل عاصمة مسرح الطفل التونسية ? هذا المعلم يتجسد وتتضح قسماته من خلال مهرجان نيابوليس الدولي الذي يقام سنويا?ٍ وتحج إليه الفرق المسرحية من كل حدب?ُ وصوب ..
ولد نيابوليس في نوفمبر 1985م وطنيا?ٍ? ثم تأسست له جمعية لإدارة شؤونه في ديسمبر 1991م تمهيدا?ٍ لانطلاقته الدولية? فاستضاف حينها فرقا?ٍ دولية كالمسرح الصغير بعنابة ? وفرقة القمبرد من بلجيكا? كما وفد إليه حينها خبراء أجانب كالسيد روجي دلديم جان بيجون? ودواليك حتى انطلق انطلاقته الفعلية إلى العالمية في العام 1994م ? واستطاع بهذه الانطلاقة جلب العديد من الهياكل المسرحية من شتى أصقاع العالم كان أهم ما يميزها أنها ساعدت على تطور مسرح الطفل في تونس والشرق عموما?ٍ بما أضفت عليه من تجارب وخبرات ومهارات كان عنها بمنأى ..
واستمرت دورات هذه التظاهرة العالمية وتوالت حتى أضحى نيابوليس مدرسة?ٍ مسرحية يرتادها جهابذة الخبراء والباحثين المسرحيين ? كما صار لقاء جميع الأنهار والتيارات والتجارب والخبرات المتخصصة في عوالم مسرح الطفل والخبيرة بثناياه وقسماته? والمتباينة في عروضها المسرحية والعرائسية شكلا وأداء?ٍ وأسلوبا?ٍ? فأقيمت الورشات المتخصصة من خلاله? وقدمت أوراق العمل الـ شتى ونوقشت الأعمال والتقنيات وتدرب الكثير من طلبة معاهد الفن المسرحي العليا ومعاهد تكوين إطارات الطفل ..
واستمرت هذه التظاهرة العالمية? المتخصصة في مسرح الطفل دون غيرها? في العطاء? وبتوالي دورات نيابوليس كان هذا الأخير يعرف ويعمل أيضا على تطوير آلياته وتقنياته وتوسيع شريحته المستهدفة ? فها هو في دورته التاسعة عشرة يقدم عروضا مسرحية خاصة بالرضع (من 8 إلى 30 شهرا?ٍ)? كما استضاف من أجل ذلك نخبة من أمهر خبراء مجموعة مسرح الشلة بمونبوليي (فرنسا) ? بالإضافة إلى تقديمه 40 عرضا?ٍ في هذه الدورة قادمة?ٍ من أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا ? فكانت هذه الدورة ثرية في برمجتها مقارنة?ٍ بما سبقها? واختلفت جدا?ٍ باحتوائها تجديدا?ٍ في تقديم العروض المسرحية والمشاركات..
أما في دورته الثالثة والعشرين فقد تميز المهرجان بإضافة تقنيات إعلامية على ما قدمه من عروض.. فاصطبغت الدورة بصبغة عصرية باهرة من خلال ما تم إدخاله واستخدامه من تكنولوجيات ذات تقنيات عصرية جدا موائمة ومواكبة للمتغيرات الحديثة الطارئة على عروض العالم المسرحية ..
في الدورة الرابعة والعشرين جاء نيابوليس محتفلا?ٍ بمائة عام من المسرح التونسي ? فقدم معارضا?ٍ للعرائس متنوعة تحكي حكاية المائة عام المسرحية وأكثر? كما قدم عروضا?ٍ مسرحية معبرة عن ذلك وكانت مختلفة ومميزة جدا عدا الهياكل المسرحية العالمية التي استضافها في هذه الدورة …
في دورة نيابوليس الخامسة والعشرين احتفلت نابل بمرور ربع قرن من الزمان على تأسيس نيابوليس وقدمت فيه أكثر من 30 عرضا?ٍ مسرحيا بينها 15 عرضا لفرق تونسية محترفة و15 لأعمال قدمت من مختلف أصقاع المعمورة ? كما تميزت الدورة بعروض خاصة قدمت للرضع (من 3 إلى 18 شهرا?ٍ) من إيرلندا .
كما وقدمت عروض خاصة بالساحات العامة للخروج بمسرح الطفل من القاعات المغلقة إلى الفضاءات المفتوحة قدمتها فرق عالمية مختلفة ونوقشت التقنيات الحديثة وأثرها في الممارسة الفنية وحول تطور المسرح الخاص بالناشئة وخصوصياته وذلك على هامش الدورة من قبل المختصين بتونس وخارجها …
الدورة السادسة والعشرين 2011م تميزت بعروض فرنسية استهدفت الرضع والأطفال مابين 6 أشهر وخمس سنوات ? كما أعدت ورشات وتربصات في فن السينوغرافيا وفي فن العرائس على يد مجموعة من الخبراء التونسيين والعالميين ..
بالإضافة إلى تقديم 40 عرضا مسرحيا داخل نابل وفي الولايات التونسية الأخرى..
الدورة التاسعة والعشرين 2014 لهذا المهرجان لم يقتصر فيها تقديم عروض مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل بنابل تونس محتضنة المهرجان بل هناك امتداد وتوزيع للعروض على مجموعة من الفضاءات خارج نابل وسيكون لهذا العام فرصة لأطفال مدينة منزل بوزلفة ودار الثقافة ابن رشيق والمركز الوطني لفن العرائس بتونس ومدينة أكودة من ولاية سوسة? الفرصة للمتعة مع عروض دولية محترفة جاءت خصيصا لتصنع البهجة للصغار? فأمام الطفولة تنتفي الحدود الجغرافية? ويستجيب التاريخ لضحكة الأطفال لينقل بسمتهم البريئة وتمحي الحدود المكانية مع الفن حد تعبير مدير المهرجان. الدول المشاركة وعددها 15 دولة وهي: جمهوربة مصر العربية? والمغرب والجزائر و الشارقة وإيران والأرجنتين وفرنسا والدنمرك وجنوب إفريقيا وروسيا وصربيا وبلجيكا وإيطليا وإسبانيا وبولونيا …
Strings1983@gmail.com