بؤر لانتشار الملاريا
قد لا يختلف البعض من المواطنين في بلادنا حول أهمية العديد من المشروعات التنموية والخدمية التي قام بتنفيذها الصندوق الاجتماعي للتنمية خلال السنوات الماضية على مستوى محافظات الجمهورية كون هذه المشروعات ساهمت في توفير خدمات ضرورية وأساسية لبعض التجمعات السكانية في الأرياف وفي المقابل أيضا قد لا يختلف مواطنون آخرون حول خطورة مشروعات أخرى على حياة المجتمعات المحلية? نفذها ذات الصندوق ومن هذه المشروعات على سبيل المثال لا الحصر خزانات المياه التي أنشئت في عزل ومديريات عدة منها عزلة بني بعيث بمديرية عتمة أو بالأصح مشروعات الحفر الصغيرة والضيقة التي تنعدم فيها الشروط والمواصفات الصحية الخاصة بمشروعات خزانات المياه أضف إلى ذلك عدم استكمال تنفيذها بوضع أغطية أو سقوف عليها لتحافظ ولو بصورة متوسطة على نقاء المياه وعدم تلوثها بالأتربة والمخلفات جراء الرياح ولهو وعبث الأطفال? ولكي لا تتحول تلك الحفر التي أطلق عليها الصندوق «خزانات» إلى مستنقعات للبعوض والضفادع والديدان وغيرها من الحشرات الطائرة والزواحف? وبالتالي إلى بؤر لنقل وانتشار الملاريا والأوبئة في صفوف أبناء الريف? وكما هو الحال في عزلة بني بعيث التي أقيمت هذه البؤر والمستنقعات بجوار قراها ? مثلها مثل بقية العزل والمديريات في الكثير من المحافظات وكأن الهدف من إنشاء مثل هكذا مشروعات هو خدمة مافيا تهريب الأدوية المقلدة الصنع وغير المقلدة والحد من تزايد أعداد السكان خاصة وأن معظم الضحايا هم من شريحة الأطفال التي لا توجد لديها مناعة ومقاومة للأمراض والأوبئة كشريحة الشباب وبقية شرائح المجتمع? وخير دليل على ذلك عدم إيلاء قيادات الصندوق الاجتماعي للتنمية وفرعه بمحافظتي ذمار والبيضاء أي اهتمام بالشكاوي التي رفعها العديد من المواطنين إليها والمتضمنة مطالبتها بعمل سقوف أو أغطية للخزانات لتفادي وقوع المزيد من الإصابات بالأمراض والأوبئة عن طريق البعوض وغيرها من الحشرات التي استوطنت خزانات المياه بمديرية عتمة في ظل صمت المجلسين المحليين بالمديرية والمحافظة المطلعين على هذا الوضع الخطير الذي يهدد حياة المواطنين ويضاعف من معاناتهم المستمرة بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يجابهونها بالآلام والحسرات وبترقب الفرج الذي طال ترقبه وانتظاره من قبلهم ومن قبل كافة اليمنيين.