مستشار الرئيس هادي: معالجة القضايا الوطنية تبدأ ببناء الدولة وتفعيل الدور الرقابي
يثار الكثير من الجدل حول مكون أنصار الله كطرف سياسي في الساحة السياسية و خصوصا?ٍ بعد أن أصبح لاعبا?ٍ أساسيا?ٍ في العملية الأمنية والعسكرية? وبحكم الواقع فإن أنصار الله بعد 21 سبتمبر ليسوا أنصار الله قبل ذلك التاريخ ? كما أن أنصار الله يقولون إن الواقع لم يعد نفسه و المعادلة السياسية لم تعد ذاتها . فهل بالفعل استطاع أنصار الله أن يغيروا الواقع السياسي و الأمني في البلد..? تساؤلات كثيرة طرحناها وغيرها للأستاذ صالح الصماد المستشار السياسي لرئيس الجمهورية عن أنصار الله في حوار مع صحيفة الجمهورية الذي أجابنا عن تلك التساؤلات فإلى نص الحوار..
ـ أستاذ صالح.. سعدنا كثيرا?ٍ بالسماح لنا أن نأخذ قليلا?ٍ من وقتك لنناقش معك بعض الأشياء التي تشغل بال الكثيرين و تشعل اللغط هنا وهناك.. ومن هنا دعنا نبدأ معك مباشرة من موقعك الجديد و من خلال احتكاكك المباشر خلال الفترة القصيرة مع القيادة السياسية.. ما هو تقييمك للوضع الراهن في اليمن?
بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وتوقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي أتى كعقد سياسي جديد صحح الانحرافات في مسار العملية السياسية ووضعها على السكة من جديد – تحركت القوى التي تضررت من هذا التغيير سواء كانت في الداخل أو الخارج في محاولة للانتقام من أبناء شعبنا اليمني العظيم – الذي وجدته مصرا?ٍ على بناء دولته العادلة بعزيمة وصبر وثبات ومحاولة لإعاقة العملية السياسية وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني فعملت على اللعب بالورقة الأمنية وتحريك عناصرها والسعي إلى تمكينها من بعض المحافظات والمدن والقرى في أكثر من مكان وإحداث الاختلالات الأمنية في أمانة العاصمة وغيرها عبر التفجيرات وعمليات الاغتيال لإرباك المشهد وإعاقة حركة عجلة العملية السياسية لكن هذه المحاولات بالتأكيد ستفشل ولن يكتب لها النجاح فشعبنا اليمني اليوم أكثر وعيا وإصرارا?ٍ ولن يقبل بأي انحراف أو إعاقة في المضي إلى المستقبل المنشود وسيقف بقوة وحزم أمام كل هذه المؤامرات والمخططات التي ستفشل وفشلت حتى هذه اللحظة.
ـ هل فعلا?ٍ هناك في داخل الدولة من سهل لأنصار الله دخولهم مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية كما يشاع?
يا أخي الكريم هذا الكلام يندرج في إطار التضليل الإعلامي الم?ْمنهج الذي تمارسه قوى معروفة بعينها كانت تهدف من وراء هذا الكلام ممارسة الضغوط لجر المؤسسة العسكرية إلى معركة مع أبناء الشعب اليمني بغرض حماية مصالحها الحزبية والشخصية وهي بهذا الكلام تريد أيضا?ٍ الانتقاص من ثورة 21 من سبتمبر من باب أنها لم تمثل انعكاسا?ٍ لإرادة شعبية شاملة فرضت واقعا?ٍ جديدا?ٍ متحررا?ٍ من هذه القوى التي أعاقت مسار التنمية والبناء في البلد على مدى عقود من الزمن.
كما تسعى إلى تصوير الثورة بأنها عملت على الاستحواذ والسطو على مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية واستبدال هيمنة طرف ما إلى هيمنة طرف آخر وهذا غير صحيح على الإطلاق فالثورة عملت على صيانة هذه المؤسسات والحفاظ عليها وتأمل أن يتم إعادة بنائها وتطويرها وفق مضامين مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
هل هناك غطاء دولي إقليمي لما يقوم به أنصار الله في المحافظات?
أولا?ٍ ما هو حاصل هو عبارة عن تحرك شعبي وثوري واسع لكثير من أبناء المحافظات اليمنية ينطلق من حالة وعي ثوري متنام ضد قوى الظلم والفساد والإجرام ويأتي في سياق الرفض الشعبي لأعمال القتل والذبح والخطف وسياسة الحروب المفتعلة هنا وهناك وتسخير العناصر التكفيرية ومحاولة تمكينها من بعض المحافظات في ظل تقاعس من قبل بعض الجهات الرسمية عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها كل ذلك بهدف عرقلة وإعاقة تنفيذ مسار بناء الدولة اليمنية العادلة التي اختطفتها تلك القوى ردحا?ٍ من الزمن وترفض اليوم أن تتخلى عنها.
وجل ما يحصل هو أن المجتمع يتحرك للتصدي للمؤامرة الأمنية والتي تحاول إغراق بعض المحافظات في الفوضى لإرباك المشهد وقطع الطريق أمام بناء الدولة لذا فإن هذا التحرك لا يأتي في إطار مفهوم الإسقاط وإنما في إطار العمل على تحصين العملية السياسية القائمة بهدف المضي قدما?ٍ في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني? وبالنسبة لسؤالك فإنه لا غطاء موجود إطلاقا بالعكس الغطاء يوجد على تلك القوى التي تعمل على عرقلة العملية السياسية.
وتلعب بالورقة الأمنية وأكبر شاهد استصدار عقوبات من مجلس الأمن بحق قيادات في اللجان الشعبية تخوض اليوم معركة الوطن في التصدي لما يطلقون عليه بالإرهاب والذين يأتون من وراء المحيطات والقارات بحجة مواجهته.
وعندما حققت اللجان الشعبية انتصارات على هذه العناصر استاءت تلك القوى وفي مقدمتها أمريكا التي لها الدور الأبرز في استصدار هذا القرار.
ـ هناك مخاوف أن يقع باب المندب في يد أنصار الله? و ما تعليقك?
في هذا السياق أؤكد بأن هناك حملات إعلامية مضللة بحق أنصار الله ومما تهدف إليه محاولة إثارة دول الجوار ضدهم وشائعة باب المندب واق