قيادي إشتراكي يوجه رسالة عاجلة للجنوبيين
قال القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني الاستاذ أنيس حسن يحيى ان الاستقلال في 20 نوفمبر 1967 في جنوبي الوطن كان ثمرة نضال وطني طويل لشعبنا اليمني في جنوبي الوطن ,وبتحقيق الاستقلال الوطني توفرت شروط بناء دولة مدنية حديثة .
ودعا انيس يحيى الى دراسة خيار قيام دولة اتحادي من إقليمين, اقليم للشمال ,واقليم للجنوب. مؤكدا ان هذا هو الخيار السياسي الوحيد والواقعي امامنا الآن, قبل أن يعصف بنا الطوفان الجارف.
واضاف في رسالة وجهها إلى قادة المكونات السياسية الجنوبية أن الانقسامات اليوم ,في صفوف كل المكونات السياسية الجنوبية ,هي امتداد لانقسامات الماضي المدمرة.
وقال يحيى أن خيار الإنفصال رغم مشروعيته ,خيار مدمر ,وسيفضي ,قطعا?ْ, الى تشظي الجنوب اولا?َ ,وتشظي الشمال لاحقا?َ .مشيرا الى ان هناك ,اليوم ,في الجنوب اصوات يدعو أصحابها الى قيام دولة حضرموت الكبرى. وغدا ستتعالى اصوات أخرى, في الجنوب ذات طابع مناطقي سيروج اصحابها لقيام كيانات ودويلات صغيرة.
فيما يلي نص الرسالة:
الأخوة والأبناء الاعزاء قادة المكونات السياسية الجنوبية.
تحية طيبة ,
هذا رسالة عاجلة أتوجه بها اليكم ايمانا مني بأنكم ستعون مضامينا النبيلة.
لقد كان الاستقلال في 20 نوفمبر 1968 في جنوبي الوطن ثمرة نضال وطني طويل لشعبنا اليمني في جنوبي الوطن ,وبتحقيق الاستقلال الوطني توفرت شروط بناء دولة مدنية حديثة .وشرعنا بالفعل في بناء هذه الدولة .لكن الانقسامات غير الموضوعية وغير المبررة ,في صفوف التنظيم السياسي الجبهة القومية ,ولاحقا في صفوف الحزب الاشتراكي اليمني, وأذت هذا الحلم الجميل ,حلم بناء دولة مدنية حديثة.
واليوم في الجنوب الصوت العالي هو الصوت الداعي الى الانفصال وفك الارتباط مع الجمهورية اليمنية .خيار الانفصال خيار سياسي مشروع, والوحدة ليست صنما?َ نعبده .ومشروعية الوحدة تمتثل, فقط في تلبيتها لمصالح الناس المادية .وإذا عجزت الوحدة عن تلبية هذه المصالح المادية للشعب اليمني ,شمالا?ْ وجنوبا?َ, فلا ضرورة لها.
لكن خيار الإنفصال رغم مشروعيته ,خيار مدمر ,وسيفضي ,قطعا, الى تشظي الجنوب اولا?َ ,وتشظي الشمال لاحقا?َ .هناك ,اليوم ,في الجنوب اصوات يدعو أصحابها الى قيام دولة حضرموت الكبرى .وغدا ستتعالى اصوات أخرى, في الجنوب ذات طابع مناطقي سيروج اصحابها لقيام كيانات ودويلات صغيرة, فيتبخر حلمنا الجميل مجددا, حلم بناء دولة يمنية حديثة ,على ايدي هؤلاء الذين يتصرفون ,بدون وعيا منهم ,على نحو مدمر لكل اماني وطموحات اليمنيين, عبر نضالهم الوطني الطويل, في بناء الدولة العصرية.
الانقسامات اليوم ,في صفوف كل المكونات السياسية الجنوبية ,هي امتداد لانقسامات الماضي المدمرة, والتي لم نتعلم منها, ولم نستخلص منها الدروس الكافية الضرورية لتكريس الوحدة الوطنية في صفوف شعبنا اليمني, في النفوس والوجدان والوعي, للانطلاق لاحقا نحو بناء اليمن الجديد.
أنا, وبعد ستين عاما?َ من النضال الوطني التقدمي, ادعو, وبحرص بالغ على حاضر ومستقبل الوطن, كل العقلاء النشطين في المكونات السياسية الجنوبية للانتصار, وقبل فوات الاوان, لصوت العقل, ودراسة خيار قيام دولة إتحادي من إقليمين, اقليم للشمال ,واقليم للجنوب, هذا هو الخيار السياسي الوحيد والواقعي امامنا الآن, قبل أن يعصف بنا الطوفان الجارف.
وأنا, أذ اتوجه إليكم برسالتي هذه, لا يفوتني أن أحيي ثانيا نضالاتكم وتضحياتهم منذ عام 2007 م. وهي تضحيات جسيمة سيذكرها لكم التاريخ بكل اعتزاز وتقدير. ولا يجوز لنا ان نندفع, ربما بدون وعي منا, لتبني خيارات غير واقعية تفقدنا حقنا المشروع في الاعتزاز بتاريخ نضالي وطني ناصع منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي, وهو نضال وطني سيظل محفورتا في ذاكرة شعبنا, وسيبقى محل فخر واعتزاز لدى اجيالنا اليوم, ولدى اجيال المستقبل.
اشدو على اياديكم, واتمنى ان يكون احتفالنا بذكرة ثورة 14 اكتوبر المجيدة بالشكل الذي يليق بمعاني ومضامين هذه الثورة, وبما يتناسب مع التضحيات الجسيمة للوطنيين البواسل الذين فجروا هذا الثورة, لتبقى خالدة في وجدان شعبنا اليمني وفي وعيه .
ولكم بالغ تقديري.
أنيس حسن يحيى