رحلة البحث عن اليمن
رحلة طويلة قطعتها للبحث عن اليمن في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم مررت قبلها بدول وجزر وأسماء لا تكاد تذكر على الخريطة مثل جزر سليمان وسيشل وفارو والقمر والمالديف وغيرها من البلدان فقد قلبت الصفحات من الأولى إلى السادسة وتعبت عيناي من البحث حتى وجدت اليمن تقبع في المركز 184 ولم يتبق بعدها سوى 20 دولة فقط.
هذه الدول التي جاءت بعدنا ربما انها التي لا تمارس كرة القدم أو ليس لديها مسابقات محلية ولم تشارك في أي بطولة من بطولات الفيفا أو أنها تشارك وتخرج من أول مباراة ويتعقد البعض أن بلاتر رئيس الاتحاد الدولي أضاف هذه الدول العشرين للكشف لأنه صديق العيسي من أجل أن لا تكون اليمن في المركز الأخير وبالتالي فهي في مكانها الطبيعي لكننا نحن الذين ليس في موقعنا الطبيعي ويفترض أن نكون من بين المنتخبات المائة الأولى على الأقل بحسب مالدينا من امكانيات بشرية ومادية ومشاركات خليجية وعربية واقليمية ودولية.
وعندما عدت إلى قائمة التصنيف وراجعته وجدت أن هناك دول كثيرة جاءت قبلنا في التصنيف رغم انه لا يوجد لديها شيخ ينفق على كرة القدم الملايين ويتباهى أمام العالم بذلك كما انها لا تمتلك صندوق لرعاية النشء والشباب وليس لدى هذه الدول وزير شاب يقطع الفيافي والبلدان ويسافر كل شهر على نفقة الصندوق ويحمله أعباء هو في غنى عنها ويفاخر بأنه سيمنح كل شاب يفوز بميدالية ذهبية اسيوية 5 آلاف دولار فيما بدل سفره هو فقط لمدة اسبوع لحضور جانبا?ٍ من هذه البطولة بلغ 12 ألف دولار ورغم ذلك فهذه الدول سبقتنا وتفوقت علينا في التصنيف وجعلتنا نعاني الآمرين عند البحث عن موقع اليمن فيه.
اعتقد ان هؤلاء المسئولين لا يخجلون من أنفسهم عندما يتربعون على قمة الرياضة اليمنية التي تأتي في أسفل السلم وقبلها دول ليست موجودة على خارطة العالم ولم يتحركوا لعمل أي شيء أو على الأقل يغادرون أماكنهم ويرحلوا غير مأسوف عليهم إذا كانوا عاجزين وأنا وغيري من الرياضيين والإعلاميين متأكدين من عجزهم لكنهم لا يفهمون.
اليمن اليوم