ثورة جديدة في اليمن
صرح الناطق الرسمي باسم أنصار الله محمد عبد السلام بأن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي سوف يأتي قريبا?ٍ إلى العاصمة صنعاء? مشيرا?ٍ إلى أن مبادرة دول الخليج العربية بشأن الانتقال السلمي للسلطة في اليمن فشلت في نهاية المطاف.
ويشار إلى أن وسائل الاعلام كانت قد ذكرت في وقت سابق أن صنعاء أصبحت تحت سيطرة الحوثيين. حيث تشير التقارير الأخيرة أن الحوثيين اقتحموا مباني عدد من الوزارات. وفي الوقت نفسه? أعلن زعيم الحركة عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز عن “انتصار ثورة الشعب” في البلاد.
الجدير بالذكر أن جزء من السكان استقبلوا هذا النبأ بحماس? اليكم تعليق الصحفي اليمني عبد الرحمن المحمدي على الوضع في اليمن:
“بصراحة الخطاب الأخير للسيد عبد الملك الحوثي كان واضحا?ٍ وبعث العديد من الرسائل المتضمنة? كما بعث برسالة إلى الشعب فتح فيه باب التسامح للجميع ومد يده للتصالح والتسامح? لكن أقول أنه بعد سقوط صنعاء بيد أنصار الله والثوار في الساحات فإن اليمن دخلت عصر جديد عصر استكمال ثورة التغيير التي بدأت في 2011 استكملت بقية أهدافها بطرد مراكز النظام والفساد السابق تم طردهم في مرحلة استكمال الثورة التي انتهت قبل يومين في صنعاء.
أعتقد أنه سيكون هناك خارطة تحالفات جديدة ما بين النظام الانتقالي الجديد وما بين زعيم جماعة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي. إلى الأن أعتقد أن السيد عبد الملك الحوثي هو الحليف الإستراتيجي للنظام الانتقالي أو للسلطة الانتقالية الحالية وهذا يؤكد على أن الرئيس هادي مع حلفائه الجدد قد نجح في إسقاط كل منظومة التحالفات السابقة التي استمرت 33 عاما?ٍ طيلة فترة حكم نظام صالح”.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات اليمنية والحوثيين كانوا قد وقعوا منذ بضعة أيام على اتفاقية الهدنة? والتي تتضمن على وجه الخصوص? تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة خلال شهر واحد.
إلا أن المستشرق الروسي ميخائيل سوفوروف يعبر عن شكوكه في ضوء الأحداث الأخيرة في أن يتم العمل على تنفيذ هذه الوثيقة على أرض الواقع? وتابع يقول:
كانت هناك شكوك حتى خلال توقيع هذه الاتفاقية? ولكن هذه الشكوك تحولت إلى مخاوف من تطور الوضع إلى الأسوأ? ومن غير المرجح أن تبقى الأمور في إطارها السياسي. وإذا ما عدنا قليلا?ٍ إلى الوراء وتذكرنا تاريخ اليمن? فقد كان يحكم البلاد حتى عام 1962 إمام زيدي الذي تم الإطاحة به إثر اندلاع الحرب آنذاك. وبالتالي يمكن ترجمة عمل الحوثيين على أنه محاولة لاستعادة الإمامة كا كانت سابقا?ٍ. وفي هذه الحالة سوف يكون ضدهم ليس فقط السلفيون? الذين لن يتركوا الأمور على حالها حتما?ٍ? ولكن أيضا?ٍ غيرهم من المقيمين الذين لا يريدون العودة إلى الماضي. هناك مشكلة أخرى وهي أن الحوثيين يشكلون مجتمعا?ٍ له أرضه? والحديث يدور في المقام الأول عن محافظة صعدة وعمران. كل القبائل الأخرى في صنعاء بالكاد يمكن أن تهتم بالحوثيين. فوق كل ذلك بالتأكيد لا يجب أن نعول على أمر آخر وهو أن الأصوليين? الذين يشكلون تمثيلا?ٍ جيدا?ٍ في مختلف فروع الحكومة? سوف يتعاونون معهم. لذلك هناك احتمال كبير أن تكتسب هذه الأحداث تطورا?ٍ كبيرا?ٍ.
في الوقت نفسه? أقر أعضاء مجلس الأمن بأن الرئيس عبد ربه منصور الهادي هو الممثل الشرعي للسلطات في البلاد? وطالب الأعضاء من الحوثيين مغادرة المؤسسات الحكومية المحاصرين. لكن? وكما يشير الخبراء إلى أن أقصى ما يمكن أن يتوقع المرء من المجتمع الدولي في حال حدوث تصعيد الوضع في البلاد? بالإضافة إلى التصريحات? هو الدعوة إلى عقد مؤتمر قادم لأصدقاء اليمن? والتي سيتم فيها اعتماد وثيقة لتطبيع الوضع. ولكن على خلفية انشغال اللاعبين الإقليميين والدوليين بشأن الوضع حول الدولة الاسلامية? فإن التقدم بملف اليمن? قد يستغرق أكثر من شهر واحد. وبالإضافة إلى ذلك? فإن أي وثيقة يصيغها الوسطاء الدوليين تحتاج فيما بعد للتنسيق مع أولئك الذين في ذلك الوقت سيحكمون صنعاء.
المصدر: صوت روسيا