تساؤلات من عجائب الثورات
انتهى اليوم الجدل حول ما اذا كان حدث 2011 ثورة أم أزمة ? فهل يبدأ جدل جديد بين من يرى حدث 21 سبتمبر 2014 في العاصمة صنعاء انتصارا وطنيا ومن يراه سقوطا مريع? ومن يراه مؤامرة خبيثة? وأي التوصيفات أكثر دقة?
لماذا لم تصمد صنعاء اليوم امام عنف الجماعة تحت مسمى الثورة كما صمدت وتماسكت عسكريا امام عنف ٢٠١١? وقبلها في حصار السبعين?
لماذا لم يرتفع سقف مطالب الحوثي الى اسقاط النظام ورحيل الرئيس هادي? أو محاكمته? والاكتفاء باسقاط الحكومة والجرعة? رغم التصعيد واراقة الدماء والتلاسن الاعلامي?
لماذا لم تستهدف الدولة قناة المسيرة الحوثية منذ بداية الاحداث? بينما استهدفت قبل اشهر قناة اليمن اليوم المؤتمرية بتهمة البلبه واثارة الفتنة وتهديد الاستقرار?
لماذا لم يقدم الحوثي نفسه اليوم كقائد لثورة تصحيحية لمسار ثورة ٢٠١١ التي فشلت في تحقيق اهدافها كما حدث في مصر? ولماذا ينتقد تلك الثورة رغم مشاركته فيها مع الاخوان? بينما يرى ان ثورتة شعبية مستقله حقيقية مغايرة?
اذا كان الحوثه هاجموا قناة اليمن الفضائية الحكومية? فلماذا تركوا قناة سهيل وهي أكثر هجوما وسلاطة على الحوثيين وتوجهاتهم?
هل استفاد اخوان اليمن من تجربة اخوان مصر? فاعادوا تقييم وبناء علاقتهم السياسية بالآخرين? ام استمروا في الاستعلاء والشطط والمغالاة والسخرية والشماتة بالغير?
هل كان الجيش اليمني حتى عام ٢٠١١ جيش العائلة فعلا? ثم اصبح جيشا وطنيا بعد اعادة الهيكلة? ام اصبح لسان الحال: في الليلة الظلماء يفتقد البدر?
هل من المنطق ان تعمل دول الخليج كل ما بوسعها وتبذل الكثير من امكاناتها للقضاء على مشروع الاخوان في مصر بينما تتركهم في بلد استراتيجي مجاور كاليمن?
هل يعقل ان تتفرج اي دولة في العالم على طائفة اثنية مذهبية تتقدم عسكريا من شمال الشمال وتجتاح نصف البلاد وتسيطر على المدن والمعسكرات حتى تصل قلب العاصمة دون ان تستخدم تلك الدوله جيشها الوطني?
دخول اليمن تحت البند السابع منذ أشهر? ألم يمنح مجلس الامن صلاحيات اوسع لاتخاذ مواقف وقرارات حاسمة ورادعه تجاه الجماعات المسلحة المتصارعة باعتبارها تعيق التسوية السياسية وتنفيذ المبادرة الخليجية? فلماذا جاءت قراراته الاخيره باهته وبارده كانها مباركة? بينما كانت اقوى وأوضح بحق المعرقلين قبل حكاية البند السابع?
لماذا لم يعد الحوثي في الفترة الاخيرة يتحدث عن حقه الالهي في الحكم? ومعاناة ابناء صعدة خلال الحروب الست? واستبدل ذلك بالحديث عن الحرية والكرامة وارادة الشعب ومطالب الناس ومحاربة الفساد وجرائم الدواعش والتكفيريين?
ماذا حدث خلال الزيارات الاخيرة التي قام بها الرئيس وكبار المسئولين الى امريكا وبعض دول الخليج?
التعديلات الوزارية الاخيرة هل كان لها علاقة استباقية بما حدث? وهل كان تعيين وزير الاعلام ونائبه من ذات التيار امرا مقصودا للتأثير على الاداء الاعلامي باتجاه التصادم ام امرا عفويا? كما وهل يبدو حرص الرئيس مؤخرا على الظهور الاعلامي الدائم والى جواره كل من محسن والسقاف امرا روتينيا ام تصعيديا?
اذا كان هناك من يرى الاصلاح والحوثيين وجهان لعملة واحدة? فهل من سبيل لتغيير تلك النظرة عبر سلوكيات قويمة في القول والفعل? تعكس التواضع والرغبة في التعايش بعيدا عن الانتقام والتبختر? ونبذ التطرف والاقصاء? ودون اي وصاية روحانية او دينية على المجتمع المسلم منذ فجر الرسالة?
انظمام الكثير من كوادر المؤتمر الشعبي العام لثورة الحوثي? هل ارضى صالح وازعج هادي? ام العكس? ام ازعجهما معا ام العكس? وايهما بدا اكثر قدره على التأثير في كوادر المؤتمر?
بعد اتفاق السلطة مع الحوثي هل تحررت اليمن فعلا من عوائق بناء الدولة اليمنية الحديثة? وهل سنتلمس ذلك من خلال الشفافية والوضوح وتحديد بؤر الفساد? وكشف نتائج الجرائم المقيده ضد مجهول كجمعة الكرامة? والجامع النهدين? والسبعين? والاغتيالات التي شهدتها البلاد منذ عهد الرئيس الاسبق اراهيم الحمدي حتى الامس القريب?
هل يدرك الاصلاح انه خسر الكثير كحزب سياسي مؤثر في اوساط المجتمع عندما ساقه مشايخ القبيلة وجنرالات الجيش في 2011 الى الانقلاب على المؤتمر حليفه الاستراتييجي والتاريخي? وهل يستطيع الحزبان اعادة تنظيم الاوراق المشتركة على اساس التسامح والتصالح في ظل الواقع الجديد? واستعادة ما دمرة الطيش السياسي في لحظة جنون?
هل سيؤمن الحوثي بالديموقراطية? تلك الكلمة التي لم ينطقها ابدا في جميع خطاباته المتلفزة? ويتحول من جماعة مسلحة الى تيار سياسي فاعل? ويكتفي بكونه اصبح نافذا جديدا وشريكا اساسيا في صناعة القرار? أم انه سيبدأ مشروعا جديدا باتجاه البطنين وحقه في سيادة المؤمنين?
هل ينتهى مسلسل الازمات اليمنية بتوقيع الاتفاق? وتتقبل الاجنحة المتطرفة العسكرية والقبيلية والايديولوجية ما حدث بعقلانية وحكمة وروية? ام ان الازمات ستستمر حتى يغفر لنا الله وير