تنظيم القاعدة يحشد عناصره باتجاه صنعاء والجوف
تؤكد المعلومات الواردة من محافظة البيضاء (وسط اليمن) ازدياد نشاط عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة بالتزامن مع التوتر السياسي الذي تشهده العاصمة صنعاء? بعد دعوة زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي? جموع المواطنين إلى التظاهر والتصعيد الميداني رفضا?ٍ للقرار الحكومي برفع الدعم عن المشتقات النفطية “الجرعة” وإسقاط حكومة الوفاق? بالإضافة إلى مخرجات الحوار .
وإزاء الوضع المتأزم في العاصمة صنعاء? تشهد مناطق صحراوية? تتبع إداريا?ٍ محافظتي الجوف ومأرب? معارك عنيفة منذ نحو 3 أشهر خلفت المئات من القتلى والجرحى بين مسلحي أنصار الله وقبليين موالين لحزب “الإصلاح” أو ما بات يطلق عليها مؤخرا?ٍ “اللجان الشعبية” .
وحصلت وكالة “خبر” للأنباء? على معلومات متطابقة تفيد بحركة انتقال منتظمة تقوم بها عناصر التنيظم من مناطق وسط اليمن إلى الشمال الشرقي في صنعاء ومديرية مجزر بمأرب والغيل بالجوف ..
وأكد مصدر في إدارة أمن محافظة البيضاء – فضل عدم ذكر اسمه – وجود عصابات تدعم بطريقة أو بأخرى عناصر التنظيم .
وقال المصدر لوكالة “خبر” للأنباء: إن هناك مشائخ قبليين موالين للتنظيم? مشيرا?ٍ إلى أن ذلك أصبح بشكل معلن مؤخرا?ٍ أكثر من أي وقت مضى ..
مضيفا?ٍ أن معلومات ترصد انتقال عناصر قبليين موالين لجماعة أنصار الشريعة “التنظيم في شبه جزيرة العرب” إلى العاصمة صنعاء ومحافظتي الجوف ومأرب .
وكشف المصدر عن جهود “تعبئة” يقوم بها محسوبون على التنظيم بين القبائل في البيضاء.. وقال: هناك عناصر من التنظيم قتلوا في محافظات شبوة وحضرموت وأبين? خلال الحرب التي خاضتها قوات الجيش مؤخرا?ٍ يتم نشر أخبار تفيد أنهم قتلوا في الجوف أثناء المواجهات مع من يطلقون عليهم “الروافض”.
وأضاف ان هناك تقاعسا?ٍ من قبل الأحزاب السياسية والمنظمات المجتمعية في البيضاء وخاصة في مدينة رداع? حيث كانت هناك توجهات لعقد وثيقة أو اتفاق يؤكد محاربة تلك العناصر وعدم إيوائها أو السماح لها بالانتقال إلا أن ذلك لم ير النور بسبب المواقف الهزيلة من قبل الأحزاب والمنظمات.
واستبعد المصدر اندلاع أي مواجهات – رغم حالة التعبئة والحشد – بسبب ما أسماه تجارب أبناء البيضاء السابقة ? بسبب أنهم من قاموا بدفع ثمن انجراراهم إلى مواجهات كانت نتيجتها تقاتل أبناء المحافظة فيما بينهم – حسب تعبيره.
ولوحظ خلال الفترة الأخيرة تحول خطير في استراتيجية التنظيم الإرهابي? حيث بدأت قياداته تمارس التعبئة القتالية عبر وسائل الإعلام التابعة? على أسس جهوية ومذهبية? في وقت ركز التنظيم خطابه الجهادي باتجاه جماعة الحوثي أو من تصفهم قياداته بـ”الروافض”.
وظهر مؤخرا?ٍ عدد من القياديين في قاعدة اليمن? يحشدون لمرحلة جديدة من العنف الموجه ضد تيارات دينية تختلف مع تنظيم القاعدة والتيارات المتناسقة معه في الفكر والأيدلوجية.. كما تشير معلومات متطابقة إلى اجتماعات تعقد بشكل مكثف في مناطق السدة والعدين بمحافظة إب .
وكشف تقرير نشرته شبكة “فرانس 24” عن وجود مساع?ُ من قبل حركة “أنصار الشريعة”? التي تقاتل القوات الحكومية على عدة جبهات في عدة محافظات لإنشاء “حلف مع عدد من وجهاء العشائر لمواجهة تمدد الحوثيين نحو العاصمة”.
وقال التقرير: حيث يعتبر هؤلاء أن “التحركات الشعبية التي يقوم بها الحوثيون ت?ْخفي هدفا?ٍ وحيدا?ٍ? ألا وهو السيطرة? وبالقوة? على مفاصل العاصمة والحكم في اليمن بإيعاز إيراني وتنفيذا?ٍ لخطة مستوحاة من تجربة حزب الله في لبنان”.
وأشار إلى أن صورا?ٍ تم تداولها? ت?ْظهر عددا?ٍ من قيادات “أنصار الشريعة” – تنظيم القاعدة في جزيرة العرب – كنبيل الذهب ومأمون حاتم مع عدد من مشايخ القبائل والوجهاء في مناطق البيضاء ويافع? في سعي واضح لتحشيد القبائل في مواجهة الحوثيين.
وكان القيادي في القاعدة جلال بالعيدي قد ظهر مؤخرا?ٍ في تسجيل “مرئي” بثته قناة “الملاحم” النافذة الإعلامية للتنظيم? دعا فيه أهل السنة لمواجهة الجيش اليمني (الرافضي) بالتزامن مع خروج منظر القاعدة في اليمن? يدعو جماعة السنة والتيارات المتقاربة معها إيدلوجيا للاحتشاد في جبهة واحدة لمواجهة الروافض.
وأعلن التنظيم “الإرهابي” مسئوليته عن تنفيذ ثلاث عمليات مسلحة ضد جماعة الحوثي في محافظة الجوف شمال البلاد.