بالوثائق.. علاقة جماعة “الاخوان المسلمين” وتحالفها مع اليهود
نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية وثيقة جديدة أفرج عنها جهاز المخابرات العسكري الإسرائيلي “أمان” وت?ْنش?ِر للمرة الأولى? على خلفية مرور “60 عاما” على قضية الكشف عن خلية تجسس إسرائيلية فى مصر عرفت باسم “فضيحة لافون” وهى شبكة يهودية استهدفت المصالح الأمريكية فى مصر عام 1954 لافساد العلاقات المصرية الأمريكية? فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بما يجعلها واحدة من أول وأقدم شبكات التجسس والتخريب الإسرائيلية فى مصر.
وبحسب الصحيفة فإن الوثيقة تكشف عن التجاهل الإسرائيلى الحكومى التام للسجناء الإسرائيليين الذين سقطوا فى أيدى السلطات المصرية فى تلك القضية إضافة إلى الكشف عن العلاقة الوثيقة التى نشأت بين أحد السجناء الاسرائيلين مع عناصر جماعة الإخوان المحتجزين خلال عهد الزعيم “جمال عبدالناصر” من خلال شهادته بعد أن عاد إلى إسرائيل.
ووصفت الصحيفة الوثيقة الجديدة وشهادة روبرت داسا أحد المتهمين الثلاثة الذين لا يزالون على قيد الحياة بعد ترحيلهم إلى إسرائيل بـ”سخرية التاريخ “?مشيرة إلى أن السخرية تكمن فى أنه فى الوقت الذى تتفاوض فيه مصر وتسعى لاحتواء التصعيد على قطاع غزة? يكتمل مرور 60 عاما بالكامل على وقوع التفجير الذى كشف عن أكبر شبكة تجسس وتخريب إسرائيلية فى مصر? إذ حدث بمحض الصدفة فى 23 يوليو من عام 1954 ?حيث انفجرت عبوة ناسفة بالخطأ فى جيب “فيليب ناثانزون” أحد أعضاء الشبكة اليهودية فى مصر والتى جندتها الوحدة 131 فى جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلى.
وبعد انفجار العبوة بالخطأ فى جيب “ناثانزون” استطاعت السلطات المصرية وقتها القبض عليه واعتقال عدد كبير من أعضاء الخلية الإسرائيلية فى القاهرة والإسكندرية فى خلال أيام معدودة ? بحيث اعتقل تقريبا?ٍ كل أعضاء الخلية باستثناء قائدها “آفرى إلعاد” وكان الهدف الأساسى من عمليات تلك الخلية هو استهداف المواقع التى تتعلق بالمصالح الأمريكية فى مصر? بهدف الإضرار بعلاقات الولايات المتحدة مع مصر.
وأوضحت “معاريف” أن من السخرية أيضا أنه بعد 60 عاما من محاولات إسرائيل الإضرار بالعلاقات المصرية الأمريكية? وجدت إسرائيل نفسها مرتبطة رغما عنها بالعلاقات بين الجانبين ومدى التوتر فى تلك العلاقة إذ إنهما المسيطر الرئيسى والمهيمن الأساسى على أى مفاوضات تتعلق بقطاع غزة .
وبحسب الصحيفة فان الوثيقة التى أفرج عنها “أمان” لا تلقى الضوء على الطريقة التى عومل بها السجناء الإسرائيليون تلك الخلية داخل السجون المصرية وتعامل السلطات الإسرائيلية وقتها معهم بل تكشف عن تحالف وصداقة غريبة من نوعها ومفاجئة للجميع فى الوقت نفسه? فهذه الصداقة كانت مع عناصر جماعة الإخوان المحتجزين فى السجون التى اعتقل فيها عناصر الخلية الإسرائيلية.
وإنه فى 31 يناير عام 1955 حكم بالإعدام على اثنين من أعضاء الخلية الإسرائيلية? فيما تقررت عقوبة الحبس مع الأشغال الشاقة على 6 من أعضائها بينهم “روبرت داسا” الذى وثق شهادته لدى جهاز “أمان” الإسرائيلى .
وأضافت الصحيفة?أن هؤلاء المساجين قبعوا فى السجون المصرية لمدة 14 عاما?دون أى اهتمام بهم وعلى الرغم من سقوط آلاف الأسرى من الجنود المصريين فى أيدى إسرائيل والإفراج عنهم? فإن مصير هؤلاء ظل مهملا ولم تتم مناقشته بعد حربى 1956 و1967.
أما السجينة الإسرائيلية الوحيدة فى تلك القضية وتدعى “مارسيل بنينو” تبلغ من العمر حاليا “85 عام” فقد تحدثت إلى “معاريف” بمناسبة الكشف عن الوثيقة الجديدة وأكدت أنها لا تزال حتى اليوم تعانى من الكوابيس بسبب ما عانته فى السجون المصرية خلال فترة احتجازها على خلفية “فضيحة لافون”? فى حين أن الجاسوس “داسا” فضل الكشف عن علاقته الوطيدة التى أسسها مع عناصر جماعة الإخوان فى السجون آنذاك.
وأوضحت الصحيفة أن “داسا” قرر الكشف عن الصداقة التى كونها مع جماعة الإخوان فى السجون المصرية والتى كانت مفاجأة بالنسبة للجميع.
وقال “داسا”: حتى دخلت السجن لم يسبق لى أن صادفت أيا من عناصر جماعة الإخوان صحيح أنهم كانوا نشطين ولكن لم يكن لديهم أى تحركات حقيقية ضد اليهود وكانت المرة الأولى التى ألتقى فيها الإخوان بشكل شخصى فى فترة السجن انتظارا للحكم فى “فضيحة لافون” فى السجن الحربى? حيث اعتقل مئات من عناصر الإخوان فى تلك الفترة على خلفية محاولة اغتيال الرئيس المصرى جمال عبدالناصر”
وأضاف إنهم : “كانوا يتعرضون للتعذيب كما تعرضنا بالضبط ولحسن حظى أننى كنت مريضا وعانيت من ارتفاع حاد فى درجة الحرارة? وهو ما دفع المسئولين وقتها إلى الرأفة بى ونقلى إلى العمل فى تحضير الطعام ونقله إلى الزنازين? وكنت أساعد أيضا فى حمل السجناء الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية? ووقتها كنت أحمل العديد من عناصر الجماعة وبينهم عدد من قادتهم.
وتابع:”لم يكن يفاجئنى أنهم لا يحبوننا كيهود حينها ولكن وقتها سألونى عن اسمى? وعرفوا بعدها أننى يهودى? وسرعان ما ارتبط اسمى بأننى الذى يساعدهم فى العلاج من جروحهم إذا تع