الإصلاح وشماعة وزير الدفاع
في كل مرة يصاب حزب الإصلاح ” الإخوان المسلمين في اليمن ” بانتكاسة فأنهم سرعان ما يحاولون البحث عن شماعة يعلقون عليها إخفاقهم .. وهاهي الهزيمة التي لحقت بالجناح المسلح لجماعة الاخوان على ايدي المليشيات الحوثية تقدم برهان جديد على هذه السياسة التي تتعامى عن حقائق رئيسة وتتمسك بالقشور وتحاول الترويج لها كحقائق دامغة .. وما اتهام وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد انه السبب في سقوط عمران ومقتل العميد القشيبي .. وقبلها اتهام الحزب الاشتراكي اليمني وأمينه العام ياسين سعيد نعمان بالتحالف مع الحوثي .. الا استمرار لهذه السياسية التي تعتمد على العناد والمكابرة .
فالاتفاق الأخير الذي رعاه وزير الدفاع بين أطراف الصراع ووقع عليه رئيس حزب الاصلاح في عمران , يؤكد ان الصراع هو بين جماعات مسلحة خارجة عن القانون وسيطرة السلطات , وكل طرف يتحمل تبعات ما يحدث من أضرار على الارض سواء تلك الأضرار التي تلحق بطرفي الصراع او التي تطال ممتلكات المواطنين والمرافق الحكومية .
ومن الأجدى والأنفع لحزب الإصلاح مراجعة سياساته بدلا البحث عن شماعات ستقوده إلى انتكاسات جديدة وتقضي على ما تبقى من الحزب .. وعدم استخدام القشيبي ورقة للضغط والمزايدة السياسة .. فالرجل ” رحمه الله ” وبغض النظر عن مواقفه السياسية .. اثبت شجاعة نادرة تنحني لها الهامات وتكسب إحترام العدو قبل الصديق خصوصا بعد هروب قيادات ميدانية محسوبة على الاصلاح من معارك سابقة .. لكن حزب الإصلاح يحاول ان يسيء إلى الرجل هو في اللحد .. تارة بالقول انه قتل مأسورا .. وأخرى بأنه قتل نتيجة خيانة .. وإذا كان هناك من خيانة فهي من مليشيات حزب الإصلاح التي خذلته في هذه المعركة التي قاتل فيها حتى آخر رصاصة في بندقيته .
فالإصرار على الخطاء أكثر كارثية من ارتكاب الخطأ .. لذا لابد ان يعي حزب الإصلاح ويدرك جيدا ان السلاح الذي كان يراهن عليه قد فشل .. وعليه التحول إلى حزب سياسي مدني .. والأمر ذاته ينطبق على الجماعة الحوثية التي يجب ان تتخلى عن السلاح وان كانت قد حققت انتصارات إلا أن الرهان على السلاح مصيره الفشل عاجلا أو آجلا .. كما ان استمرار حزب الإصلاح في معاندته ومكابرته غير معترف بان السياسيات التي يمارسها هي السبب الأول لكل ما يعانيه من انتكاسات مستمرة , ستقوده حتما إلى الهلاك .
فحزب الإصلاح اليوم يعاني إنعزالا عن بقية القوى السياسية على الساحة اليمنية , بما فيها تلك القوى التي كانت معه في ساحة واحدة , وظل يصدر ويلوك تصريحات بنغمات جوفاء انه لن يحيد عن الرؤى المشتركة لتكتل اللقاء المشترك , في مقدمتها تشكيل ” الدولة المدنية الحديثة ” التي اتضح فيما بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وحكومة ” المحاصصة ” ان الدولة المدنية تعني الاستحواذ على المناصب الكبيرة والصغيرة في الدولة .. غير ابهين ببقية القوى .