الوطن وحماقة الإصلاح
ليس غريبا على من تربى في محاضن الإصلاح أن يأتي كلامه سيلا من السباب والشتائم? وهل ذلك إلا طبيعة العاجز? وعديم الحجة!
لقد كان حريا بقيادات الإصلاح أن تقوم بمراجعة هادئة ورصينة لتأريخ من التحريض المذهبي والطائفي المقيت? وليس معلوما كم يحتاج الحزب من الوقت حتى يكاشف الشعب?ِ عن حقيقة مهمته المنوطة به في خدمة مشاريع تفتيت الأوطان? من تحشيد الشباب في ثمانينات القرن الماضي إلى أفغانستان تحت راية الأمريكان? والمتاجرة بقضايا كوسوفو والبوسنة? والشيشان? مرورا بجريرته الكبرى بحق أبناء الجنوب باعتبارهم مشركين كفارا? هكذا مرة واحدة? مستبقا بذلك ما جاءت به فصائل داعش والقاعدة في كل من سوريا والعراق من قطع الرؤوس? وأكل الأكباد? وإبادة أسر بكاملها..? هل يجد حزب الإصلاح وقيادته الاستخبارية أنفسهم أهل حضارة ومدنية بتوزيع بطاقات الجنة والنار على المسلمين? وهل يعتقد حزب الإصلاح أنه قدم للوطن خدمة باستباحة الجنوب صيف 94م !
وتستمر مأساة هذا الوطن مع ذلك الحزب? حين جعل من معاهده معسكرات?ُ تمتهن القتل على الهوية? والمذهب? إلى جانب النظام ليخوضوا معا ستة حروب في صعدة والمحافظات الشمالية..? وعبثا ظن الناس أن مغامرة الإصلاح قد توقفت مع اندلاع الثورة الشبابية السلمية عام 2011م ? ليتخذ منها فرصة للانقضاض على الثورة? وهدم الدولة من الداخل! وهل ثلاث سنوات ما بعد الثورة قليلة في نظر الإصلاح..حيث الاغتيالات لمنتسبي مؤسستي الجيش والأمن? وكوادر الجامعة? واقتحامات لمقرات الدولة وسط العاصمة? هل كل ذلك لا يستحق من الحزب – وهو يهيمن على وزارات سيادية أن يعلن فشله في أدائه الحكومي? إلا إذا كان يعتبر ذلك نجاحا مكملا لدوره المزعوم في زمن المعارضة ..فهذا شيء آخر !
…
ليس أنصار الله من ي?ْطالبون بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ? فهم المكون الوحيد والفريد الذي وجد نفسه يضحي بحياة شهيدين من خيرة أبناء الوطن هما الدكتور عبدالكريم جدبان? والدكتور أحمد شرف الدين? شاركا في الحوار بكل مسؤولية ووطنية? ليجدا نفسيهما مضرجين بالدم شاهد?ِين على خيانة عظمى بحق وطن مصيبت?ْه في قباحة بعض أبنائه? ولكان لنا مندوحة?َ في إعلان رفضنا لمؤتمر الحوار لو اردنا ذلك? والتحرك بطريقة أخرى لنيل الحق? وكشف الجناة? لكننا آثرنا الصبر على أشد الألم? منتظرين أن تتكرم داخلية الإصلاح عن كشف ملابسات اغتيالهما التي لم تجرؤ على فعل ذلك حتى الآن …?
ما ذكرناه ليس اتهامات ومحاكمات نوايا? بل وقائع يشهد عليها القاصي والداني من أبناء شعبنا اليمني العزيز? وهي غيض من فيض? أحببنا التذكير بأبرزها? وما خفي من تاريخ ذلك الحزب أعظم مما ظهر? ولربما بقاء الإصلاح على حماقته كفيل?َ بانكشاف?ُ أكثر لحقيقة الدور والمهمة!
وما تكتبه قيادة الإصلاح من مقالات هذه الأيام ليست سوى دعوة لقتل الآخر وإدخال البلد في دوامة جديدة من العنف! وجدير بها أن تهدأ? ومعها فسحة?َ من الوقت? وألا تستعجل في الرد تحت ضغط تداعيات عمران? حيث الوعي والاتزان والعقلانية غائبة?َ كما يبدو في الردود الأولية? وهي غائبة أساسا من أداء الحزب منذ عرف نفسه بالتجمع اليمني للإصلاح? إلا أنه لا مانع من الطلب إلى تلك القيادة أن تأخذ لنفسها مجالا للراحة? والمراجعة الصادقة? ونطمئنهم أن أبناء عمران قد اكتفوا فقط بمعالجة مشاغبة دواعشهم ومليشياتهم التكفيرية دون تجاوز القدر إلى أبعد من ذلك!
ويبقى أن نتقدم إلى أبناء شعبنا العزيز بعظيم الفخر والاعتزاز وهو يجترح ملحمة الوعي القومي والإسلامي تجاه فلسطين وقطاع غزة? منتصرا على كل ما حوله من الدمار النفسي والمعنوي والمادي? معتذرين عن اضطرارنا للرد على قيادة حزب له نصيب وافر في ذلك الدمار? متعهدين بأن نظل على مستوى قضايا الوطن والأمة? لا تلين لنا قناة? ولا يفت في عضدنا أمر? والعاقبة للمتقين .