الإنشاد الديني يحيي ليالي رمضان في اليمن
يتميز شهر رمضان المبارك في اليمن بخصوصيات ترتبط بعادات وتقاليد المجتمع نفسه ومن هذه التقاليد الراسخة إحياء ليالي الشهر الفضيل بروائع الأناشيد والموشحات الروحانية والجمالية? في تناغم روحي وجمالي تحلق فيه النفوس في أجواء الصفاء والنقاء الإيماني.
ويعتبر الإنشاد الديني ضيفا يوميا في ليالي رمضان عند اليمنيين وهو أحد من أبرز طرق الاحتفاء بالمناسبات الدينية المختلفة ومنها رمضان الذي تعم?ر لياليه بالسمرات العامرة بالذكر والنصيحة والصلاة على الرسول الكريم.
ويزدهر هذا النوع من الفن في رمضان? حيث تنظم المسابقات اليومية لدعم المواهب في هذا المجال وإقامة اللقاءات بين نجومه للتعاون في إنتاج فيديوهات تلفزيونية في البرامج وبرامج في الاذاعات المحلية تحث على فضل القرآن وأجور الحافظين له.
ويغلب الطابع الروحاني والوجداني على الإنشاد باعتبار رمضان شهرا إيمانيا يستدعي التعاطي مع قيمه وفضائله في الذكر وقراءة القرآن والتسامح وتعزيز جسور التواصل والمحبة بين أفراد المجتمع.
وقال رئيس جمعية المنشدين اليمنيين علي محسن الأكوع? إن “الجمعية أعدت مثل كل عام برنامجا متنوعا لإحياء ليالي رمضان بالأمسيات والأناشيد الروحانية”.
إلا أن الأكوع أقر في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول بضعف نشاط الجمعية هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية بسبب قلة الإمكانات المادية وعدم وجود أي دعم سواء من وزارة الثقافة اليمنية أو من غيرها.
وأضاف أنه “نتيجة لغياب الدعم لم تستطع الجمعية تنظيم مهرجان الإنشاد السنوي الذي اعتادت عليه وتستضيف فيه أبرز المنشدين من مختلف المحافظات اليمنية في تظاهرة فنية وثقافية تشهد تنافسا على الإبداع يمتع الجمهور الحاضر”.
وأوضح أن الجمعية التي تضم 120 منشدا يمنيا اكتفت بإحياء حفلات السمر والأمسيات الصغيرة في حارات صنعاء? وتركت لمنتسبيها حرية المشاركة في أي نشاط.
ولفت إلى أن أغلب الأناشيد في رمضان ذات الطابع الروحاني والموشحات والصلاة على الرسول والتي تنتمي لمختلف ألوان الانشاد اليمني.
وأصبح الإنشاد اليمني مدارس مختلفة بفضل عدد من نجومه الذين أوصلوه إلى العالمية سواء?ٍ من خلال مشاركاتهم في المسابقات العربية والتي فاز فيها بعضهم بجوائز متقدمة? أو بالألبومات التي لاقت رواجا?ٍ وانتشارا?ٍ واسعا?ٍ ساعدت وسائل الاتصال الحديثة في شهرتها? وهو ما جعل من الإنشاد اليوم تراثا شفهيا عالميا اعترفت به اليونسكو ودعت للحفاظ عليه? وقد أسست لهذا الغرض جمعية المنشدين اليمنيين فى العام 1989.
ويتناول المنشدون موضوعات مختلفة في مديح الرسول والوحدانية والسمو الأخلاقي.
وتنظم جمعية المنشدين مهرجانا?ٍ سنويا في رمضان ترعاه وزارة الثقافة يتم من خلاله تقديم العديد من النماذج للإنشاد والموش?حات اليمنية التى تنوعت أشكالها وأساليبها على مرور الزمن? مما جعل منها مدرسة رائدة فى الانشاد الديني حول العالم.
وتحرص الأسر على إحياء الموالد النبوية? حيث يؤدي المنشدون أعمالا?ٍ دون مقابل عدا الاناشيد المصورة التي تبث على القنوات? كما أن هناك منشدون ينظمون فعاليات في مسرح طلق تكون متاحة للجمهور.
وتحفل العادات والطقوس الرمضانية بمجالس السمر المنتشرة في الريف والمدينة? والتي تقام في ديوان كبير يرتاده أهل الحي من بعد صلاة التراويح حتى وقت السحور? يتخللها إلقاء القصائد والتهليل وإمتاع النفوس بالأصوات الجميلة.