في إنتظار “البيان رقم واحد”.. تفاصيل المخطط الانقلابي للهيئة العليا لأنصار الثورة
هناك فعلا?ٍ إنقلاب يتم الاعداد له ضد الرئيس هادي ومن المؤكد أن اللمسات الاخيرة السابقة للانقلاب قد تم وضعها ولم يتبق إلا تحديد ساعة الصفر للاعلان عن “البيان رقم واحد”.
ولقراءة مسار خطة الانقلاب لابد من التفرقة بين العمل الثوري و العمل الانقلابي ? فهما وإن اتفقا في بعض النتائج إلا أن الاختلاف بينهما يظهر جليا?ٍ في مرحلة الإعداد وخطوات التنفيذ? فمن يريد أن يقود الشعب أو الجيش إلى ثورة لابد له ان يواجه رأس السلطة و أن يحرض الشارع ولو بصورة تدريجية ضد الحاكم وأن يظهر بنفسه او برجاله و بأدواته الإعلامية في تلك المواجهة ليثير الرعب لدى الحاكم ونظامه ويقدم نفسه للشعب بصورة ند قوي للحاكم و أن يظهر كم?ْخ?ِل?ص ومناضل يصارع الحاكم واجهزته إلى أن تحين ساعة الصفر وهو طريق مليء بالمخاطر ويتطلب الكثير من الشجاعة?
بينما العمل الانقلابي العسكري يتطلب في من ي?ْضمره أن يكون أكثر لؤما?ٍ كي يكتسب ثقة الحاكم القائد الاعلى للجيش? هو بحاجة إلى إصطناع مؤامرات ضد الحاكم ونظامه لينسب تدبيرها لآخرين يتقرب أكثر بها للحاكم الذي سوف يمنحه ثقة أكبر يترتب عليها مساحة أوسع يعمل من خلالها القائد الانقلابي ليحكم قبضته على الدائرة المحيطة بالحاكم بمباركة من الحاكم ذاته أو بإستسلام منه لمن وقف إلى جواره في مواجهة تلك الانقلابات او الازمات الوهمية التي أعتقد الحاكم بأنها كانت حقيقية? واثناء ذلك يقوم القائد الانقلابي باستغلال كل فرصة تمكنه من إسقاط الدفاعات الخاصة بالحاكم و بعاصمته واستبدالها بوحدات او بقادة ولاؤهم للقائد الانقلابي ويقوم ايضا?ٍ بالاستيلاء المتدرج على كل وسائل الاعلام خصوصا الرسمية بعناصر تتبع القائد الانقلابي في انتظار ساعة الصفر? ويجري ايضا افتعال الازمات المعيشية التي ت?ْبعد الشعب عن حاكمه كي لا يجد الحاكم من يتعاطف معه او يناصره عندما تبدأ مرحلة الاطاحة به? ومن المهم أيضا?ٍ أن يقوم من يخطط للانقلاب بقمع واضعاف أي قوى او تكتلات في العاصمة قد تشكل عائق أمامه في مرحلة الانقلاب و مابعدها? وهذه الخطوة يجب أن تتم في عهد الحاكم المغدور به ذاته? بل ويجب ان تكون عبر ادوات مرتبطة به شخصيا?ٍ? كي لا تقوم تلك القوى بمناصرة الحاكم حينما يتم الانقلاب عليه و حتى ان ارادت لن تكون لديها القدرة على ذلك.
“الهيئة العليا لأنصار الثورة” هذا الكيان شبه العسكري الذي تم تشكيله في تاريخ “٢١ مارس ٢٠١١” وقام في حينه بإصدار “البيان رقم واحد” معلنا?ٍ الإنقلاب على سلطة الرئيس السابق “علي عبدالله صالح” في خطوة قصدوا بها القفز إلى الأمام للحفاظ على مصالح المنظومة القبلية و الدينية التي فرضت نفوذها أثناء حكم الرئيس السابق و أرادت الأستيلاء على الثورة الشبابية و الاطاحة بالسلطة الدستورية عبر ذلك الانقلاب? و أستطاعوا عبر ناشطيهم في ساحات الثورة من تهيئة شباب الساحات لقبول ذلك الإنقلاب بإعتباره خطوة قادرة على حسم الصراع بين السلطة و شباب الثورة لصالح الأخيرين وتحت مبرر حماية شباب الثورة بعد أن تم قتل عدد منهم ببنادق القناصة المحترفين قبل ذلك التاريخ بثلاثة أيام? وكانت لتلك الجرائم التي أ?ْرت?كبت بحق شباب الثورة أثر واضح لدى نسبة كبيرة من الشباب لأن يتقبلوا حمايتهم وحماية ساحاتهم عبر القوات الموالية للهيئة وقائدها بعد أن شاهدوا دماء زملائهم تسفك أمام اعينهم? ومازالت عمليات القتل تلك لغز لم يتم حله حتى اليوم بالرغم من ظهور مؤشرات و أدلة مادية وتسجيلات صوتية تثبت وجود علاقة خاصة بين قائد الهيئة مع عدد من المتهمين الذين قبض عليهم شباب الثورة وهم في حالة تلبس بعد دقائق قليلة من تلك الجريمة البشعة المعروفة بجريمة “جمعة الكرامة”.
كان لتماسك الحرس الجمهوري وهو الجزء الأهم من الجيش والاعلى كفاءة الفضل الاكبر في فشل خطوة الأنقلاب العسكري و تحولها إلى مجرد إنشقاق? وكان لصمود أغلب أعضاء المؤتمر الشعبي العام وقيادته وتمسكهم بالشرعية الدستورية الاثر الأكبر في تحويل الثورة الشبابية و الانقلاب العسكري الى أزمة سياسية يتم حلها عبر المفاوضات و الحوار و الدبلوماسية الخارجية يتنازل الجميع فيها بحيث أن لا يكون فيها غالب ولا مغلوب.
وبالرغم من التوقيع على المبادرة الخليجية و تشكيل حكومة وفاق وطني و انتقال السلطة من الرئيس السابق “علي عبدالله صالح” الى الرئيس التوافقي “عبدربه منصور هادي” و اجراء تغييرات جذرية في هيكلة الجيش وإعلان الجميع انصياعهم لقرارات الهيكلة و لمخرجات الحوار الوطني إلا أن كيان “الهيئة العليا لأنصار الثورة” كان يطل برأسه ليثبت وجوده واستمراريته ولو ببيانات يعلن فيها عن تأييده للرئيس التوافقي ولقراراته? مع أن الطريقة الوحيدة التي تثبت تأييد ذلك الكيان للرئيس و انصياعه للقرارات هو بالاعلان عن حل نفسه بعد أن إنتفت الغاية من وجوده? فإذا كان تشكيله هو لمواجهة المؤسسة العسكرية التي كانت تابعة للرئيس السابق فليس في مواجهته اليوم إلا المؤسسة ا