حيفا العروس بعدسة روضة غنايم!
نادي حيفا الثقافي- المجلس المل?ي الأرثوذكسي الوطني- حيفا? أقام عرض?ٍا فوتوغرافيا حيفاوي?ا? بعدسة روضة غنايم? في قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان? شارع الفرس 3 (زاوية شارع اللنبي)? بتاريخ 26-6-2014? وقد غص?ت القاعة بحضور?ُ كبير?ُ من أدباء?ِ وشعراء?ِ وأصدقاء?ِ وأقرباء?ِ وم?ْهتم?ين بالشأن الحيفاوي?? بالرغم من هيمنة أجواء المونديال. تخل?ل?ِ الأمسية?ِ عرض?ْ شرائح فوتوغرافي?ة لحيفا الأنثى? وقراءات?َ شعري?ة?َ عن حيفا بمشاركة: أسامة حلبي? حنان جريس خوري? علي مواسي? وأنور سابا بصوت (خلود الفوراني)? وتول?ى عرافة الأمسية الأستاذ رشدي الماضي? وكانت مداخلات للمحامي علي رافع? د.أنور جمال? المحامي محمد ميعاري? آمال رضوان? وجريس خوري? ومن ثم? تم التقاط الصور التذكارية.
تغمز?ْ عدسة?ْ روضة بلفتات?ها الوض?اءة? لت?ْنير?ِ زوايا معتمة?ُ لحيفا البديعة? الوديعة? المعشوقة?? الطافحة? بو?ِقار? أنوثة?ُ طاغ?ُ? العابقة? بماض?ُ م?ْهم?ش?ُ م?ْهش?م?ُ? والنابضة? بحسرة? حاضر?ُ موج?ع?ُ? والم?ْتطل?عة إلى آفق?ُ شاسع?ُ م?ن وجهها الحقيقي? النقي?? دون?ِ ماكياج?ُ وتزوير?ُ وتزييف?ُ وتشويه?ُ.
حيفا فائقة?ْ الجمال رغم?ِ اغتصابها? ورغم?ِ محاولات? اغتيال?ها وتغييبها? وتطهير?ها عرقي??ٍا م?ن بنيها البر?ِرة. لشرفات?ها قصص?َ كثيرة?َ تنطر?ْ الماضي? تحرس?ْه?ْ م?ن?ِ الهذيان? والنسيان?? ولأحيائ?ها حكايات?َ وزغاريد?ِ وآهات?ُ مدسوسة بين مداميك حجارتها? بين فتافيت قرميدها وجذوع صبر?ها وأشجارها.
حيفا أنثى مكابرة جبارة? وفي?ة?َ أبي?ة? لما تزل ت?ْعد? طقوسها اليومي?ة بإيمان? ومثابرة عارمة بالآمال والأحلام? لئلا تندثر حيفا الحضارة? ولتبقى عاصمة الثقافة كعهدها المجيد? فتصحو أزقتها من تحت الردم والرماد مع الفجر? ويتهلل زقاق وادي النسناس بالحياة? ومع الشروق يضحك شارع القدس? ويتهلل شارع اللد? ويلو?ح تل السمك للشمس في غروبها? ولا يغفو زقاق سانت لوكس إل?ا مع السحر.
حيفا تتزركش بالألوان? تتجم?ل وتتحل?ى وتتغندر? وت?ْع?د??ْ نفس?ِها للنوم? أكأنما بجنباتها تذوب?ْ حياة?ْ الريف? ح?ِياء?ٍ? لكن? من ي?ْن?ص?ف?ْ الزيتون?ِ? والص?بر?ِ? وع?ْم?ر?ِ هذا الشجر? العتيق والعربي? الفلسطيني??
ما غفلت? نباهة?ْ عدسة? روضة عن التقاط ص?ْور? الريف القائم في حيفا? فهناك?ِ بين البيوت العتيقة بقعة?َ منسي?ة?َ بكامل عفوي?تها? لم تطل?ها يد?ْ الدهاء? الم?ْداهنة? بعد? وعلى سجي?تها ترعى حيوانات وتجول?ْ طيور?َ داجنة?َ بين أ?ْس?ِر?ُ ترعاها? وهناك مخابز?ْ ت?ْع?د??ْ الخبز?ِ بالطريقة? القديمة?? وهناك وهناك..
وبين عتمة البياض وفسيفساء الذكريات المنحوتة? ت?ْطل? حيفا بكبرياء?ُ لا يخبو? وبكامل جلال?ها ودلال?ها تشمخ?ْ وتتأن?ق? وبلفتات?ها تستقطب?ْ الأرواح وتجذبها? كأنما ت?ْغري الأنظار?ِ? فتهفو إليها بحنين دامع? فها هي السناسل راسخة تتجذر? وبوجه الريح والفحيح والم?ِزاد والعتاد? ما انفكت تنتصب?ْ الشبابيك?ْ والأبواب?ْ العتيقة? بمزلاجها القديم? بعقداتها المقنطرة? بحجارتها الم?ْقب?بة? ومن خلف شرفة م?ْضب?بة?ُ? ت?ْط?ل??ْ حاج?ة?َ عتيقة? تتنه?د لوعة?ٍ? ت?ْلازم?ْ شرفتها والوجع? ت?ْشقشق?ْ دمعت?ْها زافرة?ٍ? ت?ْزقرق?ْ روح?ْها شاهقة?ٍ? لتغدو?ِ في عدسة? السائح الغريب جزء?ٍا م?ن متحفة? الإنسان الفلسطيني?! أما آن لحيفا العروس?ْ أن تضحك?ِ? أما آن لحيفا الأنثى أن تفرح?
حيفا أكبر?ْ وأجمل?ْ مدن فلسطين? تقع?ْ على الساحل الشرقي? للبحر المتوسط? وتعانق?ْ جبلها الكرملي?? لها تاريخ تجاري??َ وعسكري??َ حافل?َ لأهم?ي?ة موقعها? مم?ا جعلها مشتهاة?ٍ في عيون المستعمرين منذ العهد الصليب?ي وحتى النكبة. تبعد عن القدس 158 كم? وقد دعاها الصليبي?ون “حيفا” نسبة للكاهن الصليبي قيافا من عهد المسيح? وظهر لحيفا أسماء أخرى بعد?ة أشكال ولغات? ولكن العرب داوموا على استعمال? حيفا بلفظ?ُ واحد?ُ وثابت? بعدما بناها ظاهر العمر الزيداني? لكن ه?ْج?ر?ِت م?ن سكانها العرب عام النكبة 1948.
تأس?ست حيفا كقرية صغيرة في القرن الرابع عشر ق.م على يد الكنعاني?ين? وفتحها الخليفة عمرو بن العاص عام 633 م? وبدأت القبائل?ْ العربي?ة تستقر??ْ في فلسطين? وازدهرت حيفا بالعرب في العهد الأموي? والعباسي?? ثم? أسس حيفا الحديثة عام 1761 مكان البلدة القديمة القائد ظاهر العمر? فأس?س إمارة شبه مستقلة عن العثمانيين في الجليل.? وتأسس فيها أول مجلس بلدي عام 1873? وصارت مركز إشعاع فكري? وثقافي? في فلسطين التاريخي?ة? خاص?ة قبل النكبة.
حي الألمانية في حيفا هو مستوطنة بدأ الاستيطان 1868م? من قبل مجموعة عائلات ألمانية قادمة من ألمانيا? في القسم الغربي من المدينة? مما أدى إلى ظهور نهضة اقتصادية واجتماعية في حيفا? وانتشار المطاعم? ويعتبر مركز الحياة الليلية في حيفا? ومن ثم?? تتوالى بقي?ة?ْ حلقات الحكاية? من نكبة?ُ وتوابع?ها.
جاء في كلمة عرافة الأستاذ رشدي الماضي:
حيفا أربعة وجوه?ُ في الكاميرا?