الطلاب في اليمن.. عين على الامتحانات وأخرى على “المونديال”
وجد طلاب الشهادة العامة في اليمن أنفسهم هذا العام في موقف حرج? فإضافة إلى الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي التي تحرمهم من مراجعة دروسهم? جاء كأس العالم لكرة القدم “مونديال 2014” في البرازيل ليشتت ما تبقى من تركيزهم ويجعلهم يضعون عينا على الامتحانات? وأخرى على المونديال.
وانطلقت امتحانات الشهادة العامة في اليمن? في العاشر من يونيو/حزيران الجاري? قبيل يومين من انطلاق كأس العالم 2014 التي تقام في البرازيل .
ويشارك في امتحانات الثانوية العامة (قبل الجامعية) في اليمن? أكثر من 200 ألف طالب في عموم المحافظات اليمنية? غالبيتهم يندب حظه السيئ في تزامن الامتحانات مع الحدث الرياضي الأبرز على مستوى العالم .
ويرى طلاب يمنيون أنه لا يمكن التغاضي عن “كأس العالم”? وعدم متابعة أخباره? حتى ولو كان ذلك يهدد مستقبلهم الدراسي.
عبدالله الشرعبي? طالب في الثانوية العامة القسم العلمي? يقول لوكالة الأناضول: “تزامن عام تخرجي من الثانوية العامة مع كأس العالم من أسوأ ما حدث لي في حياتي? كنت أتمنى أن يأتي المونديال وقد تجاوزت هذه المرحلة بعام أو قبلها? فالمونديال حدث لا يمكنني الهروب منه”.
ويضيف: “كنا نتمنى من وزارة التعليم أن تراعي الطلاب في مسألة المونديال في تقديم موعد الامتحانات مثلا? حاليا عندما افتح الكتاب أتخيله ملعب? وعيوني تتحول إلى ما يشبه كرة قدم? كل ما أهرب منه في البيت? يذكرني به صديق أو زميل في المدرسة”.
ويشاهد غالبية اليمنيين مونديال 2014 في مقاهي خاصة? بسبب ارتفاع أسعار الاشتراك في القناة الناقلة حصريا? كما أن وزارة الرياضة اليمنية قامت بتوفير 60 شاشة عملاقة لنقل المونديال في عموم المحافظات اليمنية
ويصل سعر ثمن الاشتراك بجهاز نقل مباريات المونديال في اليمن الى 75 ألف ريال يمني? ما يعادل 360 دولارا في بلد يعاني أهلها من انخفاض الدخل.
ويؤكد عمر قاسم? وهو طالب ثانوية عامة في القسم الأدبي? أن المونديال يسرقهم بعيدا عن أجواء المطالعة ومراجعة الدروس? لكنه يظل عاملا مهما لكسر الرتابة في الجو العام.
وقال عمر لوكالة الأناضول: “لا أتابع المباريات حاليا? بل أخبار نتائجها فقط? لكن في الأدوار المتقدمة (الستة عشر والثمانية) والمباريات الكبرى? لن أستطيع المقاومة? وأتمنى أن أشاهد المباريات بشكل كامل”.
وتقول وزارة التربية والتعليم في اليمن إنها راعت الطلاب هذا العام في أسئلة الامتحانات? بسبب تداعيات الانطفاءات الكهربائية المتكررة التي تتعرض لها أبراج الطاقة في محافظة مأرب (شرق) من قبل عناصر تخريبية.
وقال نائب وزير التربية اليمني? عبدالله الحامدي? في كلمة متلفزة مؤخرا: “تم مراعاة كل الظروف السياسية والأمنية والانطفاءات الكهربائية في أسئلة الامتحانات”.
ولم يتطرق المسؤول اليمني في كلمته إلى “مونديال البرازيل”.
ويعتقد تربويون أن موسم الامتحانات لا يعد “شهر محوريا” في تحديد مستويات الطلاب? بل يفترض بهم أن يكونوا قد أنجزوا مراجعة الكتب في أشهر سابقة? ولا يعتمدون هذه الأيام سوى على المراجعة الخفيفة التي تحفزهم ذهنيا فقط.
ويقول معتصم المرتضى? والد أحد الطلاب الذين يخوضون الامتحانات? للأناضول: “مهما راجع الطلاب دروسهم في فترات سابقة? إلا أن موسم الامتحانات يختلف وهو الأهم للطالب? انطفاءات الكهرباء تصيب الطلاب بالتب?لد والإحباط? أما المونديال فليس كل الطلاب رياضيين”.
ويرى أخصائيون أن على الأسر اليمنية خلق “بيئة مناسبة” وملائمة للطلاب والطالبات? والتخفيف من الضغوط غير اللازمة عليهم .
وتقول إيمان الذبحاني? أخصائية اجتماعية للأناضول: “لا بد من خلق بيئة مناسبة لا تو?لد الانفجار? الانطفاءات المتكررة للكهرباء تخلق شعورا بالقهر لدى طالب يريد التفوق ويتوق لمراكز متقدمة? لذا يجب على الأسرة التخفيف عليهم? وتحفيزهم على قليل من المرح? حتى وإن كانت عبر مشاهدة مباريات من المونديال? فذلك شيء قد يجدد خلايا الدماغ”.
وانطلقت منافسات مونديال البرازيل? وهو يعد أشهر المنافسات العالمية الرياضية? الخميس الماضي? وتتواصل حتى يوم 13 يوليو/ تموز المقبل.