الدكتوراه مع مرتبة الشرف في تحليل الخطاب للطالب اليمني عصام واصل من جامعة الجزائر
حصل الباحث اليمني عصام حفظ الله حسين واصل في 11/6 على درجة الدكتوراه من جامعة الجزائر قسم اللغة العربية وآدابها عن أطروحته الموسومة بالرواية النسائية العربية: قضايا النسوية في نماذج مختارة? بين أعضاء لجنة المناقشة : أ.د. ربيعة جلطي رئيسا? أ.د. عبد الحميد بورايو مشرفا ومقررا? أ.د. عبدوش عباس عضوا? أ.د. رشيد كوراد عضوا? أ.د. يمينة بشي عضوا? باﻹضافة إلى: أ.د. نادية بوشفرة عضوا? أ.د. السايح ابن الأخضر عضوا.
وبعد المناقشة العلنية تم منحه درجة الدكتوراه في تحليل الخطاب بدرجة مشرف جدا مع تهنئة اللجنة والتوصية بالطبع.
وعمدت أطروحة الباحث واصل إلى الكشف عن مكونات الخطاب الأدبي? بحثا عن العناصر المجسدة لعلاقة المرأة بالرجل? وكيفية تشكلها? انطلاقا من فرضية جوهرية انبثقت منها هذه النظرية النسوية مفادها أن المرأة تتعرض دائما للعنف والتهميش والتدجين وسلب الهوية? مما يجعلها في لحظة انفعال تعمد إلى التمرد على هذا الواقع? وخلق واقع بديل تسعى إلى استعادة التوازن المفقود نتيجة لفعل النظام الاجتماعي التقليدي الذي يتأسس على منطلقات أبوية مركبة.
وتؤكد حيثيات?ْ هذه النظرية? في الأطروحة أن كل?ِ ذلك سينعكس?ْ على المتون الإبداعية من خلال تجسيد واقع المرأة المتخيلة وعلاقاتها بالآخر في النص الأدبي بعد استبطان الذوات الكاتبة لها? ومنح?ها حيزا?ٍ في إبداع?ها? فتتجلى شخصية المرأة في الأعمال الروائية حاملا ثقافيا يجسد معاناة?ِ النساء وتكبد?ِهن عناء ما يمارس?ْه?ْ المجتمع?ْ ضد??ِه?ْن من تمييز?ُ جنوسي??ُ ومصادرة للحقوق واضطهاد متعدد.
انطلاقا من هذه الفكرة? اشتغل الباحث في أطروحته على أعمال سردية نسوية تتخذ من مناهضة العنف الذكوري والاضطهاد الاجتماعي مادة أساسية لها? وهي أعمال منتخبة بعناية من مجموع الرواية النسوية المكتوبة من قبل المرأة العربية? لتتواءم?ِ مع الفكرة المركزية التي تعد قاعدة هذا البحث? وموضوعته الأساسية. ارتأينا أن يكون المتن قيد الدراسة ثمانية أعمال سردية لأربع روائيات من أربعة أقطار عربية “مشرقية” و”مغاربية” معا بالتساوي? لكي تتسع?ِ رقعة?ْ العينات جغرافيا?ٍ ونوعيا?ٍ? فكانت “زينب حفني” من السعودية? و”هيفاء بيطار” من سورية? و”فضيلة الفاروق” من الجزائر و”آمال مختار” من تونس? وقد مثلت الأوليان المشرق العربي? ومثلت الأخريان المغرب?ِ العربي. ولا يعني هذا التصنيف أنه ذو منزع عرقي أو أيديولوجي? وإنما هو فكري أدبي صرف يتغيا توسيع?ِ آفاق العينات السردية ومعرفة الأبعاد? الثقافية? والأيديولوجية والاجتماعية ودور?ِها في تشكيل القضايا النسوية.
وتتمثل الأعمال السردية المنتخبة في «”يوميات مطلقة”? و”قبو العباسيين”? لـ”هيفاء بيطار”? و”لم أعد أبكي”? و”ملامح” لـ”زينب حفني”? و””تاء الخجل”? و”اكتشاف الشهوة” لـ”فضيلة الفاروق”? و”نخب الحياة”? و”الكرسي الهزاز” لـ”آمال مختار”». وهي أعمال ترتكز على الأبعاد “النسوية”? وقضاياها? كتيمة أساسية في تشكيل مادتها? وقد ع?ْد??ِ اشتغالها على الأبعاد النسوية وقضاياها حافزا?ٍ لاتخاذها مدونة للمقاربة? انطلاقا?ٍ من تساؤل مركزي هو:
– ما القضايا النسوية?ْ التي تشتغل عليها المتون?ْ الروائية?ْ? وتجعل?ْ منها أعمالا نسوية? وكيف تشتغل?ْ عليها? وما دلالة?ْ هذا الاشتغال??!
وقد تفرع هذا التساؤل إلى جملة من الأسئلة من بين أهمها:
– كيف تتجلى هذه القضايا في العنونة الروائية? وكذا في الجمل البدئية والختامية? وما دلالة?ْ ذلك?
– كيف تمظهرت علاقة الذات بالآخر من وجهة نظر نسوية? وكيف أسهمت هذه العلاقة في تحديد أبعاد ومسارات وأنماط سلوك الذوات? وكيف كانت مآلاتها?
– كيف تحركت هذه القضايا والعلاقات?ْ في الفضاءات النصية? وكيف أسهمت هذه الفضاءات?ْ في تحديد الشكل العام لحرية المرأة?
ولأن النسوية?ِ ليست منهجا? وإنما هي نظرية مركبة تستفيد من مناهج ونظريات شتى? فقد استفدنا من بعض آليات المنهج السيميائي (الباريسي منه على وجه الخصوص)? بوصفه منهجا لا يعمد إلى تحديد أبعاد? وأشكال? المعنى المتمفصل? في العمل? الإبداعي فحسب? إنما يعمد?ْ إلى تحديد? وتنظيم? مسارات?ُ الوصول? إليه? وأشكال?ه وأنماط?ه عبر?ِ متواليات?ُ نصية?ُ يحددها? ويشتغل عليها النص? في بنيته السطحية? التي تفضي إلى بنيته? العميقة? وما بينهما من آليات?ُ ومتواليات?ُ اشتغالية?ُ تتضافر?ْ فيما بينها لتحدد?ِ أبعاد المعنى الكلي?? للنص?? وأشكال?ه? كما عمدنا إلى استثمار? بعض? المقولات? النظرية? المتعلقة? بالنقد الثقافي الذي يسعى إلى “فحص القوى البيولوجية واللغوية والنفسية والاجتماعية والتاريخية و/أو السياسية التي تشكل الحياة والأدب والنقد”.
ووفقا لما ينشده البحث فقد انقسم إلى مقدمة وتمهيد? وأربعة فصول? وخاتمة.
ناقش “التمهيد?ْ” سؤال?ِ المصطلح? وقضاياه الفكرية?ِ والفنية?ِ والأيديولوجية?ِ? موضحا الفروق?ِ بين مصطلح? “نسوي??ُ” والمصطلحات المجاورة? ع