احترم قرارك يا فخامة رئيس الجمهورية
ليس في العنوان أي استفزاز أو قفز عن تعابير الواقع حين أصبح الطفل اليمني قبل الكبير لا يعطي لقرارات الرئيس هادي حيزا?ٍ من المصداقية المفترضة على حــد?ُ نسبي معقول, رغم مضي? فترة تعد كافية للرئيس هادي كي يصل فيها الى محل ثقة المواطنين, والأطفال,, هذا كله قبل ان نتحدث عن مستوى تلك الثقة بالنسبة للقوى السياسية,,
كما ان انخفاض ثقة الناس بهادي قد يصل في مرحلة معينة الى فقدانها تماما?ٍ وهذه الحالة لا تأتي من فراغ ولكنها تصبح واقعا?ٍ حين تتراكم قرارات رئاسية وتوجيهات ووعود تلقى امام الشعب ثم لا يحترم الرئيس قراراته ولا يفي بوعوده..
جميعنا يتذكر الأثر الذي سببه الوعد الكاذب الصادر من الرئيس السابق علي صالح حول توليد الكهرباء بالطاقة النووية وفقدانه للمصداقية لدى أوساط الناس بل توصل الامر الى اعتباره محط سخرية مئات الالاف, لأن ذلك الوعد كان بمثابة اللعب على حلم البسطاء من الشعب في الخلاص من معضلتهم الأولى وهي التيار الكهربائي!!.
على ما يبدو أن حديث الشارع اليمني هو ما دفعني للكتابة عنكم يا ” عبدربه منصور “وبدون القاب.
فأنت تعلم ان من أكثر القرارات التي أصدرتها تلبية لمطالب الناس والتقاء?ٍ مع رغباتهم كان انشاء حديقة 21 مارس العامة واعتقد انه من القرارات القليلة التي لقيت مباركة من جميع أطياف اليمنيين وفئاتهم السياسية بل حتى على مستوى الفئات العمرية أيضا?ِ!! لكون معضلتهم الأولى أصبحت في المرحلة الراهنة هي خلاصهم من مصدري الحروب والبحث عن الحياة المدنية الامنة ورفضهم لعسكرة حياتهم العامة,,
عزيزي رئيس الجمهورية ما جعلني اشعر بخطورة الأمر أكثر هو الموقف التالي.
سماعي بالصدفة لطفل?ُ حول العاشرة من عمره ينعتكم وعلى إذاعة طابور الصباح المدرسي بالرئيس الذي لا يملك قدرة على تنفيذ قرارته,!!!
لم يكن هذا حاصلا?ٍ في منطقة نائية او بعيدة?ٍ !! بل في العاصمة صنعاء,, ولا اخفيكم سرا?ٍ انه بالقرب من منزلكم!!
تركت كأس الشاي الذي كان امامي في احدى الـ”بوفيات” المجاورة لتلك المدرسة واتجهت صوب بوابتها والتي ضن حارسها أنني ولي? أمر أحد الطلبة, وكذلك إدارتها,, حتى دار هذا الحديث !!
: أين مدير المدرسة ??
: أجابت انا هنا !! أي خدمه ?
: كيف يسمح لطفل بالتحدث عن رئيس الجمهورية بهذه الطريقة وعلى طابور الصباح ومن متى كان التلاميذ يتحدثون في السياسة? (على الرغم من اني لست منزعجا?ٍ ) لكنني مندهشا?ٍ!!
: الأطفال يشاهدون التلفاز كل يوم ويسمعون خطاباته وقراراته ثم لا يرونها على ارض الواقع .. بل قل الحمد لله انهم لم يقولوا انه كاذب.
وان منعوا من الحديث هنا سيتحدثون خارج المدرسة,, بل أصبحت احاديث الاسرة اليمنية الرئيسة هي قضايا السياسة!! أي خدمه أخرى?
: شكرا?ٍ,,
اعود بكم الى بقية حديث التلميذ والمعلومة التي قدمها لزملائه في إذاعة الصباح المدرسية وماذا قال على حسب ذاكرتي الجيدة.
” الحدائق والمتنزهات مهم تواجدها في المدن والعواصم ويوجد في صنعاء العديد من الحدائق التي من اشهرها حديقة الثورة وحديقة السبعين وأخرى تعد ثاني اكبر حديقة من حيث المساحة في دول المنطقة وهي حديقة 21 مارس واصدر رئيس الجمهورية قرارا?ٍ بأنشائها في العام الماضي إلا انه لم ينفذ ذلك القرار حتى اليوم..
كما توجد حديقة للحيوان ايضا?ٍ. وتعتبر العاصمة صنعاء من اقل عواصم العالم العربي امتلاكا?ٍ للحدائق والمتنزهات”. “انتهت فقرة التلميذ” من طابور صباح تلك المدرسة
لكنها لم تنتهي في طابور قراراتكم الغير منفذه بعد يا رئيسنا,,
ان وصول هذا الانطباع لدى الأطفال عن رئيس البلد ليس بالأمر الهين بقدر ما ينذر بانه قد يكون امرا?ٍ مهينا?ٍ.. و لا اعتقد ان الأمر يحتاج للمزيد من الايضاح,,
في الختام اقولها حقيقة ونصيحة هامة أرسلها الى رئيس الجمهورية باختصار شديد ..
(احترم قرارك وحافظ على مصداقيتك لدى الناس والا فان التاريخ لا يرحم,,)