كتابات

تكون الحديقة او لا نكون .. هذه هي الحقيقة

هذا هو المقال الأسبوعي الرابع والاخير قبل اليوم المحدد لحملة ٢٢ مايو الذي يصادف يوم الخميس القادم لتحرير الحديقة المحتلة من قبل المتمردين والمارقين على الشعب اليمني الذين احتلوا أرضه? واختزلوا في وعيهم المريض والمتعفن? كل ماعليه ومافيه وماخلفه من خيرات وثروات وتاريخ وحضارة وتراث وبشر? وحرموا شعبه من ابسط حقوقه الإنسانية في الحياة الكريمة? وأذلوه ومرمطوا بكرامته الوحل. وافسدوا جماله وطبيعة روحه النقية وعفته ونزاهته وكرمه وشهامته. وحاولوا إنتزاع السجايا الخ?ِير?ة والعزيزة والحب والوفاء والإخلاص من نفسيته? وحاولوا إغتيال كبريائه وإباءه ونخوته وشموخه ? وشردوا من وطنه خيرة شبابه إلى كل بقاع العالم وعرضوه لكل أنواع الشقاء وصنوف الإذلال.

لإثبات بقائهم وإستمرارهم وتحديهم للشعب اليمني وبث اليأس في وعيه وروحه? يصر هؤلاء على مواصلة إحتلال عقارات هذا الوكر الغامض المرعب او هذا المعسكر المخيف الجاثم في وسط العاصمة صنعاء ? المسمى (بالفرقة أولى مدرع) المنحلة التي تم اغتصابها وانتزاعها بالقوة حينا?ٍ? بعضها من أوقاف الدولة وبعضها بالإحتيال والنصب على أصحابها الأصليين احيانا?ٍ اخرى? بل أن كثيرا?ٍ من أصحاب هذه الأرض لم يستشاروا? فسلموا أمرهم لله وفضلوا السلامة على أن يعرضوا أنفسهم للبهذله وقلة القيمة او الإختفاء والقتل.

من هذا الوكر انطلق المارقون في مهمات اجرامية عديدة. منهم من يخرج لإغتيال عبد الغني الحمزي في ساحة التغيير? ومنهم من يخرج لإغتيال الدكتور عبدالكريم جدبان بعد خروجه من الصلاة? ومنهم من يخرج لإغتيال الدكتور احمد شرف الدين وهو ذاهب إلى عمله? وليس آخرهم من يخرج لمحاولة إغتيال العميد أمين الحميري في شارع من شوارع صنعاء? ومنهم من يخرج للإشتراك في تكوين جحافل القاعدة والحرب معهم ضد اليمن واليمنيين? والحقيقة لن تكفي في هذا الصدد عشرات الكتب لسرد آلاف الجرائم التي تم ارتكابها داخل وخارج هذا الوكر منذ ان تم توسعته في التسعينات من القرن الماضي ضد الوطن وشعبه حيث نال بكل جدارة وإستحقاق بأن يكون مركزا دوليا لحضانة وتفقيس الجريمة والإرهاب في اليمن وخارجه. إن إستمرار بقاء هذا الوكر الظلامي الرهيب الذي بات وجوده غير قانوني ولا شرعي ولا إنساني بل ومخالف لأبسط معايير ومعاني الذوق العام ومدنية المدن والعاصمة فضلا عن ان استمرار وجوده يشكل تحدي لإرادة الشعب والوطن وكل القوى الخيرة أصبح يشكل خطرا?ٍ ماحقا?ٍ على أمن اليمن وسلامة شعبه.

لذا ليس فقط كل من يسكن صنعاء مطالب بالمشاركة في حملة ٢٢ مايو بل كل يمني ويمنية مطالبون جميعا?ٍ بالخروج في هذا اليوم للتعبير السلمي عن رفضهم لوجود هذا الوكر الخطير الذي كان ومايزال مقرا?ٍ لإدارة الإرهاب والجريمة? من هذا الوكر تم إغتيال الوحدة اليمنية? ومن هذا الوكر تم التخطيط لكل الإغتيالات بعد إعادة الوحدة? ومن هذا الوكر إجتمع المتآمرون لتدشين حرب 94? إنه لم يكن مجرد مقر فرقة عسكرية لزعزعة أمن البلاد وحسب? بل كان أيضا?ٍ مركز إستراتيجي لدراسة الخيانة والعمالة وحياكة المؤامرت والدسائس ضد اليمن. فإذا لم نتمكن من ازالة هذا الوكر الشيطاني الخبيث الماثل أمام أعيننا بكل وضوح وتحدي بل وبكل وقاحة نادرة? فلا داعي بعدئذ?ُ ان نتحدث عن أشياء هلامية اخرى? بل ولا يحق لنا ان نرفع بعد ذلك شعارات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع او نتشدق بكلمات وعبارات مثل (حب الوطن) (من اجل الوطن) (النضال من اجل الوطن) (الشهادة في سبيل الوطن) (إسقاط الحكومة) إسقاط الفساد) او ترديد التهم على الآخرين عن كل ما يصيبنا من كوارث ومآسي وآلآم او تحميل أطراف أخرى وزر كل فشلنا وتقاعسنا.

بل اننا في المقابل إذا لم نتمكن من إزاحة هذا الكابوس من أرضنا كيمنيين? وندرك بأن اليمن هي ملكنا نحن وملك أبنائنا وحقنا نحن وحق أبنائنا? وليست مزرعة خاصة لثلة من العملاء المتنفذين الأوباش القتلة وقطاع الطرق? إذا لم نفهم ذلك ونستوعبه في قلوبنا ووعينا الباطني? ونثق أن هذه هي حقيقة ليس فيها جدال وليس فيها نقاش? وليس فيها رأي? وبأن تكون الحديقة أو لا نكون كشرط أساسي لإستمرار حياتنا بكرامة? فما علينا إلا أن ندرك بأن العيب ماهو إلا فينا ونستحق كل ما يحدث لنا من تجهيل وظلم وإبتزاز وإنحطاط ومهانه? وينبغي علينا بناء?ٍ على الإدراك تقديم الإعتذار لكل إرهابي ولكل فاسد ولكل مجرم ولكل قاطع طريق وقاطع نور وماء ولكل قاتل ومحتل وعميل وغاصب ارض وإنسان? لأننا نثبت بتقاعسنا بأنه رغم كل ما يفعلون بنا لم تصلنا الرسالة بعد. إذن فبعد هذا اليوم إذا لم نشارك في فعل إيجابي وواقعي وبائن لأعمى النظر والبصيرة? لابد أن ندفن رؤوسنا بالرمل أو تغطيتها بغربال لا نرى منه سوى تعاستنا وجبانتنا وتخاذلنا وتواطؤنا وذلنا وهواننا على أنفسنا? وعلينا أن نتخلى بعد ذلك عن اوهامنا الماضوية باننا كنا شعب عريق وما إلى ذلك من أمجاد ليست لنا ولا من صنعنا ولا نس

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com