الإصلاح يقرر مواجهة الرئيس هادي ويعرقل استكمال هيكلة الجيش والأمن
كما وأن لإسرائيل هيكل مزعوم تستبيح من خلاله باحات المسجد الأقصى وتدنس فيه مقدسات المسلمين? فقد أضحى لحزب الإصلاح هيكل آخر يسعى من خلاله إلى تجذير عناصره والسيطرة على مؤسساته العسكرية? مستغلا?ٍ بذلك مطلب شباب الثورة السلمية بإعادة هيكلة الجيش والأمن من اجل تصحيح أوضاعه واستئصال بؤر الفساد فيه وتخليصه من نظام العائلة? بما يضمن إخراجه من أي صراعات حزبية أو ولاءات ضيقة.
وما إن تحول هذا المطلب الشبابي إلى واقع معاش? جرت خلاله الكثير من التغييرات الهامة التي طالت أركان وقيادات النظام السابق? وتقلصت من خلاله نفوذ العائلة والقبيلة الواحدة? حتى سعت بعض القوى الحزبية إلى الانقلاب على هذا المشروع الوطني بعد أن وجدت نفسها واقعة تحت طائلة الهيكلة? متناسية أنها كانت جزءا?ٍ من النظام السابق وبأنها اليوم أمام عهد جديد من التغيير الذي يفترض أن يخرج اليمن إلى بداية الطريق الدولة المدنية الحديثة.
ما يجري اليوم على الساحة المحلية من انقلاب واضح يقوده حزب الإصلاح على مشروع هيكلة الجيش والأمن? يعتبره الكثير من المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني بمثابة تهديد كبير لأمن واستقرار اليمن وخيانة عظمى للثورة ألشبابية مؤكدين أن التهديد القادم من أروقة الساسة الجدد الذين تقمصوا دور الثورة للإطاحة بخصومهم? وما إن جاء الدور على حلفائهم التقليديين والذين يمثلون جزءا هاما?ٍ من النظام الفاسد? انقلبوا على مشروع الهيكلة وحولوا نيران ألسنتهم ووسائلهم المكتظة بالرديئة والنطيحة باتجاه رئيس الجمهورية ووزيري الدفاع والداخلية? كونهم عازمين على استكمال ما بدؤوه من مشروع الهيكلة.
الأزمة?ْ بين رئيس الجمهورية? عبد ربه منصور هادي? ومستشاره لشؤون الأمن والدفاع? اللواء علي محسن الأحمر? والتي يقف خلفها حزب الإصلاح? بدأتها أخبار اليوم المحسوبة على اللواء الأحمر? والتي هاجمت فيها الرئيس هادي بشكل حاد وذلك عقب تداول أنباء عن عزم الرئيس هادي تعيين قائد عسكري جديد في قيادة اللواء الثالث مدرع حماية رئاسية? بدلا?ٍ عن العميد عبد الرحمن الحليلي? المحسوب على اللواء الأحمر? الذي يرفض ذلك. ناهيك عن تغيير العميد القشيبي.
علي محسن يهدد وبنعمر يرد
وذهب اللواء العجوز علي محسن في هجومه إلى ما هو أعمق من قول الجرائد? حيث هدد بشكل مباشر بأنه لن يسمح لـو?ِز?يـ?ـر الدفاع أن يمرر الاتفاقيات التي خطط لها مع الأمريكيين تحت ذريعة مواص?ِلة هيكلة قوات الجيش للانقضاض على الوحدات العسكرية الموالية له .
وقد أبلغ علي محسن الرئيس هادي بهذا التهديد? بعد أن تأكد له عزم الرئيس?ِ هادي على إجراء?ِ تغييرات عسكرية جديدة في عدد من المواقع العسكرية داخل الجيش.
وقال علي محسن: وزير الدفاع واهم إذ?ِا أعتقد أن علي محسن قد ضعفت قدرته في أغلب الوحدات? فالجيش ما يزال كله يجله ويطيع أوامر?ِه لو أراد".
الأزمة التي قادها علي محسن دفعت من جانبها المبعوث الأممي إلى التدخل بين الطرفين? حتى وصل الأمر إلى تهديد علي محسن ومراكز القوى المحسوبة عليه باتخاذ إجراءات دولية ضدهم في عدم التزامهم بتنفيذ? القرارات العسكرية المرتقبة? أو استمرارهم في السعي إلى عرقلة س?ِير العملية الانتقالية في البلاد.
وبعد أن أصبح الرئيس في مرمى انتقاد واتهام الإصلاح ومستشاره اللواء علي محسن? معلنين عليه حربا إعلامية وخطابية من خلال أدواتهم المتمثلة في اللجنة التنظيمية للثورة والإعلام الذي يمولونه والمحسوب عليهم.. فقد كان رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة الذي يقاد من الإصلاح وحميد الأحمر والذي تعد مواقفه وسياساته تعبيرا عن مدى رضا هؤلاء على هادي من عدمه? هو الوسيلة المثلى لضرب الرئيس هادي ما أوجد شرخا في رأس الدولة وازدواجا في سياستها من خلال تبنيه مع الوزراء المحسوبين على حزب الإصلاح وحلفائه الذي جاء بهم توجهاته التي لا علاقة لها بالتوافق أو بمخرجات الحوار ومثلت توتيرا حادا في الحياة السياسية وكادت أن تفجر الأوضاع أكثر من مرة لولا التدخل الدولي..
التحديات الجديدة ضد الهيكلة
أما فيما له علاقة باستهداف سلطات الرئيس العسكرية فيعد عدم تسليم حديقة 21 مارس? مقر الفرقة مدرع سابقا? رغم مرور أكثر من عام على صدور قرار جمهوري بإنشائها? الرسالة الأوضح في رفض استكمال الهيكلة واستمرار التواجد وبذات القوة السابقة والتحدي الأول في عملية استكمال الهيكلة..
التحدي أو التمرد الثاني جاء من قبل قائد اللواء 310 حميد القشيبي الذي يتبع علي محسن ومحسوب على الإصلاح حين قام وفي سابقة أولى لقائد عسكري بانتقاد لقرار قائده الأعلى حول سياسته تجاه الحوثيين