المشهد في اليمن: رئيس أكثر قوة وحكومة على مشارف السقوط وتحالفات جديدة ستغير الخارطة
لا تزال الخلافات تتصاعد بين فرقاء العمل السياسي سيما الأطراف المشاركة في الحكم أبرزها الرئيس هادي ومن معه من قيادات المؤتمر الشعبي العام ومن الأحزاب الأخرى وكذلك الإخوان وعلى رأسهم الجنرال الأحمر وحزب الإصلاح ومن معهم من أحزاب ومشائخ قبليين وبين هؤلاء وأولئك قوى أخرى لها مواقف قد تكون منحازة لهذا الطرف أو ذاك .
ويتوقع سياسيون أن تؤدي هذه الخلافات الى تشكيل واقع سياسي جديد وإعادة تموضع للأطراف السياسية وصياغة تحالفات جديدة فرضتها الوقائع الجديدة المتشكلة في المشهد منها ما صنعته حملة 11فبراير من حراك شعبي واسع وتحالف كبير بين قوى مختلفة للمطالبة بإسقاط الحكومة ووصولا?ٍ الى الكلمة النارية التي ألقاها محافظ محافظة إب والتي كانت وراء إنزلاق الحكومة وجرها الى مربع ليس من مهامها أو مصلحتها الخوض فيه فكان بيانها المليء بالشتائم كالقشة التي قصمت ظهر البعير على إثرة أنفجرت الخلافات مع الرئاسة اليمنية وأدت برئيس الوزراء الى مغادرة البلاد فورا?ٍ .
لقد فشل الإصلاح في إدارة اللعبة وساهمت حماقاته في الوصول الى حالة المأزق السياسي الذي قد يؤدي الى إضعافة بشكل كبير رغم مقاومته الشرسة ومحاولته إستكمال السيطرة وزرع خلاياه في مفاصل الدولة المختلفة .
يؤكد متابعون أن الأشهر القادمة ستشهد تغييرات واسعة في إطار التحالفات الجديدة سيما بعد إقتراب المؤتمر من هادي مقابل إبتعاد الإصلاح الذي كان يحاول السيطرة على القرار الرئاسي وإظهار الرئيس للرأي العام بأنه جزء من الإصلاح ناهيك عن الإيحاءات المتكررة التي حاول الإصلاح عبر ناشطيه ووسائل إعلامة المساندة إيصالها الى النخبة السياسية والمثقفة التي ت?ْظهر الرئيس بأنه أداة بيده وبأنه القوى الأكبر في البلد وأن المستقبل له فقط .
اليوم أصبح الرئيس أكثر قوة من ذي قبل بعد أن أنتجت الصراعات السياسية حالات غير إيجابية وسلبية بالنسبة للدولة وحضورها وإفشال مثل هذه المشاريع سيؤدي حتما?ٍ الى تحقيق الكثير من المنجزات على صعيد البناء والتنمية وإعادة الحقوق وتنفيذ مخرجات الحوار ولن يستيطع اليمن برئيسه هادي تحديد نقطة البداية إلا بإسقاط الحكومة الحالية فسقوطها سيمثل المسمار الأخير في نعش القوى الفاسدة التي تقف خلفها وحينها سيتم تشكيل حكومة كفاءات مسؤولة ويبدأ إصلاح المسار .
المساء برس