حيفا تعانق جنين 2002!
أقام المجلس المل?ي الوطني? الأرثوذكسي? بالمشاركة مع مكتبة “كل شيء”? حفل توقيع لرواية “جنين 2002” للكاتب أنور حامد? في قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسي?ة في حيفا? بحضور شخصي?ات اجتماعية وثقافية وأصدقاء? وقد تول?ى عرافة الأمسية الأستاذ رشدي الماضي? وقراءة نقدية لد. محم?د صفوري? تخللتها قراءت من الرواية أدتها روضة غنايم? ومداخلات من الحضور? ثم? ختم اللقاء الروائي? الفلسطيني? أنور حامد بمداخلة أجاب فيها على تساؤلات الحضور? وشكر كل? من حضر وساهم في إقامة الأمسية? ومن ثم تم? التقاط الصور التذكارية!
جاء في كلمة العريف رشدي الماضي: بينه وبين حيفا حكاية أكبر من جواز سفر? حكاية تواطأت مع الشمس? كي تواصل حيفا عد? العائدين قبل أن تنام. انتمى إليها كإله?ُ ي?ْؤر?خ للقيامة? كي تبقى النجوم رهينة الضوء والسماء? رهينة البرق والأرض? وم?ْقيمة?ٍ في ه?ْوي?ة اللغة!
نعم الروائي أنور حامد! أنت?ِ بقيت?ِ تدور فيها وتعمل? ولم تتعب? م?ن رسم حيفا حبيبة? والنوم في نم?ِش كتفيها? لتظل? تقول لها: تصبحين علي??ِ.. فتصطفيك?ِ نورس?ٍا عائد?ٍ. أخي أي??ْها الم?ْنير المنو?ر الني?ر أنور? أتيت فوصلت? وعبرت في أرصفة المناديل ضفة الميناء إلى جهة الخليج والبرج والكرمل? عبرت م?ْثقل?ٍا شوق?ٍا بحجم البحر? ظل? قابع?ٍا خلف الداليات كأس?ٍا منتظرة.
لا تق?ْل? وحدي الآن? أنت لست وحدك? ا?فتح باب?ٍا للصباح? تنجلي غابة أرجوان الحروف طرق?ٍا كانت مغلقة! تراك?ِض? مع أشجار الكلام? تقرأ حيفا قصيدة على صدر الجمال م?ْعل?قة. أهلا بك عريس?ٍا? وستظل? حيفا العروس طرحة منتظرة
وأم?ا الناقد د. محم?د صف?وري? فقد حم?ِل ولم?ا ي?ِزل? وعي?ِه?ْ النقدي? الرائي?? بوصلة?ٍ قارئة م?ْستشرفة? تبحث في م?ْضمر الفهم والإدراك وغوامض دهاليز الإبداع? ليترك قلمه يرتمي في موقد السؤال والتساؤل? ويبني حوار?ٍا صادق?ٍا بين الإبداع والحياة? حوار?ٍا به تتسع اللغة معاني?ٍا ودلالات?ُ ترتقي? ويكسوها الخيال والجمال والثراء الفكري?? وتؤس?س النهضة المعاصرة فقط بعقل ناهض ومسؤول? لا ي?ْبقي الكلمة داخل رماد الحراك الثقافي?? تبحث عن بعث جديد? بل تدف?ق?ٍا حضاري??ٍا لا يتوقف عن الاندفاع.
وفي قراءة د. محم?د صف?وري بعنوان: م?ن آنا فرانك إلى أريج الش?ايب- قراءة في رواية جنين 2002 لأنور حامد: جنين 2002 نتاج روائي? جديد لأنور حامد. إن?ها رواية تأسر قارئها منذ أن يطأ عتبتها الأولى? يقع في شباكها فلا يستطيع منها فكاكا حت?ى بعد الانتهاء من قراءتها? ليعيش في عالمها مراجعا أحداثها ومواقف شخصي?اتها المتباينة? متتب??عا المواقف الإنساني?ة فيها? أو محاولا إدراك أبعاد الن?هاية المأساوي?ة لبطلها. فما ال?ذي يمنح الر?واية هذه القدرة للاستحواذ على القارئ? أهو مضمونها ال?ذي يعبث بالض?مير الإنساني? فيوقظه من سباته? ويتيح للقارئ شرف المشاركة في البحث عن حل? للأزمة المطروحة? أم هي جمالي?اتها الأسلوبي?ة ال?تي تؤك?د هيمنة كاتبها على تقني?ات الس?رد الحديثة? أو ابتداع آلي?ات سردي?ة حديثة? أم هي سلاسة الل?غة وانسيابي?ة ألفاظها المنتزعة من حياة القارئ مم?ا يجر?دها من الغموض والت?عقيد? في اعتقادنا أن? كل? هذه العناصر تتآلف فيما بينها? لت?ْخرج رواية يمكن اعتبارها إحدى الر?وايات الحديثة ال?تي تعكس قيمة أدبي?ة خالدة? وتعالج هم??ٍا إنساني?ا عام?ا.
تدور أحداث الر?واية في محورين أساسي?ين? الأو?ل يتعل?ق بشاب? يهودي? إسرائيلي? يدعى ديفيد? والآخر يرتبط بشاب?ة فلسطيني?ة هي أريج الش?ايب? ومن خلال هذين المحورين تتول?د قضايا عديدة ومختلفة. ما يجمع بين هذين المحورين هي قضي?ة الص?راع الفلسطيني? – الإسرائيلي?? وممارسات الس?لطة الإسرائيلي?ة ممث?لة?ٍ بالجيش ضد? الش?عب الفلسطيني? الممث?ل بسك?ان مخي?م جنين? ومحاولات تلك الس?لطة لتغييب الحقيقة الت?اريخي?ة في هذه البقعة من الأرض.
على المحور الأو?ل تعكس الر?واية سلسلة من المآزق ال?تي يعاني منها ديفيد? فيسعى بجهوده الخاص?ة إلى الت?حر?ر منها? فهو ابن لعائلة يهودي?ة تقطن في مدينة يافا? يؤر?قه ذلك البيت ال?ذي يعيش فيه? فهو بيت مبني? على الط??راز العربي?? ولم يجد? لا في البيت ولا في المدرسة? إجابة شافية لسؤاله المتكر?ر عن كيفي?ة تحو?ل ذلك البيت لملكي?ة عائلته? وكل? ما قيل له إن?ه بيت عربي? رحل عنه سك?انه إلى لبنان لأن?هم لا يريدون العيش مع اليهود? لكن?ه عند زيارته لقرية عين حوض المدعو?ة عين هود اليوم والتقائه بسي?دة عربي?ة تبيع المرط?بات للس?ياح? يقف بمساعدتها على الحقيقة المعذ?بة? ويدرك أن? سك?انها فر?وا منها في أثناء الحرب? وأ?ْبعد الباقون عنها إلى مناطق أخرى? الأمر ال?ذي يبر?ر مأزق ديفيد الأو?ل اعتمادا على اعترافه ال?ذي يقول فيه: “عرفتم الآن متى بدأ مأزقي? يوم زرت عين هود أو عين حوض كما سأسم??يها من الآن فصاعدا ولو ثارت أعصاب والدي”(الر?واية? ص 18).
هكذا يعمل ديفيد على نزع القناع عن الأسطورة ا