صحفي أمريكي يكشف تفاصيل المؤامرة الدولية لاسقاط سوريا
كشف الصحفى الأمريكى المخضرم سيمور هيرش? الحائز على جائرة بوليتزر فى الصحافة? عن الأسباب الخفية لتراجع الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن شن ضربة عسكرية على سوريا? سبتمبر الماضى? مؤكدا تورط تركيا فى الهجوم الكيميائى على مدينة الغوطة فى أغسطس.
وقال هيرش? الحائز على أعلى وسام صحفى? فى مقال بمجلة “لندن ريفيو أوف بوكس”? إن سر تراجع أوباما عن قرار الضربة يكمن فى بورتون داون فى مختبر الدفاع “والتشير”? حيث حصلت المخابرات البريطانية على عينة من غاز السارين المستخدم فى الهجوم على الغوطة يوم 21 أغسطس 2013? وقد أثبت التحليل أن الغاز المستخدم فى الهجوم لا يتطابق مع ذلك الموجود فى ترسانة الأسلحة الكيميائية التابعة للجيش السورى.
وأن مسئول استخباراتى أمريكى سابق كان متأكدا أن المعارضة السورية مستفادة من الهجوم حتى أنها سارعت لإعلان أن الجيش السورى استخدام “غاز السارين” فى الهجوم? قبل إجراء أى تحقيق أو تحليل? ومنها قفزت الصحافة الأمريكية والبيت الأبيض لترديد نفس اسم الغاز? ووفقا للمسئول فإن كان هناك اعتقاد واسع بأن الأسد ليس بحاجة لاستخدام السارين فى ذلك الوقت لأنه كان يحقق انتصارا فى الحرب.
ويشير هيرش? إلى خلاف دب بين مسئولى الإدارة الأمريكية? حيث فريق مؤيد للضربة مع تجاوز الخط الأحمر الذى حدده أوباما? وهو استخدام الأسلحة الكيميائية فى الصراع السورى? والقادة العسكريين الذين يعتقدون أن الذهاب للحرب فى سوريا لا مبرر له وسيسفر عن نتائج كارثية? وقد زاد التقرير البريطانى من الشكوك داخل البنتاجون حيث كان رؤساء الأركان يستعدون لتحذير أوباما من أن شن هجوم بعيد المدى بالقنابل والصواريخ على البنية التحتية فى سوريا قد يؤدى إلى حرب أوسع نطاقا فى الشرق الأوسط.
ويضيف أن منذ شهور كان هناك قلق حاد بين كبار القادة العسكريين فى واشنطن وأجهزة الاستخبارات بشأن دور جيران سوريا فى الصراع بالداخل? ولاسيما تركيا? إذ أنه من المعروف على نطاق واسع? دعم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان لجبهة النصرة? الجماعة الجهادية التى على صلة بالقاعدة? وغيرها من المتمردين الإسلاميين المناهضين للأسد? ونقل عن مسئول رفيع سابق بالمخابرات الأمريكية? على إطلاع بالأمر قوله: ” نعلم أن البعض داخل الحكومة التركية يرغبون فى التخلص من الأسد من خلال هجوم بالسارين ليدفع أوباما نحو تنفيذ تهديده مع تجاوز الخط الأحمر”.
ويؤكد هيرش أن هيئة الأركان المشتركة فى الجيش الأمريكى تعلم أن الادعاءات العلنية التى تروجها الإدارة الأمريكية بأن الجيش السورى هو الوحيد القادر على الوصول إلى السارين? خاطئة? فالاستخبارات الأمريكية والبريطانية على علم منذ ربيع 2013? أن بعض وحدات المتمردين تقوم بتطوير أسلحة كيميائية? وقد أصدرت الاستخبارات العسكرية الأمريكية فى 20 يونيو الماضى تقريرا سريا للغاية? مقدم لنائب رئيس الوكالة ديفيد شيد? يفيد بأن جبهة النصرة تمتلك وحدة لتصنيع غاز السارين? وأن برنامجها هو أخطر مؤامرة منذ تفجيرات برجى التجارة فى 11 سبتمبر 2001.
ويتابع أن جبهة النصرة تقوم حاليا بتصنيع مخزونها من الأسلحة الكيميائية? بدعم من تركيا والمملكة العربية السعودية? وذلك وفقا للتقرير الاستخباراتى الأمريكى? حيث تسعى للحصول على عشرات الكيلو جرامات من غاز السارين? لكن يلفت هيرش إلى أن المتحدث باسم الاستخبارات الوطنية نفى وجود مثل هذا التقرير? على الرغم من إعلان الشرطة المحلية التركية? مايو الماضى? عن اعتقال عشرة من أعضاء جبهة النصرة جنوب تركيا لأنهم كانوا يحملون 2 كيلو جرام من السارين.
وفى هذه الأثناء كانت الصحافة التركية تعج بالتكهنات بشأن تستر حكومة أردوغان على مدى تورطها مع المتمردين? خاصة أن السفير التركى لدى موسكو? نفى خلال مؤتمر صحفى الصيف الماضى? القبض على أعضاء من جبهة النصر وزعم أن المواد المضبوطة مجرد مضاد للتجمد.
ووفقا للوثيقة الاستخباراتية الأمريكية فإن هيثم القصاب? زعيم المجموعة المقبوض عليها والذى عرف نفسه على أنه عضو بجبهة النصرة? على علاقة مباشرة مع عبد الغنى? أمير فرع التصنيع العسكرى بالجماعة? وقد عمل القصاب معه موظف من شركة تصدير تركية تسمى “زيرف”? وهذا الموظف قدم عروض أسعار لشراء كميات كبيرة من نظائر السارين? حيث تضمنت خطة عبد الغنى تدريب القصاب وآخرين ثم عودتهم إلى سوريا لتدريب المزيد لبدء إنتاج واسع من السارين فى معمل غير معروف فى سوريا.
ويشير الصحفى الأمريكى الكبير إلى أن بعد سلسلة من الهجمات الكيميائية فى مارس وأبريل 2013? أرسلت الأمم المتحدة بعثة خاصة إلى سوريا? حيث أكد أحد الأشخاص المقربين جدا من البعثة لـ”سيمور هيرش” أن هناك أدلة قوية على علاقة المعارضة السورية بالهجوم الأول الذى وقع يوم 19 مارس فى حى خان العسل بحلب? وفيما لم يكن من المخول لبعثة الأمم المتحدة تحديد المسئول عن الهجوم? فإنه وفقا لهذا الشخص? فإن من خلال لقاء المحققين الأمميين بشهود العيان والأطباء الذ