استغباء سياسي في اليمن يجهل برنامج الرئيس!!
تثير الانتباه والاستغراب في آن واحد? كثرة التساؤلات الاستفهامية المتكررة التي باتت بعض الأطراف والقوى السياسية تسوقها وتروج لها بمناسبة أو بدونها حول ماهية البرنامج الذي يعمل رئيس الجمهورية على تنفيذه وعن طبيعة السياسات المرسومة التي يتبعها في سياق قيامه بمهامه على الصعيدين المحلي والخارجي.
وبقدر ما يبدو الإصرار على طرح هذه التساؤلات مقبولا?ٍ في ظاهره? إلا أنه يكشف للمتأمل عن تدليس مقصود وعن عملية استغباء فجة للشارع السياسي الذي يعرف قاصيه ودانيه أن برنامج الرئيس هادي واضح ومحدد ومعلوم للجميع? وهو العمل على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واستكمال بقية خطوات العملية الانتقالية التي نص عليها اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وفي حين لا يحتاج إدراك هذه البدهية أدنى جهد أو عناء للتسليم بها وتصديقها يبدو أن جزءا?ٍ من تلك القوى التي لفظها الشعب في سياق طموحه المشروع في تغيير واقعه السياسي والاجتماعي الآسن? لاتزال غير مقتنعة حتى الآن أن مسار هذا التغيير سيمضي إلى نهايته ووفق ما هو مرسوم له مهما كانت التحديات الماثلة أمامه ومهما أصر تدليسهم على محاولة التقليل من حجم الإنجاز الوطني أو التشكيك فيه عبر اعتساف الحقائق وطرح التساؤلات المفرغة من المعنى والبعيدة عن جوهر السياق الطبيعي للنقد المسؤول.
ولعل من عجيب أمر هذه الأطراف والقوى التي اعتنقت خيار التخلي عن استشعار المسؤولية الوطنية أنها باتت تستمرئ الحديث عن المثالية والقيم والأخلاق والوطنية والشجاعة في حين أنها في واقع الأمر لا صلة تربطها بأي من هذه الشعارات الجميلة التي يحلو لها اليوم أن تتصدر للدفاع عنها أو التباكي عليها إيهاما?ٍ للبسطاء من عامة الناس بعدم جدوى عملية التغيير التي يقودها الرئيس هادي منذ توليه المسؤولية بحكمة وصبر لا نظير لهما.
ومن المؤكد أن هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن هي أغنى ما تكون عن استلهام العنتريات الفارغة أو الانقياد إلى اتباع سياسات تنقض ما توافق عليه اليمنيون بشتى مشاربهم وانتماءاتهم في مؤتمر الحوار الوطني? أو تحاول أن تضع الدولة في مواجهة مع أي طرف سياسي على حساب طرف آخر مهما كانت المبررات أو العوامل التي تصدرها رياح المتغيرات الإقليمية والدولية.
ولابأس أن نزجي النصيحة في هذا المقام لأي شخص لا يعرف عن برنامج الرئيس هادي شيئا?ٍ بأن يستعين بأي عابر سبيل ليدله على كيفية الحصول على نسخة ورقية أو إليكترونية من الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني? وليس معيبا?ٍ كذلك أن يجد من يقرأ له ما تضمنته هذه الوثيقة التي شهد عليها الصديق قبل القريب? أما في حال لم يستوعب ما نصت عليه فخير له وللشعب اليمني أن يتوقف عن تقمص عباءة الوعاظ أو التمثل الغبي لمنهجية الشك الديكارتي.
وإذا كان لابد من تذكير هؤلاء المتغابين فإن عليهم أن يعرفوا أن رئيس الجمهورية سبق أن وجه حكومة الوفاق الوطني بوضع مصفوفة تنفيذية تفصيلية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني? وهي تعكف حتى الآن للانتهاء منها وسيتم إعلانها قريبا?ٍ للجميع.
وفي الوقت الذي يعمل الرئيس هادي جاهدا?ٍ على إطفاء الحرائق التي يذكيها البعض لإجهاض عملية التحول الوطني القائمة ونسف السلم الاجتماعي? نود أن نطمئنهم أنه يؤدي كامل مهامه الدستورية والقانونية وفق برنامج دقيق ومعلوم وبما يحقق تطلعات كل اليمنيين ويحمي وحدة شعبهم التواق إلى مستقبل أفضل في العيش والأمن والعدالة والحرية تحت راية دولة القانون والحكم الرشيد.
المحرر السياسي – صحيفة الثورة