تقرير يكشف عن ملامح السيناريو الأسوأ الذي ينتظر الجيش اليمني: “المستقبل للمليشيا”
فيما تبنى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» الذي ينشط في اليمن? الهجوم الذي استهدف? الأربعاء? مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بعدن جنوب البلاد. تشير الاتهامات الأولية إلى التنظيم بالمسئولية وراء تنفيذ هجوم الجمعة والذي استهدف نقطة عسكرية في مدينة القطن بحضرموت? جنوب شرق اليمن? وسقط في الهجوم خمسة (4جنود وضابط)? بحسب إعلان رسمي. بينما تحدثت مواقع إخبارية ومصادر إعلامية صادرة من حضرموت عن سقوط 8 عسكريين على الأقل وتحدثت أنباء عن وقوع “مجزرة حقيقية”.
في الأثناء عبرت أوساط إعلامية وسياسية يمنية عن قلقها جراء الاستهداف المتزايد الذي يتعرض له الجيش وسط تراخ?ُ واستسلام رسمي دون إجراءات حقيقية لمنع المزيد من النكسات والخسائر البشرية الموجعة.
وأعلن القاعدة في بيان على الإنترنت, الخميس, تبنيه للهجوم ضد مقر الجيش في عدن? الأربعاء, مؤكدا?ٍ أنه استهدف «مقر قيادة يمني – أميركي مشتركا?ٍ للضربات التي تنفذها الطائرات من دون طيار في البلاد».
وأكد البيان أن «استهداف مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن يأتي استمرارا?ٍ لعمليات المجاهدين الرامية لصد عدوان أميركا وحليفها نظام صنعاء على المسلمين أنفسهم حرمانهم في يمن الإيمان والحكمة والمتمثل في الهجمات الوحشية للطائرات الأميركية المسيرة».
موضحا?ٍ أن «الهجوم نفذته مجموعتان: الأولى استهدفت المدخل الرئيس للمقر بما في ذلك عبر تفجير سيارة يقودها انتحاري? والثانية تسللت إلى المقر من مدخل آخر». وذكر التنظيم أن الهجوم أسفر عن مقتل «قرابة خمسين عسكريا?ٍ».
إلا أن السلطات العسكرية اليمنية تقول إن الهجوم أسفر عن 20 قتيلا?ٍ بينهم عشرة مهاجمين وستة جنود وثلاثة مدنيين بينهم طفل في السابعة من عمره.
ويرى محللون ومراقبون أن طلعات وغارات الدرونز الأمريكية في اليمن بمباركة رسمية تعطي مبررات يومية أمام القاعدة لشن هجمات متلاحقة ضد الجيش اليمني في محافظات مختلفة واستهداف مراكز ومقار قيادية مركزية وإقليمية كاستراتيجية اتبعها التنظيم خلال السنة الأخيرة وأكثرها عنفا?ٍ ودموية كانت عملية الهجوم الذي استهدف مجمع الدفاع والقيادة العليا (العرضي) بالعاصمة اليمنية صنعاء في ديسمبر الماضي. وبرره بيان القاعدة فيما بعد بالتواجد الأمريكي وهجمات الدرونز? كما هو الحال في بيان القاعدة الأخير? وتبني هجوم عدن ضد المقر الرئيس لقيادة المنطقة العسكرية الرابعة.
وقال سياسي يمني من مدينة عدن لوكالة “خبر” للأنباء في تصريح سابق: “إن الأمريكيين والقاعدة يعملون معا?ٍ وفي وقت واحد لتدمير الجيش اليمني? وللأسف أن هذا يتم بدراية السلطات اليمنية التي تدير برنامجا?ٍ أمريكيا?ٍ منسقا?ٍ لإعادة تشكيل وهندسة المكون الاستراتيجي للجيش اليمني, عتادا?ٍ وعددا?ٍ من جهة ومن جهة ثانية تعطي إذنا?ٍ مفتوحا?ٍ للطائرات الأمريكية وبالتالي توفر مسوغات يومية ومحفزات للقاعدة لكي ينفذ المزيد من الهجمات الانتقامية والمتضرر من هذا كله وفي جميع الأحوال هو الجيش اليمني والقوات المتخصصة في مكافحة الإرهاب”.
من جهة أخرى أعلن مصدر عسكري رسمي? الجمعة? عن مصرع خمسة عسكريين وإصابة 2 في هجوم شنه مسلحون على نقطة “الهينين” بمدينة القطن بحضرموت أقصى جنوب شرق البلاد. إلا أن مصادر إعلامية محلية ومواقع تصدر في حضرموت تذكر رقما?ٍ أكبر بعدد القتلى العسكريين.
وأوضح مصدر عسكري لوكالة “خبر” أن كمينا?ٍ مسلحا?ٍ نصبه المهاجمون لطقم عسكري قام بمطاردتهم? وعند وصولهم إلى النقطة الأمنية قاموا بإطلاق قذائف على أفراد النقطة والطقم? والذين يتبعون اللواء 37 مدرع. وأشارت مصادر الوكالة في وقت سابق إلى سقوط ما لا يقل عن 7 عسكريين. ولم تتوافر إحصائية نهائية في ظل تضارب البيانات الأولية المعلنة.
وكان هجوم مشابه أودى بحياة 20 جنديا?ٍ من منتسبي قوات الأمن الخاصة في النقطة الأمنية بمنطقة (المضي) بمديرية الريدة وقصيعر أواخر الشهر الماضي وتبعته تغييرات للقيادات الأمنية. ويرى مراقبون أن الهجوم الجديد وتكرر السيناريو نفسه سوف يفتح نقاشا?ٍ مهما?ٍ حول استمرارية الهجمات المميتة ضد الجنود والنقاط الأمنية ومدى كفاءة ونجاعة الإجراءات المتخذة لوقف النزيف ومحاصرة الجماعات المسلحة ومجموعات القتل المتواصل?
إلى هذا تواصل الجدل حول نفس القضية التي تحولت إلى موضوع يومي يؤرق اليمنيين ويستحوذ على النصيب الأكبر من النقاشات العامة وفي شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي فضلا?ٍ عن التغطية الإعلامية. وتعبر النقاشات عن مرارة كبيرة ومخاوف متزايدة تجاه ما بات يعرف “الاستهداف المنظم” لمؤسسة الجيش”. ولا يخفي كثر اتهامات صريحة يوجهونها لبرنامج “الهيكلة” الذي ينفذ منذ عامين برعاية وإشراف أمريكيين بالتسبب المباشر في إضعاف وكشف ظهر المؤسسة العسكرية والأمنية.
الكاتب والفنان المصور اليمني الشهير عبدالرحمن الغابري علق, الجمعة, على هجوم حضرموت بالقول: “هذه حرب معلنة أمام العالم على الجيش النظامي. المستقبل للمليشيات”