المؤتمر وسياسة ضرب (عصفورين) بحجر !
المتابع لتوالي الاحداث الساخنة على المشهد السياسي في اليمن يجد ثمة عوامل مساعدة – داخلية وخارجية – تغذيها وان اختلفت اهدافها ولكنها تتجه في مصب واحد وهو الاضرار بالوطن وبوحدته وامنه القومي وسلمه الاجتماعي والعودة بالاوضاع الى المربع الاول من خلال افشال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واعاقة عجلة التسوية السياسية .
وتلعب التجاذبات الاقليمية دورا سلبيا في تأجيج الاوضاع ووتغذية الصراعات المسلحة واعمال العنف في مناطق يمنية مختلفة – شمالا وجنوبا- شرقا وغربا- الى جانب العمليات الارهابية التي تقوم بها عناصر دينية متشددة تنتمي لتنظيم القاعدة .
ولعل ايران وقطر من ابرز اللاعبين الاقليمين في اليمن من خلال قيامهما بالدعم (المادي والمعنوي) المباشر وغير المباشر للجماعات الدينية المسلحة وتغذيتهما للصراعات المسلحة
بين الاخوان المسلمين (الاصلاح) الذين تدعمهم قطر وتركيا وجماعة الحوثيين الذين تدعمهم ايران .
ويدخل في هذين الخطين -خط ثالث- اوعامل داخلي يتمثل بالدور غير المباشر الذي يلعبه حزب الرئيس اليمني السابق / علي عبدالله صالح -المؤتمر الشعبي العام – في تأجيج هذه الصراعات المسلحة وظهر ذلك جليا في الحرب في ارحب وصعدة دماج وهمدان ومؤخرا في عمران وغيرها من المواجهات المسلحة بين الحوثيين والاصلاحيين التي تظهر بين الفينة والاخرى في مناطق يمنية مختلفة وقعت في ذمار واب .
وقدمت شخصيات قبلية بارزة في المؤتمر الشعبي العام في محافظة عمران تنتمي لقبيلتي (حاشد ) و(بكيل) دعما عسكريا ولوجستيا للحوثيين ساعدهم في اندلاع انتفاضة داخل قبيلة (حاشد) ضد
اولاد الشيخ / عبدالله بن حسين الاحمر -رحمه الله – زعيم القبيلة وسيطرتهم على حوث والخمري معقل (آل الاحمر) ومناطق مختلفة من محافظة عمران وصولا الى اسوار عاصمة المحافظة – مدينة عمران .
واذا مانظرنا لحقيقة دور المؤتمر في هذه الصراعات فيكمن في سعيه للانتقام من شركائه في الامس وخصومه اليوم التجمع اليمني للاصلاح واولاد الاحمر الذين كان لهم دور في احداث 2011م
التي ادت الى نقل السلطة من نظام صالح الى نظام جديد افرزته مايسمى بـ ثورة شباب التغيير ويتهمهم المؤتمر بتفجير مسجد دار الرئاسة ومحاولة اغتيال رئيسه/ علي عبدالله صالح وكبار قادة
واركان حكمه وادى الى استشهاد عدد من المسؤلين ومنهم رئيس مجلس الشورى السابق/ عبدالعزيز عبد الغني وآخرين -رحمهم الله .
ويسعى حزب المؤتمر الشعبي العام الى القضاء على كلا الطرفين المتصارعين -الحوثيين والاصلاحيين- لاضعافهما والقضاء عليهم – سياسيا وشعبيا – بوسيلة او بـ حجر واحدة لاخلاء الساحة
السياسية اليمنية منهما والاستعداد المبكر لخوض الانتخابات النيابية والرئاسية القادمة .
فإستمرار الصراعات المسلحة بين الاصلاحيين والحوثيين لاتخدم سوى المؤتمر الشعبي العام ,, لانها تولد وتنمي الكراهية الشعبية ضد الطرفين المتصارعين وتنهكهما وتضعفهما وتحرقهما
في الساحة السياسية وذلك لقتالهما لاجل تحقيق مكاسب سياسية وحزبية ضيقة وعدم وجود مشروع وطني مدني حضاري بديل لانتهاجهما العنف والاقتتال واعاقة مشروع بناء الدولة
المدنية الحديثة الذي تبنته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ويسعى الرئيس هادي لتحقيقه في ظل توفر فرص نجاحه والمتمثل بالدعم الاقليمي والدولي الكبير الذي يحظى به شخصيا .
رئيس تحرير صحيفة الاضواء