تحالف البسطاء
فقد الجندي اليمني هيبته تدريجيا? مع السقوط التدريجي لهيبة الدولة? بل ان كراهية الدولة ” دولة المتسلطين” عكست نفسها على علاقة الناس بالجنود وأفراد الجيش والشرطة.
لكن مع تكرار المأسي التي تحدث لهم? بات الشعور نحوهم مزيج بين التعاطف و الإمتنان? فمنذ مجزرة السبعين التي التحمت فيها جثة 100 جندي بالأرض ? مشهد صلب نفسه في ذاكرة اليمنيين ? متحيز لصورة المظلوم حتى لو كان في الجيش
ويمر المشهد الى صور أخذهم كرهائن للقاعدة او تقديمهم قرابين فداء لعمليات وهمية ? وسقوط العشرات منهم مع دوامة عنف? ماحيا اي تاريخ نازف لهم? بل قدمهم بصوره أخرى غير مألوفه في عيون الناس … وزاد التعاطف معهم مع كل نداء استغاثة كانوا يطلقونه
نداء الاستغاثة رج القلوب? وعبث بما فيها من مخزون كره و قلة تقدير? وحولها باتجاه اخر متعاطف تماما?ٍ مع من خلع عنهم رداء القسوة ? فظهروا كأي يمني بسيط مغلوب على أمره? مقهور في حياته? مغصوب على خياراته..
الأهم ان كل هذا فشل في تثبيت الرعب? وما كان يراد منه من ايصال رسالة: اذا كان حماة الوطن غير قادرين على حماة انفسهم ? فكيف يمكنهم حماية الناس ..
فهؤلاء الناس? هم أهالي هؤلاء الجنود وأصدقاؤهم واعلم الناس بحالهم? لذا حصل العكس … زادت هذه العمليات الإجرامية من التحام الناس العاديين بالجنود العاديين أيضا?ٍ? شعر كلا الطرفين انه ضحية لمؤامرة كبيرة يقودها جنرالات الحرب و الخراب و عصابات الإرهاب? منذ عقود وحتى اللحظة.
ربما سجلت خلال هذه الفترة حملة تعاطف شعبية مع جنود الجيش بكافة مؤسساته? كما لم يحدث يوما? ربما لأول مرة يشعر المواطن ان الجندي أيضا?ٍ مواطن معرض للظلم والقتل مثله.
هذا الالتحام ان جاز وصفه ? ثبت القاعدة الشعبية بقاعدة الجيش البسيطة من جنود بلا رتب كبيرة ? تثبيت يمكنه ان يشكل مستقبلا سياجا وطنيا ? يعيد جزء من الأمان و التكاتف ..بل وحتى الشعور الوطني.
تكاتف البسطاء و الفقراء امام قاعدة السلطة و العصابات المسلحة … وهي قاعدة شعبية متينة للوطنية .. ولإعادة هيبة الدولة وحب الوطن المنزوع من قلوب الناس ..
فيصبح الجندي البسيط المضحي المظلوم حتى في حقوقه المادية.. رمزا وطنيا حقيقيا للمواطن البسيط المكلوم.