أمي .. من يعرف حقك ?
يقف المجنون قويا?ٍ في حين يعجز الأقوياء عن مواجهته خوفا?ٍ من رد??ِة فعله التي قد تكون عنيفة ونتائجها موت أو عاهة مستديمة , إخوانه بالمثل حين يواجهونه ليس أمامهم إلا العصي والهراوات والقيود , وحتى أبوه قد يخافه ويخشاه , يعلن الكل عجزهم عن مقاومته ومقارعته ما لم يكن مقي??ِدا?ٍ ومع القيد هيبة , على خلاف الجميع تأتيه بلا عصي??ُ ولا هراوات , لا تصرخ ولا تهدد ولا تزمجر , يستسلم لها ويذل بين يديها حتى لو مد??ِت يدها عليه وكأنه حمل وديع .. إنها أم??ْه .. مجنون يعرف قيمة أمه !!
الحيوان أيضا?ٍ بالمثل يعرف حق??ِ أمه , يستسلم لتعنيفها ويصرخ من تأديبها , يعلم أنها أمه وفطرته تجعله عاجزا?ٍ عن أذاها , تلك هي الف?ط?ِر السليمة على خلاف الأسوياء , العقلاء , الذين يدينون بدين الحقوق الكاملة ويعلمون الأمر الإلهي ” فلا تقل لهما أ?ْف??ُ ولا تنهرهما وقل لهما قولا?ٍ كريما?ٍ . واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا?ٍ ” , لا يفهم ولا يستوعب , ربما لن يفهم أبدا?ٍ , بشر كالبغل لا يعرف من حقيقة أمه سوى أنها أمه فقط , كثيرون من الأبناء لا يعرفون قدسية الأم ومكانتها , وماذا تعني ? وأن العقوق كبيرة ت?ْدخله النار إذ الجنة تحت قدميها .
أ?ِح?ـن??ْ إ?ل?ِى الك?ِـأ?س? الت?ي ش?ِـر?ب?ِت? ب?ه?ِـا ** وأ?ِه?ـو?ِى ل?م?ِث?ـو?ِاه?ِا الت??ْـر?ِاب?ِ و?ِم?ِا ض?ِـم??ِا
أ?ْم??ِاه : بين يديك كبرت , وفي دفء قلبك احتميت , وبين ضلوعك اختبأت , ومن عطائك ارتويت فمن أنا لأفي بحقك ?
مداد القلب لن يكفي إذا ما كتبت لإرضائك , وخفق الروح لن ي?ْجزي , عبيرا?ٍ فاح بعطائك
أمي الغالية : ما أجمل من قال :
لو أن حياتي بستانا?ٍ , لزرعتك أجمل أزهاري .
لو أن حياتي خارطة , سأسج??ل قلبك عنواني .
لو أن حياتي قيثارة , لعزفتك أجمل ألحاني .
لو أن العالم أنشودة , نسمعها صوت الأطيار .
سأغـــنيهــا وأ?ْردد??ها , لتصل كل الأركان .
لو أن الكون متاهات?ُ , إحساسك يعرف أسراري .
لو أن العمر ي?ْـلـ?ِف??ْ وي?ْهدى , أهديتك روحي وكياني .
لو أني أملك أكبر قلب , يتسع جميع الأكـــوان .
لسقيته حبك وسط البرد , لينعم بالدفء الحاني .
لا أملك إلا كوني ابنا?ٍ لك , وقلبك نبع?َ لحناني .
قالوا عنك :
هناك من كتب عبارات , كلمات خالدة من أجمل ما قيل في وصف حقيقة هذا الكائن العظيم أخذت منها الأم هي :
مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حـدود .
الجندي المجهول الذي يسهر الليالي ? ليرعي ضعفنـا ويطبب علتنـا .
الإيثار والعطـاء والحـب الحقيقـي الذي يمنـح بلا مقابـل , ويعطـي بلا حـدود أو م?ن??ِة .
المرشـد إلى طريق الإيمان والهدوء النفسي .
المصدر الذي يحتوينا ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة .
البلسـم الشافـي لجروحنـا والمخفف لآلامنا .
إشراقة النـور في حياتنـا .
نبـع الحنـان المتدفـق بل هي الحنـان ذاتـه يتجسد في صورة إنسان .
شمـس الحيـاة التي تضيء ظـلام أيامنـا وتدفئ برودة مشاعـرنا .
الرحمـة المهـداة مـن الله تعالـى .
المعرفـة التي تعرفنا أن السعادة الحقيقية في حـب الله .
صمام الأمان .
والخلاصة : مهما قيل , مهما ك?ْت?ب?ِ , مهما كانت بلاغة القصائد وروعة الشعر وفلسفة الكلام فلا يمكن أن تفي بحقك أمي فاعذريني على التقصير بوركت? وبورك عمرك .
لأمك حق?َ لو علمت كبير ** كثيرك يا هذا لديه يسير