صحيفة جنوبية تكشف عن مخطط لاسقاط مناطق في جنوب اليمن
قالت مصادر أمنية وعسكرية رفيعة لـ صحيفة”الأمناء” في عددها الصادر صباح اليوم الخميس إن “معلومات استخباراتية دولية كشفت عن مخطط تقف وراءه قوى سياسية وعسكرية وقبلية في صنعاء? يهدف إلى تعميم الفوضى الأمنية في عدد من المناطق والمحافظات الجنوبية واحتلالها من قبل وحدات عسكرية أو ميليشيات مسلحة? في محاولة منها لإفشال العملية السياسية المدعومة من المجتمع الدولي”.
وأوضحت المصادر “أن المعلومات التي جمعتها أجهزة استخباراتية دولية أظهرت أن المخطط سيؤدي في حال نجاحه إلى تداعيات خطيرة? ليس على الجنوب واليمن عموما?ٍ بل يهدد الأمن في المنطقة والعالم”.
وأفادت المصادر بأن “دولا?ٍ كبيرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا قد حثت السلطات اليمنية على اتخاذ جملة من الإجراءات الأمنية والعسكرية الفعالة? التي تحول دون تحويل الجنوب واليمن بشكل عام إلى بؤرة تهدد الأمن والاستقرار في العالم? كما جرى بحث تطورات القتال في عمران وهمدان ومناطق شمال الشمال”.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ “ألامناء”: “إن إسقاط المحافظات الجنوبية تحت أي صورة لن تكون إلا القاعدة هي المستفيد الأكبر من أي فوضى أمنية, وأن مخاوف الغرب من تكرار سيناريو سقوط مدن زنجبار وجعار في أبين? ومناطق في شبوة وحضرموت قد يتطور إلى تدخل دولي مباشر لمنع حدوث مثل ذلك السيناريو المفترض”.
وأوضح خبراء أمنيون وعسكريون لـ “الأمناء” أن الدوائر الغربية تعرف أن ما يجرى اليوم في اليمن من تصعيد أمني وعسكري تقف وراءه قوى وجماعات سياسية فشلت في إعاقة وتعطيل أعمال مؤتمر الحوار الوطني من داخله”.. منوهين بأن “الوضع القائم تجرى متابعته عن كثب? وأن ما تقوم به تلك القوى من أعمال عسكرية وأمنية مرصود بدقة? وإن كان يمثل أكثر خطورة وتهديد مباشر لمصالح المجتمع الدولي? واليمنيين على وجة الخصوص”.. محذرين بالقول: “غير أنه يمثل حالة من الانتحار بالنسبة لتلك القوى”.
وأضاف الخبراء “أن مظاهر القلق لدى المجتمع الدولي والأمريكي خصوصا?ٍ? تمثلت في إرسال الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) مسؤولة كبيرة في إدارته? وهي (ليزا موناكو) مساعدته لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب? للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي? منتصف الأسبوع الماضي? لبحث تلك التطورات الخطيرة? وقد أبلغت المسؤولة الأمريكية الرئيس (هادي) وقوف الرئيس الأمريكي إلى جانبه ودعمه بكل السبل والوسائل? ومعاقبة تلك القوى المعرقلة للعملية السياسية.. كما تطرقت مباحثاتها مع الرئيس (هادي) إلى الوضع في جنوب اليمن.
وقد أعقب ذلك? وصول مسؤول أمني بريطاني كبير إلى صنعاء? مبعوثا?ٍ عن رئيس الحكومة (ديفيد كاميرون)? وهو نائب مستشار الأمن القومي البريطاني للشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب (بادي ماك جيسنز)? وذلك لبحث التطورات الأمنية والعسكرية مع الرئيس (هادي)? وجرى التأكيد على استمرار الدعم البريطاني للرئيس (هادي) في الاستمرار بإنجاح العملية السياسية? بالإضافة إلى بحث الأوضاع الأمنية ومكافحة الإرهاب بشكل عام.
وفعلت الأمر نفسه المستشارة الألمانية (إنجيلا مركيل)? عندما أرسلت (الثلاثاء) نائب رئيس جهاز المخابرات الألمانية (نوردبرت شتير)? لتطمئن الرئيس (هادي) وتأكيد الدعم له بتنفيذ مخرجات الحوار وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية? بالإضافة إلى المستجدات الأمنية ومكافحة الإرهاب.
وكانت مصادر أمنية وعسكرية قد كشفت تفاصيل مهمة عن الجهات التي تقف وراء تلك المخططات? وقالت: “إن الجهات والشخصيات التي تقف وراء مخطط تعميم الفوضى في الجنوب هي القوى نفسها التي وقفت وراء المخطط الذي أدى الى سقوط محافظة ابين في قبضة الفوضى مطلع العام 2011”.
وأوضحت المصادر “أن المخطط القائم على تعميم الفوضى? فضلا?ٍ عن قيام تمردات ألوية ووحدات عسكرية بهدف إحداث مواجهات عسكرية وإعادة الأزمة إلى مربعها الأول? أي إلى ما قبل التوقيع على المبادرة الخليجية في 24 نوفمبر 2011? في العاصمة السعودية (الرياض).. مشيرة إلى “أن المعلومات الاستخباراتية تحدثت عن أكثر من عملية? منها: السيطرة على مواقع لتصدير النفط والغاز وإغلاق موانئ يمنية? وخاصة ميناء الضبة النفطي بحضرموت? وتعطيل حركة الملاحة في ميناء وخليج عدن”.