وطن بدون طاعون..!
يا ت?ْرى كم سنظل نردد جملة “شعب عرطة” و”ك?ْب? لشعوب”? ندين ك?ْل? شيء?ُ ون?ْرح?ب?ْ بكل? شيء?ُ ونسخط من ك?ْل? شيء ونرضى عن ك?ْل? شيء?
وكم سنظل نمرر كل شيء ونلتمس الأعذار لخطايا وآثام وشرور الانتهازيين والخارجين عن القانون? نعلق الذ??ْل والخطايا والمظالم على مشاجب السلطات والأحزاب والتجار والأنظمة السياسية والقوائم الاجتماعية السيئة والمرتبطة ببعضها من خلال شبكات مصالح وضيعة ورخيصة.
لقد أثبتت الأحزاب قبحها وفشلها? وأثبتت الأيديولوجيات قبحها وفشلها? واثبت النظام التعليمي قبحه وفشله? واثبت التزاوج بين القبيلة والسياسة والعسكر ورهبان الدين قبحه وفشله? وأثبتت الديمقراطية المنقوصة قبحها وفشلها? وأثبتت الاستكشافات النفطية والغازية أنها جالبة للفقر?َ والحرمان للمواطن.
لهذا فإن ما نحتاجه اليوم – إلى جانب القيام بهب?ة شعبية تقتلع كل الفاسدين – هو تعرية كل هذا القبح وتعرية كل هذه العوالم النفسية الس??ْفلية للإنسان والمجتمع? بك?ْل? أغوارها وكهوفها المظلمة.
نريد الد?فع برأس القبيلة الفاسد والظالم? ومعه السياسي والعسكري الفاسد والظالم? للمحاكم والمتحف ونطمئن أنفسنا – بالفعل – بأن قشرة ووباء وكروش هؤلاء قد آلت للسقوط والزوال? وصار من الممكن محاكمتهم ومعهم كل الجب?ارين والمستكبرين واللصوص والقتلة وكل من أنشبوا أظافرهم في أجسادنا ومشاعرنا وكرامتنا.
نريد أن يصرخ الجميع? وعن قناعة? قائلين “للص?بر حدود” وقلوبهم وعقولهم تشتغل معا?ٍ.
لقد ضقنا بالحقيقة الم?ر?ة “لا مواطن صالح ولا دولة صالحة” ولا قانون ينف?ذ? إلا في الإطار الضيق على العامة? أما الخاصة فلا قانون يردعهم ولا دولة قوية تحاسبهم.
خل?صونا من الأخبار العاجلة.. نجاة وزير علوم الفضاء من محاولة اغتيال? ونجاة القيادي العظيم في الحزب الكوني من محاولة قتل غادرة.. “وزارة الدفاع تشتعل”? “الداخلية تحاصر”? “الحوثيون اقتربوا من صنعاء”? “الإصلاح والقبائل يتدفقون لمنطقة أرحب”? “قتل وجرح مئة ضابط وجندي”? “تفجير أنبوب النفط”? “اشتعال النيران في أنبوب الغاز”? “انهيار البرجين الخامس والألف من أبراج نقل الكهرباء”? “الأرصفة تمتلئ بالجوعى والمشر?دين”… الخ.
نريد التخل?ص من ثقل “الزعامة” الفارغة? وع?ْسر هضم “الفتوى” القاتلة? والقومية المستهلكة? وكل الأصنام والأشباح الفاسدة التي أكل عليها الدهر وشرب و”تبو?ل”.
نريد من الجميع الكفر بكل هؤلاء الذين أحالوا أحلام اليمنيين وحقوقهم ودولتهم المدنية العادلة إلى أطلال تندبها الملايين.. نريد يمنا?ٍ لليمنيين? يمنا?ٍ خاليا?ٍ من مرض طاعون الفاسدين? وكفى.