لا تحتج ولا تبوح .. لا بأس من أن تموت ألف مرة
• أكثر من ثمانين ضابط من القوات المسلحة والأمن تم اغتيالهم خلال سنتين من حكم حكومة الوفاق .. لا ندري من أغتالهم ? ولماذا تم اغتيالهم ?! وما هي نتيجة التحقيقات في قضايا اغتيالهم ?! ومن هم المجرمون بالتحديد ?! وما هي أسباب وخطورة هؤلاء الضباط ليتم تصفيتهم ?!
تتوالى الألغاز وتزدحم الأسئلة دون أن نعثر على جواب ودون أن نرى عدالة تنال من قاتل أو مجرم ..!! يقابل ذلك سلبية مجتمعية غير عابئة ومكترثة بما يحدث? ولما يأتي المتضررين أو المهددين بالموت باحثين عن فرصة نجاة ومساندين مطالب حملة 11 فبراير ثورة ضد الفساد والتي تطالب ضمن ما تطالب به الكشف عن من يقف وراء الاغتيالات تقوم القيامة علينا ولا تهدأ ..
• تم أخونة وزارة الداخلية على نحو غير مسبوق إلى حد لم يبق في وزارة الداخلية ووحداتها غير 400 ضابط غير أخواني يستهدفهم الوزير الإخواني لاستكمال أخونة الأمن بالكامل? وتنحرف الوزارة على نحو غير مسبوق من مهمة حفظ الأمن والنظام إلى آلة قمع سياسية تستخدم لقمع الحريات وإرغام خصوم الإخوان على الإذعان والولاء لها وللإخوان المسلمين .. وعندما يلوذ إلينا أولئك الذين أقصوا أو همشوا ليس لسبب معايير الكفاءة والنزاهة وإنما لمعايير الولاء لعصبية الحزب والجماعة ? وعندما تظل الأمور تتداعى وتنذر بالخطر ويستغيث بنا من داهمه الخطر لا نرى غير مخاوف لا تنحاز للمتضررين أو للمؤسسة التي يجري تجريفها وتدميرها وإنما تنحاز للدمار والخراب وإبقاء الحال على سوئه وإن وصل إلى النذير بالكارثة ..
• تم تجنيد أكثر من مائتين ألف جندي في وزارة الدفاع وثلاثين ألف جندي في وزارة الداخلية عن طريق حزب الإصلاح أغلبهم من أعضاؤه وأنصاره حد يجعل في هذا الإحلال تبدل جوهري في ولاء مؤسسات الأمن والقوات المسلحة من الوطني إلى عصبية الحزب والجماعة .. وعندما يحتج ضابط على هول ما يحدث وفي ضل صمت موحش من قبل كثير من النخب والأقلام تنبري بعض الأقلام للفتك بهذا الاحتجاج المسالم بل وتحميله تبعات لم تحدث بعد ..
• فشلت الهيكلة وتم تدمير وحدات الجيش الأكثر تدريبا واحترافية فيما انتعشت المليشيات العسكرية القائمة على عصبية الحزب والجماعة والقبيلة ? وما كنا نعتقد إن الهيكلة لم تكن إلا محاولة لا زالت مستمرة لإعادة الاستيلاء على الجيش والأمن بعيدا عن المعايير المفترضة ? وبدلا من دق ناقوس الخطر لهذا الخطر المهدد لمؤسستي الأمن والقوات المسلحة ندق الخطر لأي احتجاج من ضباط وأفراد عانوا الكي وشربوا السم الزعاف مما جرى ويجري من انحراف وتشوه وفداحة تحت مزعوم الهيكلة ..
• تم قتل وجرح المئات من جنود وضباط الأمن المركزي في ميدان السبعين وبدلا من أن نرى القضاء يصدر أحكامه الرادعة بحق القتلة نجده يصدر أحكام ملتبسة ومخففة دون السبع سنوات وهو أمر غير مسبوق لا في حجم العملية وضحاياها ولا في أحكام القضاء التي جاءت متواطئة ومخففة وكاشفة لأخونه القضاء أيضا ..
ويتكرر المشهد في أكثر من مكان ولا يجد المجني عليهم من الضباط والجنود يد لعدالة تقتص لهم ولا نشهد عاصفة احتجاج تسند قضيتهم ? وإذا احتج ضابط أو جندي في ساحة التغيير كان هذا هو الجدار القصير الذي تنال منه الأقلام وينال منه الكلام ..
• تم إقصاء وتهميش ضباط وصف ضباط عسكريين في القوات المسلحة والأمن وتم تحويل بعضهم قسرا إلى التقاعد ولم تعالج قضايا المبعدين والمقاعدين قسرا من قبل ومن بعد ? ولم نر بالأفق مخرجا أو حل ? وغابت وغيبت معايير المفاضلة “الكفاءة والنزاهة والخبرة والأقدمية” وحل بدلا عنها الولاء الحزبي والمحسوبية والجهوية والمناطقية وغيرها من المعايير التي من شأنها تحويل المؤسسات الوطنية الأمنية والمسلحة بالكامل من ولاء وطني إلى ولاء عصبوي ضيق وخطير..
• ارتكبت مذابح وخيانات شتى بحق القوات المسلحة والأمن في محافظات أبين وحضرموت وشبوة والبيضاء وغيرها كان آخرها وليس بآخر في مستشفى العرضي بصنعاء ولم نجد مجرم طالته عدالة أو تحقيق كشف حقيقة ما حدث .. وكل هذا يحدث ولا يريدون احتجاج أو فسحة بوح من ضابط أو صف ضابط أو جندي في ساحة التغيير ..
• الفساد في القوات المسلحة والأمن على آخره وتكاليف المعيشة تزداد وتثقل الكواهل فيما راتب الجندي المنكوب بالحياة والأولاد لا يزيد عن صدقة قدرها ثلاثون ألف ريال أو أقل ? فيما بعض القادة والضباط يهبرون الملايين والملايين كل شهر ولا يبالون .. فكيف تريدون جندي يسحقه الفقر والعوز ولا يحتج ولا يبوح بوجع ..
• أظن أن الأهم للأقلام الناقدة أن تتجه إلى الأسباب خير من أن تتجه للنتائج .. وأن ترفع الظلم عن المظلوم بدلا من أن تظلم المظلوم مرتين..