ما بعد الفصل السابع (تدويل ديولة بن هادي)..!!
جدلية “الوصاية على اليمن من عدمها” ـ كأبرز التداعيات الداخلية في المشهد اليمني لقرار مجلس الأمن الدولي رقم “2140” الصادر يوم الأربعاء الماضي 26/2/2014م ـ تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة? أخذت هذه الجدلية أبعادا?ٍ عديدة وبرزت مواقف متفاوتة ومتباينة بين الترحيب الحار والرفض القاطع.. فهنالك من هلل وكبر ومن رقص وغنى ومن بادر بالمباركة وهنأ.. وهنالك من رحب وسه?ل? ومن رحب بحذر ومن رحب بخجل ووجل.. وهنالك من رفض وأعلن ومن رفض وصمت? والعجيب أن هنالك من رحب رافضا?ٍ في آن?ُ واحد والأعجب أن هنالك من يرفض مرحبا?ٍ ومع كل ذلك بات الأمر واقعا?ٍ وحاصلا?ٍ وعلى الجميع الاحتكام إلى المثل الشعبي القائل “ما مع الحريوة إلا….”? وعلى الجميع التعامل مع القرار الدولي كحل لا كمشكلة جديدة? على المرحبين التعامل مع القرار كوسيلة لعبور المرحلة لا وسيلة للانتقام من الخصوم وعلى الرافضين للقرار القبول والتعامل مع ما يرونها إيجابيات من أجل تلافي ودفع السلبيات وعلى الرئيس التوافقي/ عبد ربه منصور هادي ـ الذي لاشك أنه يدرك بأن القرار سلاح ذو حدين ـ أن يتجاوز المعادلة اليمنية “في هذه البلاد يصبح كل حل مشكلة جديدة”!!.. وعلى الرئيس والحكومة وقيادات الأحزاب ـ التي جلبت خلافاتهم القرار ـ إيقاظ ضمائرهم فالضمير الحي لا يظلم أبدا?ٍ..!!
على الرئيس وكافة القوى السياسية اليمنية التصرف بحكمة في المرحلة المتبقية من الفترة الانتقالية من أجل العبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان على الصعيد الداخلي ومن أجل إخراج اليمن من لائحة الفصل السابع? لقد فقد الجميع الحكمة وأوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه ولا خيار أمامهم سوى الحكمة? لقد نفذت كافة الخيارات الأخرى من الجميع يا حكام ومحكومي يمن الحكمة!!
لا تركنوا إلى فتوى صاحبة العصمة نائبة سفير “ماما أميركا” بخصوص الوصاية من عدمها? ولا تعتمدوا على تفسيرات “خالتي فرنسا” للقرار ولا تغتروا بوعود “رفاق بوتين” ولا بمبررات “أبناء ماو” وقد ترك الجميع القصة والسيناريو والإخراج لفيلم اليمن 2014م وما بعدها لزميلتهم الماهرة التي كتبت الفيلم “2140” وأخرجته تحت “الفصل السابع”? إنها بريطانيا التي لسان حال جنوب اليمن قد أخرجها عندما أخرج فيلم “128 عاما?ٍ من العبودية والاحتلال” في 30 نوفمبر عام1967م وبالمناسبة الفيلم الفائز بجائزة الأوسكار الهوليودية للعام2014م يدعى “12 عاما?ٍ من العبودية” فما بالك بعشرة أضعافها أيها اليمني رئيسا?ٍ ومرؤوسا?ٍ ومع كل ذلك ليس المهم أين نقف اليوم ولكن الأهم إلى أين نسير وفي أي اتجاه سائرون.. أليس كذلك?!!
المجتمع الدولي عموما?ٍ والغرب خصوصا?ٍ لا يدللون أحدا?ٍ على وجه البسيطة كما يدللون خصوصياتهم ومختصاتهم وما يخصهم حتى من الحيوانات.. التاريخ شاهد على تدليل الأوروبي أبقاره وأحصنته وقططه الخاصة على حساب خيرات ومعاناة شعوب آسيا وأفريقيا وبلدان العالم الثالث عموما?ٍ? الأميركي والأوروبي يدلل كلبه في بلادنا أكثر من اهتمامه بنا كيمنيين? وتحضرني مقارنة لأستاذ علم الاقتصاد الدكتور/ محمد علي جبران ونشرها الملحق الاقتصادي لصحيفة “أخبار اليوم” اليمنية والذي أكد ـ من خلالها ـ أن الكلب الأميركي والأوروبي يحصل على مخصص شهري يفوق راتب الموظف والعامل اليمني لدى شركات النفط الأجنبية العاملة في اليمن?!!
أقول” إن ما من زرعة تحمل القمح مخبوزا?ٍ? ولا نبتة تحمل الأرز مطهيا?ٍ? وما من خروف يسعى إليك باللحم محنوذا?ٍ? ولا دجاجة تأتيك بالبيض على أجنحتها أو بطة تسوق إليك الشواء”? ومن المستدرك أنه لا مكان للقوة? حيث الحاجة للمهارة مع من يجيد استخدامها والعالم من حولنا وحتى المحيط الإقليمي لليمن يتعاملون معنا على هذا الأساس وهم لن يقفوا مع اليمن? كما يدعون ولم يقفوا قط وإنما يقف الخارج مع مصالحه والحفاظ عليها ـ بكل إمكانياته الدبلوماسية واللوجستية وحتى العسكرية ولاشك أنه لا حساب لديه لتقوية شعب وبلد مهما بلغت المصالح وأي دعم أو تقوية لطرف سياسي أو زعيم أو رئيس فهو لحسابات تتعلق بالمصالح الآنية وحسب!!
لاشك أن الرئيس هادي يدرك كل هذه المعادلات? لكننا نجد من الواجب تذكيره وتفكيره في خضم أبهة السلطة وغرور الحكم الذي قد يطال ويطاول أي بشر? لاسيما وأن المتابع الحصيف في اليمن بات يدرك أنه “كلما زادت حدة التصفيق والتطبيل والتزمير وحتى التهليل والتكبير والتسبيح في بلاط الحاكم أو الرئيس? فإن عليه أن يدرك أن الكذبة أكبر وأكبر”..
قد يكون هنالك أكثر من سبب للنجاح? لكن سر الفشل هو محاولة إرضاء الجميع? لاسيما وأن البلاد كادت أن تصل لشيء من قانون الغابة? ومن أوصلها وما يزال ليس الأسود أو النمور ولا حتى الصقور.. إنهم مجموعة الثعالب والكلاب والذئاب الضالة?!
وهذه البلاد مباركة ومبروكة في عرف أولئك إلى حد قولهم إنها تمشي بالبركة وتأكل من دقيق “البركة” أو من مطحون طاحون الطحان مبروك أو الحاجة “بركة” ما يزال الملايين يشربون من مياه “البركة” وجمعها “بر