المهمة الاممية لقتال القاعدة في اليمن
خلال الاشهر القليلة الماضية تعرضت حكومة الولايات المتحدة والرئيس اوباما لانتقادات شديدة ولاذعة تمحورت حول طبيعة الهجمات الامريكية بطائرات بدون طيار على اعضاء تنظيم القاعدة والاخطاء العديدة التي رافقت هذه الهجمات وادت الى مقتل العشرات من الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ . التقرير الاخير لمنظمة الهيومن رايتس ووتش والذي جاء تحت مسمى ( عندما يتحول العرس الى عزاء) انتقد بحدة سياسة الولايات المتحدة في ادارة الهجمات بطائرات بدون طيار في اليمن خاصة بعد الهجوم الاخير الخاطئ على موكب عرس في محافظة البيضاء وادى الى سقوط عدد كبير من الضحايا والذين كان ذنبهم الوحيد انهم يمنيين يحتفلون ويعيشون في مناطق تنشط فيها هذه الجماعات حتى ولو كانوا من اشد المعارضين لعنف القاعدة مثلما حدث في هجوم سابق وايضا خاطئ حيث كان من بين الضحايا احد رجال الدين المعروف في منطقته بمناهضة عنف القاعدة.
بصورة شبة يومية تتعرض الحكومة الامريكية لهجمات اعلامية وانتقادات داخل الولايات المتحدة وخارجها بسبب هذه الهجمات التي ادت تساقط الابرياء من الضحايا واثيرت التساؤلات حول شرعيتها وقانونيتها في القتل والتدمير حتى ان عدد من المحامين والناشطين الامريكيين لازالوا يقاضون حكومتهم امام المحاكم حول استهداف العولقي وقتله بدون محاكمة كونه يحمل الجنسية الامريكية .
القرار الاممي الاخير حول اليمن ووضعها تحت البند السابع ادرج تنظيم القاعدة ضمن اول المعيقين والمهددين للامن والاستقرار وافرد مساحة واسعة للتوضيح على النحو التالي :
وإذ يشير إلى إدراج تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومن يرتبط به مـن أفـراد في قائمة الجزاءات المفروضة على تنظيم القاعدة التي وضعتها اللجنة المنشأة عملا بالقرارين١٢٦٧ (١٩٩٩) و ١٩٨٩ (٢٠١١)? وإذ يـشدد في هذا الـصدد على ضرورة التنفيـذ الصارم للتدابير ال واردة في الفقرة ١ م ن الق رار ٢٠٨٣ (٢٠١٢) باعتباره ا أداة هامة في مكافحة الأنشطة الإرهابية في اليمن . وإذ يدين جميع الأنشطة الإرهابية? والهجمات الـتي تـستهدف المـدنيين والـبنى التحتيـة للنفط والغـاز والكهربـاء والـسلطات الـشرعية? بمـا فيهـا تلـك الـتي تهـدف إلى تقـويض العمليـة السياسية في اليمن?
وإذ يدين كـذلك الهجمـات الـتي تـستهدف المنـشآت العـسكرية والأمنيـة? ولا سـيما الهجوم الذي ش?ْن عل ى وزارة ال دفاع يوم ٥ كانون الأول/ديسمبر ٢٠١٣ والهجوم ال ذي ?ْش?ْن على سـجن وزارة الداخليـة يـوم ١٣ شـباط/فبرايـر? وإذ يـشدد علـى ضـرورة أن تواصـل الحكومة اليمنية إصلاحاتها للقوات المسلحة وفي قطاع الأمن بكفاءة.
وبهذا تكون القاعدة الجهة الوحيدة التي ذكرها القرار كمعيق اساسي لانتقال السلطة في اليمن اما باقي مواد القرار فأنها لا تدين احد وانما اخذت صورة التهديد والوعيد باتخاذ اجراءات ضد اشخاص في حال ثبوت التهم عليهم من خلال لجان تحقيق وتدقيق اممية .
ومن وجهي نظري فأن العمل العسكري الوحيد الذي سيتخذ ضد المعيقين هو تنفيذ مزيد من الهجمات على القاعدة ولكن هذه المرة ستكون تحت مظلة الأمم المتحدة حتى ولو قامت بها طائرات بدون طيار امريكية .
ان تقديم المشروع قبل الموافقة عليه من قبل بريطانيا الشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة والتي اتهمت من قبل العديد من وسائل الاعلام الغربية بضلوعها في دعم الهجمات الامريكية بدون طيار جاء بهدف ذر الرماد على العيون لان من الواضح ان القرار امريكي خالص يهدف الى تكثيف وشرعنة الهجمات الامريكية على القاعدة في اليمن .
انشغل السياسيين في اليمن بين مؤيد ومعارض للقرار باعتباره ضد شخصيات سياسية بعينها في اطار الصراع على السلطة والنفوذ الا انه غاب عنهم الهدف الرئيسي من القرار وهو ان المهمة القادمة للأمم المتحدة في اليمن تتمحور حول الحرب ضد القاعدة وبالتالي تخفيف الاتهامات التي تتعرض لها الحكومة الامريكية من ناشطيها وإعلاميها .
وبرغم ذكر التقرير ( طوي صفحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح) الا انه جاء في سياق البدء بمرحلة جديدة وطوي صفحة الماضي ولم يشير التقرير الى أي اتهام او اجراء ضده او أي شخص اخر كما يعتقد البعض .
من الواضح ان الهجوم الاخير على مجمع العرضي بالإضافة الى نشر تنظيم القاعدة فيديو يتضمن التخطيط الدقيق للتنظيم لضرب وزارة الدفاع والهجوم على وزارة الداخلية أظهر ضعف الجاهزية العسكرية اليمنية في مواجهة هجمات القاعدة مما أدى الى حسم اللغط والجدل الذي اثير في مجلس الامن من قبل عدد من الدول الاعضاء قبل الموافقة على مشروع القرار البريطاني والذي تحول الى قرار اممي بالإجماع وضع اليمن تحت البند السابع للأمم المتحدة.