أمي .. يازهرة الياسمين .. سلام عليك قبل الموت وبعدالموت
في مثل هذا اليوم من عام 2010 الساعه 1:46 رحلت سيدة عظيمة جدا ورائعه من عالمنا وخلفت لنا حزنا عظيما على فقدانها .. وحباوإحتراما لشخص تلك السيدة التي كان لها بالغ الأثر في نفوسنا … أيتها الغالية .. ايتها الرائعة .. أيها الصدر الحنون .. والحضن الدافىء .. امي مازلت أحبك وسأظل .. فأنا أعيش في هذه الدنيا برضاك عني بعد رضا الله .. أدعو لك .. أصلي كي يسكنك الله الفردوس الأعلى .. كي يؤنسوحشتكأمي .. في مثل هذا اليوم وقفت مشدوها وأنا اراك تغمضين عينيك .. وكأنك تخبريني بأنك ستغادرين بلا عودة .. وضعت كفي على عينيك .. اغمضهما .. أدخلتك بكفي هذين إلى القبر .. وكأني أنفذ إرادة إلهية لارغبة شخصية .. لاأعي ماأفعله .. إلا أني أدرك أني كنت أرغب أن أكون آخر من يضمك إلى صدره….جمعتك مباركة .. أمي يااا سر وجودي .. سر سعادتي .. سر فرحي وترحي .. أمي .. ياعيناي اللتان أبصر بهما .. وهمسة تمسح وجه الوجود .. وحبا يطوف بكل القلوب .. لاشك أنك الآن تنعمين بالفردوس الأعلى بجوار الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام .. ولا شك أن الله العظيم .. الله الكريم قد عوضك عن سنوات الحرمان الدنيوية .. بأوقات الجنة والنعيم الأخروية .. التي لا يعرف وصفها ولا كنهها إلا الله وحده .. قد تكونين تركت في حياتي فراغا كبيرا .. لكنك أكسبتني قوة عظيمة في مواجهة ضعفي .. أنت الحياة .. وأنت الحب .. وأنت الأمل .. وأنت أمي .. وأنا أعشق التراب الذي كنت تمشين عليه .. كل أولادك إشتاقوا إلى إبتسامتك الرائعة .. وأنا إشتقت إلى حضنك الدافىء .. وكلماتك التي كانت تبعث فيني القوة .. أحن إلى مناكفات أمي .. ومداعبات أمي .. وصراخ أمي .. وبكاء أمي .. أحن إلى خبزك الساخن الذي كان يظهر براعتك في عجنه وخبزه .. ويحمل رائحتك .. مازلت أستمع إلى التسجيل الوحيد بصوتك .. وأعيش معه .. كأنك لم تغادرينا لحظة .. السلام عليك ياأمي في هذه الجمعة العظيمة .. أسأل الله بحوله وقوته أن يؤنس وحشتك في قبرك ..وأن ييمن كتابك وييسر حسابك .. وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة .. وأن يطعمك من اثمار الجنة .. ويسقيك من حوض الكوثر .. وأن يسكنك الفردوس الأعلى .. وأن ينزل عليك البهجة والسرور من يومنا هذا إلى يوم النشور .. أكتب كلماتي هذه .. وأنا أقطر دمعا حارا .. وأعرف أن هذه الكلمات لاتفيك حقك .. فأنت ملاك بصورة إنسان .. رحمة الله عليك .. رحمة الله عليك .. رحمة الله عليك ….
تـركـتني هـاهنا بـين الـعذاب ومـضت? ياطول حزني واكتئابي
تـركـتني لـلشقا وحـدي هـنا واسـتراحت وحـدها بين التراب
حـيـث لاجــور ولا بـغي ولا ذرة تـنـبي وتـنـبي بـالخراب
حـيـث لاسـيـف ولا قـنـبلة حـيث لاحـرب ولا لـمع حراب
حـيـث لاقـيـد ولا سـوط ولا ظـالم يـطغى ومـظلوم يـحابي
خـلـفتني أذكـر الـصفو كـما يـذكر الـشيخ خـيالات الـشباب
ونــأت عـني وشـوقي حـولها يـنشد الماضي وبي-أواه- مابي
ودعـاهـا حـاصد الـعمر إلـى حـيث أدعـوها فتعيا عن جوابي
حـيـث أدعـوها فـلا يـسمعني غـير صـمت القبر والقفر اليباب
مـوتـها كــان مـصابي كـله وحـياتي بـعدها فـوق مـصابي
أيـن مـني ظـلها الـحاني وقـد ذهـبت عـني إلـى غـير إياب
سـحبت أيـامها الـجرحى عـلى لـفحة الـبيد وأشـواك الـهضاب
ومـضت فـي طـرق العمر فمن مـسلك صـعب إلـى دنيا صعاب
وانـتهت حـيث انتهى الشوط بها فـاطمأنت تـحت أسـتار الغياب
آه "يـا أمـي" وأشـواك الأسـى تـلهب الأوجـاع في قلبي المذاب
فـيك ودعـت شـبابي والـصبا وانـطوت خلفي حلاوات التصابي
كـيـف أنـساك وذكـراك عـلى سـفر آيـاتي كـتاب فـي كتاب
إن ذكــراك ورائــي وعـلى وجـهتي حـيث مـجيئي وذهابي
كــم تـذكـرت يـديك وهـما فـي يـدي أو في طعامي وشرابي
كــان يـضـنيك نـحولي وإذا مـسـني الـبرد فـزنداك ثـيابي ………. الأبيات للشاعر الكبير البردوني
ملاحظة :
هذه الصورة أنشرها لأول مرة .. مع أمي قبل أن أخرج كل صباح من البيت