اوقفوا التهافت والانحطاط!
التهافت على المنافع والمصالح ? التي تعتبر أضيق من عين الإبرة ? أمام القضايا الكبرى للأوطان والشعوب التي تحترم نفسها ? لم يعد مقبولا?ٍ ? بأي شكل?ُ من الأشكال ? خصوصا?ٍ في ظل? أوضاع ? صارت فيها أخبار قتل وجرح العشرات من الناس كل يوم?ُ ? ? في نظر البعض شبيهة بذلك البرنامج القديم ” صور من بلادي ” الذي كان ينظر له البعض ? من زاوية الملل ? وبدون أي اهتمام? حيث لم يكن يخلق تفاعلا?ٍ وإثارة? لدى شرائح واسعة من المشاهدين ?
كما أن تلك الأخبار وصور القتل والدماء ?رب?ما إنها قد غدت أكثر من طبيعية ? مثلها مثل أخبار تسريح مئات وآلاف العمال ? بشكل يومي من الشقيقة ” الكبرى ” أو إنضمام آلاف الأطفال والنساء لطوابير الفقراء والمشردين داخل البلاد ? وعلى الحدود الشمالية? ورفاقهم المكدسين والمنتظرين لفرص التهريب لدول الجوار? في أحواش تج?ار الرقيق في منطقة ” حرض ” وغيرها? الذين يبذلون أغلى ما يملكه الإنسان وهو الكرامة والعرض? مقابل كسرة خبز وقيمة دواء ..
ياإلهي لكم يبدو الجميع قساة وإنتهازيين وبشعين? ولإنسانيين.! ولكم يبدو الجميع ? وكأنهم وحوش?َ غير قابلة للترويض ?أو التأثر بمشاهد الضواري وهي تمز?ق أشلاء رضيع غزال?ُ? أو صغار حيوانات عاشبة ووديعة..
بالله عليكم ? إذا لم تحر?ك فينا مشاهد القتل والدماء وطوابير الجوعى والمحرومين والمرضى والمحتاجين أبسط مقومات الحياة ? وأساسيات البقاء والعيش ? ولو بفتات من الكرامة? فماالذي سيحرك ? فينا ? وبصورة?ُ أدق? قلوب ومشاعر وضمائر أولئك المقتدرين والمسؤلين الفاسدين? الذين يشتري الواحد منهم في سفرية واحدة? درازن من آخر موديلات الهواتف النقالة وأدوات التجميل وملابس وكماليات لأولادهم وأنسابهم وحاشياتهم ? ما يمكن أن تعيش به مديرية كاملة لمد?ة شهر ?!
بالله عليكم ?ماالذي سيحرك فيهم مشاعرهم المطمورة بين ركام الجشع ? ويبعث ولو عرق حياة في قيمهم وعواطفهم ورحمتهم الميتة? أكثر من أن ينظرون لوطنهم يتآكل بهذه الطريقة? ويتحول إلى ثكنات للإرهاب و مصدر? وم?ْصد?ر?ُ للخوف والبؤس والإجرام والجوع والأسى?
رجاء قولوا جميعا وبصوت واحد قفوا أيها المتهافتون ? والمنحط?ون والمحن?طون وميتو الضمائر ولصوص أقوات الشعب وناهبي الثروات والمال العام وقتلة الإنسان والحياة والحب والتسامح والجمال..!