اليمن تعتذر للكويت عن الغزو العراقي
أطلق المركز اليمني لدراسة وتحليل الأزمات الثلاثاء حملة الاعتذار المجتمعي للكويت عن الموقف اليمني من الغزو العراقي لدولة الكويت عام 90م.
وقال صلاح علي صلاح رئيس المركز: “إن الحملة تأتي انطلاقا?ٍ من مسئولية المركز تجاه اليمن بعد اختتام مؤتمر الحوار الوطني? وأهمية طي صفحات الماضي ومعالجة جميع الآثار والانعكاسات السلبية التي أنتجتها مشاكل اليمن وأزماته الداخلية والخارجية”.
وأضاف: “إن هذه الحملة هي الثانية من نوعها بعد تنفيذه مبادرة الاعتذار المجتمعي للجنوب وصعدة التي نفذها خلال فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني”? مشيرا?ٍ إلى أن المركز يأمل من خلال هذه الحملة والمبادرة السابقة إلى تجاوز أزمات ومشاكل الماضي? وصناعة قطيعة معها من أجل مواجهة مشاكل وتحديات الحاضر? وتحقيق آمال وتطلعات المستقبل.
وذكر بيان صادر عن المركز أن الحملة تهدف إلى تقديم اعتذار مجتمعي وشعبي للكويت قيادة وحكومة وشعبا?ٍ عن الموقف اليمني من الغزو العراقي لدولة الكويت عام 90م? والمساهمة في تخفيف الآثار الناتجة عنها? والمساهمة في تعزيز العلاقات اليمنية الكويتية والتأكيد على قوة ومتانة وعمق العلاقات بين شعبي البلدين الشقيقين.
كما تهدف إلى التعبير عن الدعم والمساندة الشعبية للضحايا والمتضررين من الحرب والاقتتال الذي جرى في تلك الفترة? والمساهمة النوعية في عملية تهيئة الأوضاع وتوفير المناخات المساعدة لعملية تحقيق وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل داخليا?ٍ وخارجيا?ٍ.
وأشار البيان الصادر الثلاثاء إن الحملة تهدف أيضا?ٍ إلى التأكيد على أهمية مبدأ الاعتذار والاعتراف بالخطأ كواجب أخلاقي ومتطلب رئيس لتجاوز إرث الماضي الثقيل? وما أنتجه من أزمات ومشاكل وتحديات مختلفة? بالإضافة إلى المساهمة في الوصول إلى إدانة مجتمعية واعية لثقافة الحروب والممارسات والأعمال القمعية والتعسفية بكافة أشكالها وأنواعها تحت أي مبررات? والعمل على تعزيز وتحفيز أدوار المشاركة المجتمعية الفاعلة لحل ومواجهة الأزمات والمشاكل الوطنية داخليا?ٍ وخارجيا?ٍ? والبدء بخطوة عملية جادة في هذا المجال.
وجاء في البيان: “إننا في المركز اليمني لدراسة وتحليل الأزمات وبعد مشاورات عديدة أطلقنا هذه الحملة لإدراكنا التام أنه من المستحيل تجاهل الماضي أو نسيانه بدون الوقوف أمامه بمسئولية حقيقية مدركة لما نتج عنه? وبدون هذا سيظل دائما?ٍ يطفو على سطح الحياة السياسية والمجتمعية مما قد يولد ارباكا?ٍ للمشهد اليمني الذي يحاول إعادة ترتيب وضعه الداخلي والخارجي”.
وبحسب البيان فإن إطلاق الحملة جاء بالتزامن مع احتفالات وأفراح الكويت وشعبها الشقيق بالعيد الوطني الثالث والخمسين وذكرى يوم التحرير الثالث والعشرين? وتأكيدا?ٍ لرغبة اليمنيين الجادة في تعزيز العلاقات وتمتينها مع الكويت الشقيق.
ودعا إلى البدء في اتخاذ خطوات مجتمعية جادة في طريق حل وتسوية النزاعات والصراعات الداخلية والخارجية? والتخفيف من آثارها وانعكاساتها كمحاولة جادة لتعزيز وتحفيز دور المجتمع لحل ومواجهة الأزمات والمشاكل الوطنية? وتحقيق وإعادة بناء السلم الاجتماعي.
والمركز اليمني لدراسة وتحليل الأزمات هو أول مؤسسة مدنية غير حكومية وغير ربحية? تعمل بحيادية ومهنية في مجال دراسة ومواجهة الأزمات والمشاكل المختلفة والنزاعات بهدف الاسهام في حلها وإدارتها والمساعدة على تخطيها وتجاوزها? إضافة إلى التنبيه الم?ْبكر لحدوثها وأيضا?ٍ غرس وتعزيز ثقافة الديمقراطية والحقوق والحريات ومفاهيم المدنية والتعايش وبناء السلام في أوساط المجتمع.