التوتر وتمترس للمليشيات المسلحة في عمران
التوتر ي?ْخيم على مدينة عمران, التي تبدو كما أنها تنتظر جولة حرب عنيفة بين الحوثيين, من جهة, وتجمع الإصلاح وحلفائه العسكريين والقبليين, من جهة ثانية. القلق واضح في المدينة, وعلى أوجه أهلها, في ظل تحشيد بالسلاح ولمقاتلين من قبل طرفي الصراع.
تعيش المدينة حالة احتقان كبيرة, وتبدو كما لو أنها ساحة حرب مرتقبة بين طرفي الصراع, لا سيما بعد انسحاب حلفاء حزب الإصلاح الى المدينة بعد هزيمتهم أمام مقاتلي جماعة الحوثي في “العصيمات” داخل قبيلة حاشد.
تمكن مقاتلو جماعة الحوثي من دخول منطقة “الخمري” فجر الثاني من فبراير الجاري, وفجروا منزل الشيخ الأحمر هناك, بعدها, انسحب مقاتلو أولاد الأحمر, وجنود اللواء 310 مدرع, الذي يقوده حميد القشيبي, إلى مدينة عمران.
ومذاك, عمل هؤلاء على تعزيز قوتهم داخل هذه المدينة, فيما اتسع نشاط وحضور جماعة الحوثي فيها, وفي المناطق المحيطة بها.
فجر الجمعة الماضي, تفجرت مواجهات بين الجانبين, في “حارة بيت الفقيه” في المدينة, وأدت إلى قتل شخصين, وإصابة 4 آخرون, من الجانبين. أدت تلك الاشتباكات إلى تصاعد مخاوف تفجر الحرب بشكل واسع في المدينة? إلا أنه تم احتواؤها بتدخل قوات أمنية وعسكرية.
أشرقت شمس الجمعة الماضي على أهالي المدينة على غير عادتها? إذ عاش الناس حالة هستيرية, مخيرين ما بين النزوح من مدينتهم, أو بين المغادرة بأسرهم والبقاء في المدينة لمواجهة مخاوف يومية من تفجر الحرب.
زارت “الشارع” مدينة عمران, أمس وأمس الأول, لمعرفة ما جرى ويجري هناك, كنا نحمل سؤالا?ٍ واحدا?ٍ: ما الذي يجري في مدينة عمران?! إلا أن الردود المتضادة للأهالي, وطرفي الصراع, جعلتنا ن?ْكرس جانبا?ٍ من جهدنا لمحاولة معرفة تفاصيل اشتباكات فجر الجمعة الماضي.
تعيش المدينة هدوء?ٍ تاما?ٍ في النهار, فيما ي?ْخيم عليها حالة من الخوف والتوجس ليلا?ٍ. هذا الهدوء يبدو كاستثناء بالنسبة لـ”حارة بيت الفقيه” التي يتواجد فيها مسلحو الطرفين, بشكل كبير وواضح.
يمكن مشاهدة مسلحين حوثيين عدة داخل “حارة بيت الفقيه” كما ي?ْمكن مشاهدة مسلحين يتبعون تجمع الإصلاح وحلفاءه.
الهدوء ي?ْخيم على بقية أحياء المدينة, فيما يبدي الأهالي حالة من القلق خوفا?ٍ من انفجار الوضع. لم أشاهد مسلحين للجانبين في بقية أحياء المدينة? إلا أن عددا?ِ من الأهالي أكدوا أن مسلحي الجانبين في حالة استعداد غير ظاهرة? إذ يتمركزون داخل منازل في أغلب الأحياء وعند بدء المواجهة ستحدث حالة فرز بين الطرفين.
هناك تعزيزات أمنية على مداخل ومخارج المدينة, وشاهدنا نقاطا?ٍ أمنية عدة داخل المدينة. ويطالب الأهالي بأن تقوم الدولة بواجبها في ضبط الأمن, ورفع المسلحين, لا سيما الذي من خارج المدينة, بما يحول دون تفجر مواجهات واسعة بين الجانبين”.
بدأت المشكلة قبل نحو عامين على “مسجد لكشيح” الواقع في “حارة بيت الفقيه” حيث اختلف الجانبان على خطيب وإمام هذا المسجد. وتطور الخلاف, وتم, مذاك, إغلاق المسجد, الذي مازال مغلقا?ٍ حتى اليوم.
في “مستشفى الماخذي” الواقع جوار جامعة عمران, مازال يتواجد مصابا جماعة الحوثي, اللذان أصيبا في اشتباكات فجر الجمعة الماضي. زرنا المستشفى, والتقينا بالمصابين, وهما إبراهيم هاشم شرف الدين القارة, وعبد الإله محسن الطبيب. ولم تتمكن الصحيفة من زيارة المصابين التابعين للإصلاح جراء رفض أعضاء الإصلاح ذلك.
يسرد إبراهيم ما حدث: “تم الاعتداء على بعض الإخوة في “بيت الفقيه” اعترضوا (يقصد مسلحي الإصلاح) أحد الإخوة (يقصد محمد حمدين) في بيته, والمركز (الثقافي التابع لجماعة الحوثي المقام في هذا الحي منذ نحو عامين). كانوا يعترضون إخواننا عبر نقاط تفتيش وتمترسات أقاموها في الحي وحول المركز”.
ويشير إبراهيم إلى أن أجهزة الأمن قامت, بعد اتفاق وقع بين الجانبين, “بإنهاء التقطعات? إلا أن حزب الإصلاح أخل بالاتفاق, وفي اليوم الثاني اعتدوا على المركز التابع لنا في الحي”.
يقول إبراهيم إنه, وعددا?ٍ من رفاقه, اتجهوا نحو “حارة بيت الفقيه” لمعرفة ما حدث? إلا أنهم فوجئوا “بتقطع مليشيات الإصلاح” لهم. ويفيد إبراهيم بأنه كان بين من تقطعوا لهم مسلحون لم يتعرفوا عليهم, لأنهم “ليسوا من المنطقة”: “ما أدري هم عسكر أو غيرهم”.
يقول: “قبل أن نوصل إلى “حارة بيت الفقيه” تقطعت لنا سيارة من الأمام, وسيارة من الخلف, وسيارة كانت متمترسة أمام بيت شوارب الخدري, وقام المسلحون الذين على هذه السيارات بإطلاق النار علينا, فأصبت أنا وعبد الإله”, وأضاف: “قبل أن نصل إلى منزل محمد حمدين كانت هناك قطاعات وحصار للمنطقة من كل الاتجاهات من بل مسلحي الإصلاح”.
أما عبد الإله محسن الطبيب, فيقول: “بعد إصابتنا بقينا حوالي ساعة إلا ربع ونحن ننزف وهم حولنا ولم يسعفونا”.
إبراهيم المضواحي, أحد أتباع جماعة الحوثيين ويعمل مدرسا?ٍ في إحدى مدراس عمران, ويسكن في “حارة بيت الفقيه” قال: “يوم الثلاثاء (الماضي) نصبت مليشيات الإصلاح ن