صنعاء على موعد مع حرب قادمة على زعامة اقليم آزال
ربما.. أخذت قضية الوحدة اليمنية أكبر مساحة في نقاشات مؤتمر الحوار الوطني الشامل, الذي استمر أكثر من تسعة أشهر, وتأخر كثيرا?ٍ عن المدة الزمنية المقررة له وأعاق تأخير انتهاء مؤتمر الحوار العديد من القضايا الجوهرية الأخرى, كقضية البدء في صياغة الدستور الجديد وإقرار قانون جديد للانتخابات والبدء في إجراءات العملية الانتخابية وفقا?ٍ للشكل الجديد للدولة وعدد الأقاليم التي تم التوصل إليها.
تحت حجة التوزيع العادل للسلطة والثروة, وبدأت فكرة “الأقلمة” في اليمن, فالتوزيع العادل للثروة والسلطة, هو العنوان الذي أقرت تحته الفيدرالية, غير أنه عنوان مهذب لمسألة جوهرية وحساسة في اليمن وهو الصراع على السلطة والثروة على مدى تاريخ اليمن القديم والحديث, بحسب ما يراه مراقبون.
ويشير المراقبون إلى أن معرفة التاريخ السياسي الذي أتت منه الدولة اليمنية الموحدة وقبل تلك دولتا الشمال والجنوب, يمكن من التعرف على طبيعة ذلك الصراع التاريخي على الثروة والسلطة في اليمن, كما أن التقسيم على ستة أقاليم الآن يعكس إلى حد ما تلك الروافد التاريخية للمناطق التي تكونت منها الدولة اليمنية الراهنة.
إلى ما قبل 1990م لم يعرف اليمن دولة سياسية على الحدود التي هو أكبر من الدولة الراهنة ويشمل كل أجزاء جنوب الجزيرة العربية, بما في ذلك أراض تحت سيادة المملكة السعودية وسلطنة عمان.
يعتقد عدد من السياسيين أن النظام الفيدرالي الجديد المطروح لحل قضية الوحدة اليمنية هو مؤامرة دولية بمباركة خليجية على اليمن لتقسيم اليمن إلى دويلات تحت لافتة الفيدرالية لإضعاف قوته لصالح الجيران الذين يرون في قوة اليمن مصدر تهديد لهم.
ويرى مراقبون سياسيون, بأنه تم تقسيم اليمن وفقا?ٍ لمعايير تقود إلى خلق فوضى وحروب واقتتال, وليس على أسس جغرافية واقتصادية واجتماعية, وإنما وفقا بما يتماشى مع مصالح الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية, والتي تسعى للسيطرة والتحكم على أهم المنافذ البحرية, والموانئ الهامة في عدن والحديدة, والتي تتمركز مصالحها فيها.
وأكد المراقبون على أنه سيتم تسليم قاعدة العند وباب المندب إلى قوات دولية, وتقسيم عدن بين الدول الأجنبية وحلفاء محليين يكونون في الصورة, والذين بدورهم سيخوضون مواجهات مع خصومهم في بقية المحافظات.
كما ستدعم عصابات من بعض القبائل في المحافظات لتظل في مواجهة مستمرة مع الأقاليم المحاددة حتى لا يكثر عدد السكان أو يتسلل مواطنون من أقاليم أخرى, حيث سيتم تسليم إقليم آزال للحوثي, وإقليم الجند للإخوان المسلمين, وحضرموت للصوفيين.
وأشار المراقبون إلى أن ملامح اليمن الفيدرالي تتجلى بوضوح من خلال ما يحدث حاليا?ٍ في العاصمة صنعاء, والتي باتت مقسمة بين القوى المتصارعة, والتي تستعد للحرب من أجل السيطرة على إقليم آزال, فأنصار الله “الحوثيين” يسيطرون على طريق المطار, الجراف, حزيز. فيما يستولي أولاد الأحمر على منطقة الحصبة وصوفان, في حين يتمركز علي محسن, في مذبح ومقر الفرقة الأولى مدرع, تاركا جامعة الإيمان لحلفائه الإخوان المسلمين, في الوقت الذي بات لتنظيم القاعدة مكانا?ٍ في العاصمة, حيث يتركز تواجدهم في منطقة سعوان وما حولها.
أما الرئيس السابق, علي عبدالله صالح, فيتركز وجوده على وسط العاصمة الممتد من الدائري الى حدة والصافية والستين, وهذا ما يعني أن العاصمة على صفيح من نار, ولن تكون صورة اليمن الفيدرالي مختلفة كثيرا?ٍ عما تعيشه العاصمة صنعاء اليوم.
وفي حين ترى الأطراف السياسية الأقوى في البلاد هذه الصيغة الأخيرة بأنها الأنسب لوقف التوجه نحو العودة بالبلاد إلى التشطير السابق لليمن, تصاعدت مخاوف في الوسط السياسي اليمني من عواقب تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم, لأن هذا التوجيه قد يضاعف التقسيم المجتمعي من شطرين الذي يحاولون الهروب منه إلى ستة أقسام, وسيقسم هذا التوجه المناطق الموحدة أصلا في الشمال والجنوب إلى أقسام عديدة وسيتسبب في مشكلة قد تكون أكثر خطورة على مستقبل البلاد من التقسيم إلى شطرين.
وكانت دراسة متخصصة, توصلت إلى أن تنظيم القاعدة الدولي ينتظر بفارغ الصبر تطبيق نظام التقسيم الفيدرالي في اليمن ليتمكن من بتر أحد الأقاليم الناشئة عن التقسيم ليعلن أول “إمارة إسلامية” مكتملة الأركان في شبه الجزيرة العربية.
وقدمت الدراسة التي أجراها مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام, لرصدا لمواقف بعض قيادات ما يسمى “أنصار الشريعة” القاعدة في شبه جزيرة العرب من مؤتمر الحوار ومشروع الفيدرالية وتحليلا لهذه المواقف خلص إلى أن التنظيم المسجل عالميا?ٍ في رأس قائمة الإرهاب يدفع بطرق عدة أغلبها غير مباشرة, باتجاه إقرار الفيدرالية في اليمن واستدل التقرير بأدبيات سابقة للقاعدة تتحدث عن ضرورة اجتزاء جزء من الأراضي اليمنية ليكون منطلقا لدولة قاعدية تسعى لضم باقي أرجاء الجزيرة العربية.
الكاتب والمحلل السياسي العربي عبد الباري عطوان, عبر عن مخاوفه من تقسيم اليمن إلى أقال