دراسة أكاديمية: التغطية الإعلامية للمواقع الإلكترونية للحوار الوطني متدنية
خلصت دراسة أكاديمية حديثة لباحثة يمنية إلى تدني مستوى التغطية الإعلامية في المواقع الإلكترونية اليمنية لموضوع الحوار الوطني مقارنة بحجم تأثيره وأهميته بالنسبة لليمنيين.
وأعزت الباحثة وئام عبدالملك أبوالغيث أسباب ذلك إلى التكاليف المالية البسيطة للمواقع الإلكترونية? ومحدودية مصادر الدخل لها واعتمادها على محرري? الموقع الرئيسيين دونما النشر من وكالات الأنباء العالمية والعربية? وعدم اهتمام المواقع بتقديم مادة تحليلية لفعاليات مؤتمر الحوار كما اقتصرت التغطية الإعلامية على نقل بعض فعاليات المؤتمر فقط? وأوصت الباحثة المواقع الصحافية اليمنية على شبكة الإنترنت إلى إعطاء المزيد من الشراكة مع القارئ في التفاعلات واستطلاعات الرأي.
وشملت الدراسة – التي نالت الباحثة بموجبها درجة البكالوريوس من قسم العلاقات العامة بكلية الإعلام- موقعي مأرب برس الإخباري(المستقل) وموقع 26 سبتمبر التابع للجيش اليمني (الرسمي) دراسة تحليلية وصفية.
وأشارت الباحثة إلى أن السياسية التحريرية كانت مسئولة عن ترتيب أولويات القضايا التسع في التغطية الإعلامية? فقد توصلت الدراسة أن موقع مأرب برس الإخباري اهتم بالقضية الجنوبية وأعطاها نسبة(46%) على بقية القضايا الأخرى وهي النسبة الأعلى? موضحة?ٍ أن ذلك قد يعود إلى أن السياسية التحريرية تعتبر القضية الجنوبية هي محور القضايا جميعها? ويتعلق عليها فشل مؤتمر الحوار الوطني من نجاحه. فيما اهتم موقع 26 سبتمبر بقضية الجيش والأمن بنسبة (27%) مشيرة?ٍ أن السياسة التحريرية للموقع هي وراء الاهتمام بقضية الجيش والأمن بالمقارنة بمختلف القضايا? كما أن نسبة التفاوت في التغطية الإعلامية لمختلف القضايا غير متباينة بشكل كبير في موقع 26 سبتمبر.
وقالت الدراسة: “كان هناك تفاوت واضح في الاهتمام بالقضايا? إذ كان هناك تقارب في اهتمام موقع(26 سبتمبر) بكل قضايا مؤتمر الحوار الوطني الشامل? بينما يكاد أن يكون منعدما اهتمام مأرب برس ببعض قضايا المؤتمر كقضية( الحكم الرشيد)” التي بلغت نسبتها0.96%”.
وأشارت الدراسة إلى أن الاتجاه المؤيد للحوار الوطني هو السائد في موقع مأرب برس بنسبة( 97.12%) وهي نتيجة متوقعة? بينما حصل الاتجاه المعارض على ما نسبته(2.88%) وكانت مرتبطة ارتباطا مباشرا بالقضية الجنوبية. فيما كان الاتجاه المؤيد للحوار الوطني في موقع (26 سبتمبر) يصل إلى (100%) يعود ذلك إلى الصبغة الرسمية (الحكومي) للموقع المؤيدة للحوار الوطني.
وأوضحت أبو الغيث في دراستها أن الموقعان سعيا بشكل واضح إلى تأييد كل قضايا مؤتمر الحوار الوطني الشامل? وهو الاتجاه العام الذي سعت إليه أغلب الوسائل الإعلامية في تغطيتها لموضوع( مؤتمر الحوار الوطني الشامل).
وقالت الدراسة أن فني? الصحافة الخبر الصحفي والتقرير وجدا تقاربا?ٍ كبيرا?ٍ في النسب المئوية في موقع مأرب برس الذي بلغت مواده الصحفية خلال فترة الدراسة (104 مادة)? وبينت الدراسة أن الخبر الصحفي حصل على المرتبة الأولى بنسبة(46.15%) يليه على الترتيب التقرير بسنبة (45.19%)? ثم الحديث الصحفي بنسبة(8.65%)? بينما لم يحصل التحقيق والاستطلاع على أي نسبة.
وأشارت الباحثة إلى أن موقع( مأرب برس) خصص (104مادة صحفية) من أصل (2251) خلال المدة الزمنية للدراسة? واعتبرت ذلك تدنيا?ٍ في التغطية بالنسبة للقضية مقارنة بأهميتها.
وعقبت الدراسة على نتائج استخدام الفنون الصحفية بالقول: “تبين عدم سعي الموقع لاستخدام أكثر من قالب في تغطيتها لموضوع( مؤتمر الحوار الوطني الشامل)? وعدم استخدام الموقع لقالبي( التحقيق والاستطلاع) فقد يكون ذلك مرتبطا بطبيعة العمل في المواقع الإلكترونية الإخبارية? التي غالبا ما تسعى إلى نشر الخبر أثناء وقوعه? كما أن نسبة الأخبار والتقارير تعد جيدة وتدل على وجود فريق صحفي جيد يقوم بتغطية أحداث موضوع مؤتمر الحوار? وبما أن موقع( مأرب برس) مستقل فيحتاج إلى إبداء رأي? بحيث تتناسب تلك الآراء مع السياسة التحريرية للموقع وكان ذلك سببا في ارتفاع نسبة قالب التقرير? وإلى المصداقية فتمثل ذلك بالخبر الصحفي”.
فيما توصلت الدراسة بخصوص موقع (26سبتمبر) الذي وصلت مواده الإعلامية حول موضوع الدراسة إلى (199مادة) من أصل(1774)? مشيرة?ٍ إلى أن الخبر الصحفي وصل إلى (74%) فيما التقرير (19%) والحديث الصحفي(6%) وعقبت الدراسة بالقول:” يظهر أن نسبة الخبر هي الأعلى وبشكل واضح? ويرتبط هذا أيضا بأمر ارتفاع نسبة اعتماد الموقع على الوكالات المحلية? فغالبا ما تكون أخبار الوكالات جافة وتعد نسبة التقارير مقبولة نظرا لاحتواء التقارير غالبا على رأي? والذي يسعى الموقع إلى تجنبه? كونه يتبع التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع اليمنية? تعد متواضعة لكن طبيعة العمل في المواقع هي من تفرض على المواقع الإخبارية نشر الخبر بشكل فوري وحجم صغير? فالأخبار على المواقع لا تحتمل التفاصيل”.
وقالت الدراسة:”إن المواقع الرسمية تعتمد على الأخبار