جنيف 2 نقطة تحول في تاريخ سوريا ..
ينظر العالم إلى مؤتمر جنيف 2 بترقب الى ما سيخرج به من مخرجات من شأنها
تحفظ سيادة سوريا وأمنها واستقرارها .. لان ما جرى ويجري في سوريا من
تكالب عالمي وحرب لم تكن بالسهلة .. حيث زج بآخر الأوراق أمريكا وإسرائيل
فيها وهي الورقة التكفيرية والعناصر التي جندتهم أمريكا طيلة سنوات طوال
ليخدموا مشروعها الاستعماري في المنطقة .. ويصبحوا بعد ذلك وقودا لحرب
أمريكية صهيونية تستهدف سوريا فكل الرهانات سقطت وحرقت معها كل الأوراق
وسدت جميع الطرق التي أرادت أمريكا من خلالها الدخول إلى سوريا العروبة
والمقاومة من اجل إخضاعها وإسقاطها في مستنقع العمالة والارتهان ..
طبعا نحن ننظر كمتابعون للأحداث الجارية في سوريا وصلت إلى النهاية وبهذا
سوريا انتصرت .. فما الوصول إلى مؤتمر جنيف 2 إلا دليل على نهاية التآمر
على سوريا ويعتبر نقطة تحول في تاريخ سوريا .. لا سيما وان سوريا صمدت
أمام أعتى الحروب والتكالبات العالمية .. فثلاث سنوات من الصمود والقوة
على الأرض جعلت الموازين تتغير- وتتغير معها المعادلات السياسية
والعسكرية .. ففي الوقت الذي كان يؤمل قادة المشروع التكفيري الأمريكي
إلى إطالة أمد الحرب .. حيث كانت تقديراتهم بان طول الحرب ستوهن عزيمة
الجيش والقيادة السورية والشعب السوري وستضعف وتنهار .. حينها سينقضون
على سوريا وتكتمل الخطة لكن المفاجئة الكبرى التي قدمها الجيش العربي
السوري والقيادة السورية في الأشهر الأخيرة كانت رسالة واضحة للمتآمرين
على سوريا بأننا لازلنا نحن من يتحكم بمسار الحرب ولازلنا نمسك بزمام
الأمور وأننا على الأرض ثابتون لا تهزنا العواصف والأنواء والرياح
الشديدة .. فالانجازات التي يحققها الجيش العربي السوري على الأرض جعلت
من قادة الحرب على سوريا يتخبطون ويدركون أن سوريا العربية ليست لقمة
صائغة لابتلاعها ..
كما أن الأحداث والمواقف أثبتت أن الرئيس الدكتور بشار الأسد استطاع أن
يقهر أمريكا ويهزم جحافلها وأدواتها القذرة فهو فعلا يستحق أن يطلق عليه
زعيم القومية العربية فهو من رفع رأس كل عربي وقومي .. فالصمود الأسطوري
لسوريا في وجه الطغيان وأمام حرب لم يحصل مثلها في التاريخ يثبت وبجلاء
على قوة إرادة الشعب السوري ورباطة جأش جيشها العربي السوري الذي بني على
عقيدة قتالية صحيحة جعلته يصمد أمام الاستكبار وكذلك حنكة القيادة
السورية في تعاملها مع هكذا حرب ..
وأمام هذا الصمود الأسطوري أدركت دول الاستكبار العالمي أن الاستمرار في
الحرب ضد سوريا شعبا وجيشا وقيادة لن يصل بهم إلى ما كانوا قد خططوا له
فلا بد من الولوج في مؤتمر جنيف 2 ودعوة دول إقليمية للحضور في المؤتمر
لمدارسة الوضع السوري والخروج بما يحفظ ماء وجه أمريكا والدول التي تآمرت
على سوريا .. ولو على الأقل انتقال للسلطة والذي أبداه وزير خارجية
أمريكا في أول يوم لانعقاد المؤتمر لكن ماذا كان يخبئ الفريق السوري من
مفاجئة جعلت المؤتمرين يدركون حجم خطورة المشروع التكفيري الأمريكي الذي
ضرب سوريا .. حيث تحدث رجل السياسة وزير خارجية سوريا وليد المعلم مخاطبا
لهم قبل الخوض في أي قضية لا بد من تكاتف المجتمع الدولي لمساندة سوريا
على مكافحة المشروع التكفيري الأمريكي قبل كل شيء ووقف دعم الدول التي
قادة الحرب على سوريا .. ففريق سوريا الذي حضر جنيف كان فريقا مخضرما
يقوده رجل السياسة وزير الخارجية وليد المعلم مع مجموعة من النخبة
والقيادات السياسية التي تمثل ثقل سوريا وقوتها وصمودها أمام حرب عالمية
وتكالب لا مثيل له في التاريخ .. فهم فعلا يستحقون أن يمثلوا هذا البلد
العربي الذي لم ولن يركع للمستعمر الأمريكي والخارجي ..
فكان دخول سوريا إلى مؤتمر جنيف 2 قوي جدا والسقف عالي ومرتفع ينبأ عن
المصلحة الوطنية والحرص على امن واستقرار سوريا وتطهيرها من الرجس
التكفيري .. وهذا كان محرجا للمجتمع الدولي ولقادة الحرب على سوريا وعلى
أمريكا نفسها من تدعي أنها تحارب ما يسمى بالإرهاب .. فيما أحداث سوريا
كشفت هذه اللعبة الاستخباراتية القذرة وأثبتت أن هذا المشروع التكفيري هو
من صنع أمريكا وهي من أنشأته مع بريطانيا .. ليكون ذريعة لاستعمار
البلدان العربية والإسلامية وأيضا ضرب الإسلام من الداخل وتوجيه بوصلة
العداء إلى داخل الأمة بدلا من توجيهها إلى العدو الحقيقي لهذه الأمة ..
فالازدواجية للسياسة الأمريكية في هذه المؤامرة باتت واضحة هنا تدعمهم
بكل وسائل الدعم السياسي والعسكري وهناك تحاربهم وتزعم أنهم خطر على
العالم ..
في الأخير الرهان هو على ما يتحقق على الأرض فهو الحكم وهو الذي سيحدد
مستقبل سوريا والى أين ستتجه الأوضاع وتؤل إليه .. وهذا ما يحققه الجيش
العربي السوري كل يوم في تطهير سوريا من رجس أمريكا وعملائها .. وما تقوم
به القيادة السورية من مناورات سياسية وإعلامية وحكمة في القيادة
العسكرية واختيار الوقت والزمان في حسم أي معركة من شأنها قسم ظهر هذا
المشروع التكفيري الأمريكي