تكريم الشاعر وهيب نديم وهبة في حيفا!
المجلس المل?ي? الأرثوذكسي? الوطني في حيفا أقام ندوة تكريمية للشاعر وهيب نديم وهبة? لإشهار كتابه “الـبـحـر والـصـحـراء”? وقد شارك في الأمسية كل من د. فهد أبو خضرة? وسعاد قرمان? ود. محمد خليل? في الحديث عن كتابه الأخير? كما شارك كل من كريمته غادة وهيب وهبة? ويوسف خوري رئيس المجلس الملي? الارثوذكسي? الوطني? في حيفا? ورشدي الماضي? في الحديث عن شخصه وإبداعه? وذلك وسط حضور كبير من المثقفين والأصدقاء والأدباء بتاريخ 16.01.2014? في قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسي?ة- شارع الفرس 3? حيفا? وقد تولى عرافة الأمسية: الأديب والإعلامي نـايـف خـوري? وقد أنهى الشاعر وهيب الأمسية بكلمة شكر فيها الحضور? وألقى قصيدتين قصيرتين? ومن ثم تم? تكريمه بدرع المجلس الملي? الأرثوذكسي? الحيفاوي?? وتكريم كريماته له بلوحة تحمل منجزه الأدبي? وبروح الحميمة والمحبة تم? التقاط الصور التذكارية!
جاء في كلمة د. فهد أبوخضرة: قبل سنوات الثمانين من القرن الماضي? كان الشعراء والأدباء يكتبون على أغلفة كتبهم نوع?ِ النص? الذي يحتويه كل? كتاب منها? نحو شعر? رواية? مسرحي?ة? قصص قصيرة وإلخ? وحتى حين يكسرون أحادية النوع? كانوا يسج?لون ذلك واضح?ٍا على الغلاف أيضا? من ذلك ما نجده عند توفيق الحكيم مثلا? حين كتب على غلاف كتابه الذي سم?اه “بنك القلق” الكلمة المنحوتة من اسم?ِي? نوعي?ن أدبيي?ن وهي مسرواية? (مسرحي?ة رواية). أما بعد سنوات الثمانين فقد صار الكثيرون من الشعراء والأدباء يكتبون على أغلفة كتبهم كلمة نصوص بصيغة الجمع? أو كلمة نص? بصيغة المفرد? متجاوزين بهذا تحديد النوع.
في المرحلة التي كانوا يسجلون فيها نوع النص على الغلاف? كان النقاد والباحثون يحترمون رأي الشعراء والأدباء? ويتعاملون مع محتويات كل كتاب? بناء?ٍ على ما سج?له صاحبه على غلافه? أما في المرحلة الثانية? فقد أخذ بعض النقاد والباحثين على عاتقهم تصنيف المحتويات قبل التعامل معها? بينما تجاهل بعضهم الآخر مسألة التصنيف? وتعاملوا مع المحتويات باعتبارها إبداع?ٍا أدبي??ٍا? وقد خلق هذا الأمر كثير?ٍا من الفوضى? ولكل مبدع أو ناقد أو باحث أو م?ْتلق??ُ أن ينظر إلى هذه الفوضى بشكل إيجابي? أو سلبي?? وذلك بحسب ثقافته ومواقفه. أما أنا فأراها سلبية جدا? وأظن أنها لن تكون إلا مرحلة عابرة في حركتنا الأدبية المحلية على الأقل.
صديقنا وهيب وهبة في مؤلفه “البحر والصحراء” الذي يضم أربعة كتب? اختار أن يكتب على الغلاف “مسرحة القصيدة العربية”? مازج?ٍا بين المسرحية والقصيدة? وقد أشار هو نفسه غلى ذلك في تقديمه للكتاب الأول “المجنون والبحر”? حيث قال: إن? مسرحة القصيدة عملية دمج كلمتي?ن? مسرح وقصيدة ص 14.
لكنه في تقديمه للكتاب الثاني “خطوات فوق جسد الصحراء” قال: في تجربتي الثانية مع مسرحة القصيدة العربية? هنا مزيج لجميع عناصر الأدب مع?ٍا يتوافق مع النص ص67.
وفي هذا توسيع واضح لمعنى المسرحة? والتعامل مع النصوص التي يضمها هذا الؤالف بكتبه الأربعة? يجب أن يكون بحسب رأيي منطلقا من هذا الدمج? ولكن باعتبارها شعر?ٍا في الاساس أضيفت إليه المسرحة? وما يدخل في نطاقها كعنصر تجديدي?? يبرر الابتعاد هنا وهناك عن عناصر الشعر? والاقتراب إلى عناصر المسرح أو القصة أو غيرهما من أنواع أدبية? ثم العودة إلى الشعر وهكذا? وذلك لأنني أومن أن? أي? تعامل آخر مع هذه النصوص يمكن أن يسيء إليها? فإذا بدأنا بكتاب المجنون والبحر وهو الكتاب الأول? وجدنا الحلقة الأولى تبدأ لغة نثرية? مكتوبة بأسطر غير جارية على طريقة الشعر الحر? واللغة النثرية في هذه البداية ترتبط بالمسرح أكثر بكثير من ارتباطها بالشعر? ثم يبدأ الانتقال تدريجي??ٍا من الواقع الحياتي الم?ْعاش ص15. وهو طبع?ٍا يقصد الم?ِعيش. ثم يبدأ الانتقال تدريجي??ٍا باتجاه الشعر? دون أن تختفي اللغة النثرية تمام?ٍا? فنقرأ قوله مثلا في الصفحة التالية: “وهذا الخيال يجمع البحر في زجاجة? ويجعل الرمل بين الوهم? هذا الفرح الهارب من النوافذ العالية بالأشواق وأحلام الناس. ص16
الحلقة الثانية أبدا بما يسمى في الكتابة المسرحية بالنص المرافق? وهو نص? نثري? بصورة تام?ة? بعد هذا النص? ترد العناصر المسرحي?ة الأخرى متحدة بعناصر الشعر أو منفصلة عنها? وتستمر? بعد ذلك الحلقات على نفس النهج? باستثناء الحلقة الخامسة التي جاءت مختلفة عم?ا قبلها وعم?ا بعدها من حيث البناء? إذ لا تبدأ بلغة نثرية مرتبطة بالمسرح? ولا بنص? مرافق? وإنما تبدأ بقول للمجنون فيه الكثير من الشعر وهو كما يلي: “قمران عيناك وهذا المساء/ شاحب الألوان باهت?َ يرسم على ضفاف الحلم/ الوردي الشفاف جفاف العمر” ص29.
في الكتاب الثاني “خطوات فوق جسد الصحراء” يتسع مفهوم المسرحة? ليشمل أجناس?ٍا أدبية مختلفة? ولكن الأساس يظل م?ْماثل?ٍا للكتاب السابق “المجنون والبحر” من حيث المسرحة. لا يتكو?ن الكتاب الثاني من حلقات ذات أعداد ترتيبية واضحة? وإنما استعملت فيه كلمة ا