التاريخ: الرئيس صالح وحد اليمن ومزقه (الموفنبيكيون)
إن التاريخ عادة?ٍ لا ي?ِذك?ْر ولا ي?ْذكر بالتفاصيل? وإن ذكرها تكون في أحسن تقدير مشوهه ومختلطة في بعضها أو مزورة في معظمها أو من صناعة المنتص?ر في المرحلة الزمنية المعينة بذاتها التي قامت بكتابته لخدمة مصالحها. لذا فإن التاريخ عادة?ٍ مايذكر العناوين الكبيرة المكتوبة ببساطة وبجلاء ووضوح.
قد يذكر التاريخ على سبيل المثال بأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو من قام بتوحيد اليمن ولن يذكر تفاصيل الشيطان بأنه أيضا?ٍ كان المسؤول عن تمزيقه وعن تفشي الفساد ونشر الفتن بين الناس وتدمير التعليم والثقافة والأخلاق والتنازل عن أراضي البلاد وتجهيل الشعب والتآمر عليه.
وقد تكون أيضا?ٍ من العنوانين التاريخية البارزة? “أنه بعد أن قام صالح بتوحيد اليمن تآمر عليه الكثير من الأعداء في الداخل والخارج وقاموا بمحاولة إغتياله وهو يؤدي صلاة الجمعة في محراب الجامع مع مجموعة من رجالات الدولة اليمنية وذلك إنتقاما?ٍ على قيامهم بتوحيد اليمن.
ورغم فشل محاولة الإغتيال إلا أن الأعدأ أستطاعوا أن يحكموا السيطرة على البلاد بعد إخراجه منها للعلاج إلى الجارة السعودية التي شاركت أصلا?ٍ في إرتكاب الجريمة”. وسيضيف التاريخ بأنه “ماإن إستتب لمتآمرين الأمر في البلاد حتى قاموا بإستدعاء الأجانب مع العرب والعجم ووضعوا اليمن تحت وصايتهم ومشورتهم. فقام الأجانب بجمع لفيف من 565 يمني من أتباع هؤلاء الخونه وغيرهم ليتولوا إلغاء الوحدة وتمزيق بلادهم وتقسيمها إلى أقاليم متعددة”.
وقد يواصل التاريخ كالآتي: “فأنتحل هؤلاء النفر من اليمنيين المنتدبين من الأوصياء الأجانب? الذين تم تسميتهم بالموفنبيكيين? صفة تمثيل اليمن دون أي مسوغ شرعي أو قانوني في عملية قرصنة دولية? وقاموا بالموافقة على تنفيذ مخطط تقسيم اليمن الذي تم رسمه في الخارج إرضاء?ٍا لشركات النفط الأجنبية مقابل الفتات من المال بالعملات الأجنبية التي كانت ترمى لهم يوميا?ٍ على موائد الخيانة ولمدة سنة كاملة هي زمن إنجاز هذا المخطط”. وقد يضيف التاريخ “إن هذه العملية الإجرامية تعتبر أكبر خيانة عرفها التاريخ في العالم من حيث أن أبناء البلاد هم أنفسهم من تولوا القيام بإرتكابها نيابة عن القوى الأجنبية في سابقة خطيرة من نوعها قد لا تتكرر في أي بلد? آخر? بينما تقوم كافة الشعوب الأخرى في المنطقة مثل الشعب المصري والسوري والتونسي وغيرهم في مناهضة التدخلات الأجنبية السافرة بكل أنواعها وأشكالها.
هذا ما قد يسجله التاريخ إن تم لا سمح الله تقسيم اليمن إلى أقاليم متعددة دون وجود مبررات موضوعية أصيلة سوى الإستهلال لمقدمات تقسيمه بشكل نهائي وكامل. فهل يعي هؤلاء (الموفنبيكيون)? كناية بإسم الخان الذي يحتضن مؤتمر الخيانة? ما هم مقدمون عليه? أم أن هذا لا يعنيهم?. إنه فعلا?ٍ لا يعنيهم وليس بأيديهم لأن وجودهم لا يمثل إلا تكملة عدد لأداء وظيفة (الكومبارس) المصاحب لتنفيذ المؤامرة بإحتراف سياسي فريد من نوعه لدرجة أنه لم يتم حتى الإلتزام باللوائح الداخلية والقوانين المنظمة لسير هذه العملية السياسية الموفنبيكية البيزنطية المبتكرة.
بينما تتم على نفس السياق الثوري مفارقات بنسبة 180 درجة عن المعطى اليمني? وهي خروج مصر من عنق الزجاجة وذلك بالإستفتاء بنعم على دستورها المعدل بتحد?ُ شعبي كبير ضد كل المؤامرات الخارجية بما يقضي نهائيا?ٍ على جماعات التطرف والزندقة والإرهاب? وتنطلق مجددا?ٍ لإكمال خارطة الطريق السياسية. وعلى نفس المستوى يصنع الشعب التونسي دستوره الجديد لإقامة دولته المدنية الحديثة. أما في سورية? فتزحف إليه كل قيادات الإستخبارات الغربية متوجهة?ٍ إلى قائده الأسد تستسمحه وتستعطفه للتعاون معها للقضاء على كل الإرهابيين الذين تم تصديرهم إلى بلاده? وذلك خشية من عودتهم لنشر الإرهاب في دولهم بما يعني إنتصار سورية الأسد على كل المؤامرات الإقليمية والدولية.
إذن ماذا سيسجل التاريخ بشكل عام عن اليمنيين الذين يمتلكون كل المقومات لبناء دولة حقيقية متكالمة سوى أنهم أستسلموا بكل رضى وخنوع لإرادة القله منهم المجرورة بأهوائها الفاسدة المجردة من كل القيم الوطنية والأخلاقية?
bassethubaishi@yahoo.com