أكبر منجز في تاريخ الوساطات

كوننا بلد تتجاذبه المصالح والنفوذ الداخلية والخارجية , وتسبح فيه الاستخبارات الأجنبية , ويقف فيه النظام والقانون متبلدا?ٍ فذلك يعني أن المشاكل تحيط بنا من كل جانب وبالتالي نحتاج لكل مشكلة وساطة , والوساطة في مشكلة تحتاج أخرى وربما ثالثة ورابعة وهكذا .

كثيرة هي الوساطات بحجم المشكلات , وبقدر النيات الصادقة والعزائم القوية – أو ضعفها وانعدامها – للوسطاء أو المكلفين بالوساطة فغالبها يفشل وقليلها يحقق النجاح .

أشعل علي عبدالله صالح الكثير من الحروب وافتعل الكثير من المشاكل وحين يستعصي عليه حسمها يلجأ لتشكيل لجان وساطة , خلال حكم صالح كان هلال يمثل الإطفائي لحروب صالح ومشاكله , بصدقه وإخلاصه نجح في المهام الموكلة إليه , وبوفائه وكلمته امتلك قلوب الآخرين , لدى الرجل ب?ْعد نظر وقوة شخصية لها مكانتها واحترامها لدى الجميع , هذه المكانة والمحبة جعلت منه هدفا?ٍ لخصوم النجاح فواجه الكثير من المتاعب والت??ْهم .

نجح حين فشل الآخرون في الحروب العبثية الظالمة التي أشعلها نظام صالح على صعدة فكان جزاؤه التهمة الشهيرة ( بنت الصحن ) , ومع احتدام حراك الجنوب الحقوقي وبرفقه زميله الدكتور صالح باصرة شخ??ِصا مشاكل الجنوب في 16 شخصية نافذة وما ع?ْرف بتقرير هلال – باصرة المهمل حتى اليوم .

وفي حكم هادي وبعد أن استعصت مشكلة دماج على لجان الوساطات المختلفة قرر هادي تكليف هلال بالمهمة ونجح , وأقل ما يمكن وصف هذه الوساطة بأنها أعظم وساطة ومنجزها أكبر منجز في تاريخ الوساطات لاعتبارات كثيرة يدركها خبراء الشأن .

جمال فريد :

قضية شائكة تلك التي ت?ْنتهك فيها الحقوق وت?ْبهض الأعمال والإنجازات , كم يحز في النفس حين تتفاجأ بأن المسئول عليك ( رئيسك في العمل ) قد احتكر إنجازك ونجاحك ون?ِس?ِب?ِه?ْ لنفسه غير مبال بتضحياتك وجهودك وتعبك وسهرك , وكم هو مؤلم أن ترى بأم عينيك إبداعك الفكري والثقافي , العملي والعلمي وقد تحول مساره ليصبح منسوبا?ٍ لغيرك .

يقف رئيسك في العمل أمام عينيك يتحدث للآخرين ووسائل الإعلام ببجاحة وانعدام حياء عن المنجز الذي أضناه وأتعبه , تموت بدلا?ٍ عن المرة ألف مرة وتشعر بالدوار وربما خررت صريعا?ٍ بفعل نوبة أو سكتة قلبية ليجد نفسه نزيل المقابر أو سرير العناية المركزة في مستشفى يستنزف ثمن المنزل .. من المؤسف قول : هذا حالنا ليس في اليمن ولكن في الشرق بشكل عام .

عبدالقادر هلال .. ربما يكون فريدا?ٍ ومتميزا?ٍ في هذا الجانب بجمال روحي آسر , يمتلك الرجل مصفوفة المحبة والإيثار والإعتراف بالآخرين وتشجيعهم على الإبداع والبذل والعطاء مما لم أسمعه أو أشاهده في غيره من مسئولي هذا البلد المنحوس بساسته .

ما رأيته في أي حديث أو في مقابلة تليفزيونية , إذاعية , صحفية , يتحدث عن نفسه وإنما عن نجاح الآخرين بجواره رافضا?ٍ نسبة النجاح إليه ومعترضا?ٍ على محدثيه ومحاوريه بأن الكل يساهم ويشارك في الأعمال , هذا الجانب هو ما يفتقده السواد الأعظم من ذوي المسئوليات الكبرى والصغرى حيث ينسبون النجاح لهم ويتجاهلون الآخرين الذين هم أساسه ولبناته في حين أن النجاح أحيانا?ٍ لم يكن للمسئول به ارتباط .

هلال .. بدء?ٍ بالنجاح الكبير على مستوى أمانة العاصمة في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها البلد ومعها فشلت حكومة باسندوة في تحقيق أدنى درجات النجاح , في الوقت الذي وصلت فيه إلى الدرك الأسفل من الفشل الماحق نجح هلال بشهادة الجميع هذا جانب .

خطيب الجامع الكبير بالروضة – صنعاء
المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام
hossien_alsoragy@hotmail.com