تفاصيل جديدة حول الهجوم و الاقتحام الذي تعرض له مجمع الدفاع بصنعاء
كشف مصدر عسكري رفيع لـ”الشارع” تفاصيل جديدة حول عملية الهجوم والاقتحام التي نفذها مسلحون على مجمع الدفاع العسكري (الع?ْرضي) صباح الخميس الماضي, في هجوم هو الأكبر والأعنف أدى الى مقتل 65 شخصا, وإصابة 215 آخرون.
وقال المصدر العسكري المطلع, الذي اشترط عدم ذكر اسمه, إن التحقيقات الأولية توصلت الى معلومات حول خطة الهجوم والاقتحام التي نفذها المسلحون الذين ي?ْعتقد أنهم من تنظيم القاعدة, الذي أعلن تبنيه للعملية وقال إنها استهدفت إحدى غرف التحكم بالطائرات الأمريكية بدون طيار.
وأوضح المصدر أن خطة الهجوم, كما توصلت إليها التحقيقات الأولية, بدأت بنشر عدد من المسلحين, في التاسعة من صباح الخميس, على ب?ْعد امتار من البوابتين الشرقية والغربية لمجمع الع?ْرضي, وأن المسلحين الذين تم نشرهم في البوابة الشرقية “قاموا بإطلاق النار على حراسات البوابة من اجل إرباك الحراسات والقوة الموجودة داخل مجمع الع?ْرضي, وقد تم ذلك بالفعل, فأغلب الجنود توجهوا إلى البوابة الشرقية”.
وأضاف: “فعلا نجحت خطة المسلحين? إذ لفتوا أنظار القوة الموجودة في مجمع الع?ْرضي نحو البوابة الشرقية, وبعد دقائق معدودة تم الهجوم الحقيقي على البوابة الغربية, ونفذه مسلحون يرتدون بدلات عسكرية وصلوا الى أمام البوابة على متن سيارة ترجلوا منها ثم أطلقوا الرصاص على جنود الحراسة بشكل مباغت وقاتل, تمكنوا بعد ذلك من دخول المجمع”.
وتابع: “استمر إطلاق النار في البوابة الشرقية, بين دقيقتين وأربع دقائق, بين المسلحين وحراسة البوابة, وبينما كان اهتمام جميع القوة الموجودة في المجمع بالبوابة الشرقية, حدث الاقتحام من البوابة الغربية, وتمكن المسلحون من قتل أفراد الحراسة, ودخلوا الى المجمع, وكانوا يطلقون النار على كل من يواجههم, وأطلقوا ثلاثة صواريخ “لو” على بوابة مستشفى الع?ْرضي, ودخلت السيارة التابعة للمسلحين مسافة تتجاوز 20 مترا?ٍ من البوابة باتجاه الشرق وتوقفت ما بين مبنى مستشفى الع?ْرضي, ومبنى الدائرة المالية, الذي يقع شمال المجمع”.
وقال المصدر: “كانت هذه السيارة مفخخة, وسائقها توقف بها في هذا المكان, لأنه لم يتمكن, بسبب سياج حديدي, من الاتجاه الى جهة الجنوب, حيث مقر قيادة وزارة الدفاع, لهذا تم تفجير هذه السيارة في هذا المكان, ما بين المستشفى ومبنى الدائرة المالية, وكان الانفجار هائلا?ٍ وأثار حالة من الهلع والخوف في صفوف من كانوا في مجمع الع?ْرضي بالكامل, فيما استمر المسلحون في إطلاق النار”.
وأضاف: “دخل عدد من المسلحين من البوابة الغربية, وبعد دقيقة من دخول السيارة المفخخة من البوابة الغربية, دخلت من البوابة الشرقية سيارة هايلوكس عليها عدد من المسلحين الإرهابيين, ودخلت سيارة ثالثة من البوابة الغربية وعليها مسلحون انشروا في المستشفى ومباني الدائرة المالية, وكانوا يطلقون الرصاص في كل اتجاه وعلى كل من يواجهونه, وتقدر المعلومات أن ما لا يقل عن 25 مسلحا?ٍ دخلوا من البوابتين الغربية والشرقية, أغلبهم دخل من البوابة الغربية”.
وتابع: “وصلت الى مجمع الع?ْرضي كتيبتان من الحرس الخاص, وقوة من اللواء 314, لمواجهة المسلحين, وتمكنت هذه القوات من القضاء على عدد من هؤلاء المسلحين, وبقي مجموعة من المسلحين الذين دخلوا من البوابة الشرقية, وتمركزوا في أماكن بالدور الثاني, الخاص بسكن الشرطة العسكرية, وتحصن اثنان منهما في مبنى الدائرة المالية, القريب من البوابة الغربية”.
وأكد المصدر أن أوامر رئاسية صدرت للقوات الخاصة بإرسال قوة منها, مكونة من قناصة وفريق اقتحام, الى مجمع الع?ْرضي لمواجهة المسلحين? إلا أن هذه القوات تأخرت ف تنفيذ الأمر الرئاسي, ولم يصل هذا الفريق المتخصص إلى مجمع “الع?ْرضي” إلا في الواحدة ظهرا?ٍ. وأشار المصدر الى أن فريق الاقتحام الخاص بالقوات الخاصة بدا التقدم لاقتحام مكاني تحصن المسلحين في سكن الشرطة العسكرية? إلا أن المسلحين تمكنوا من قتل ضابط من أفراد فريق الاقتحام.
وقال المصدر: “كانت هناك مشاكل أدت إلى تأخير وصول فريق القنص والاقتحام, وبين هذه المشاكل تطفيش قيادة القوات الخاصة لأغلب قادة الكتائب, وكثير من الضباط, وتأكدنا أن مستوى هذه القوات قد تراجع الى الحضيض, فالفريق الذي أرسل الى مجمع الع?ْرضي لم يكن عند المستوى المعروف, فأغلب من حضر في هذا الفريق ليسوا من القوة السابقة المدربة في القوات الخاصة, وكان مستوى القنص لديهم ليس بالمستوى المعهود? لأنهم من الضباط الجدد? لهذا تم سحبهم, مغرب ذلك اليوم نفسه, الخميس, بعد أن فشلوا في تحقيق أي نتيجة, وتم إحضار دبابتين “تي 72″ من قوات الاحتياط ووصلت هاتان الدبابتين الى مجمع الع?ْرضي وبدأتا تقصفان مكان تحصن المسلحين”.
وأضاف: “تولت الدبابتان قصف المبنى الذي يتحصن فيه المسلحون, وتم تدميره بالكامل, تم دكهم قصفا بالدبابتين, وبقي مسلح واحد رفض تسليم نفسه, تقدمت القوة إليه من كل الاتجاهات, وقبل أن يصلوا إليه, الساعة الخامسة والنصف فجرا?