حكومة باسندوة تعترف بعجزها عن السيطرة على الوضع الأمني
اعترف مجلس الوزراء اليمني امس بعجزه عن السيطرة على الأمن في ظل الاختلالات الأمنية الواسعة واتهم ضمنيا أتباع نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالوقوف وراء الحوادث الأمنية التي تعصف بالبلاد.
وأكد في بيان رسمي عقب انعقاد جلسة مخصصة لمناقشة حوادث الاختطافات والحوادث الأمنية التي طالت العديد من الشخصيات التجارية والدبلوماسية وغيرها? آخرها حادثة اختطاف محمد منير أنعم? أحد افراد مجموعة هائل سعيد أنعم? أكبر مجموعة تجارية وصناعية في اليمن? مشيرا الى أن هذه الاختلالات الأمنية تؤثر سلبا على سمعة اليمن خارجيا وتلعب دورا في هروب الاستثمارات من اليمن.
وقال ‘إذ يدين المجلس هذا الاستهداف المتعمد والممنهج لآل المرحوم هائل سعيد أنعم? فإنه ليشعر بالقلق الشديد على مصير الشاب محمد منير أحمد هائل سعيد? الذي لايزال مختطفا?ٍ حتى اليوم.. لكن هذا الاستهداف الاجرامي لأكبر مؤسسة تجارية وصناعية يمنية هو استهداف للوطن من حيث مقاصده الدنيئة’.
وذكر أن هذه الحوادث المخلة بالأمن ‘قد تلحق أضرارا بعشرات الالآف من الأسر الفقيرة التي يعمل عائلوها في مصانع وشركات هائل سعيد أنعم? وما يترتب على هذه الاعتداءات والخروقات الأمنية من سمعة سيئة لبلادنا الأمر الذي سوف يثني الكثير من رؤوس الأموال الوطنية والعربية والدولية الراغبة في الاستثمار في اليمن عن المساهمة مع الدولة في التنمية والبناء’.
واضاف مجلس الوزراء اليمني ان ‘هذه الاعتداءات المدانة بكل المعايير الأخلاقية والإنسانية والدينية والوطنية والمستهجنة من قبل كل أبناء شعبنا? لا يمكن عزلها عن أعمال التخريب المتكررة التي تطال أنابيب النفط وأبراج الكهرباء ولا عن الهجمة الإعلامية الشرسة على النظام الجديد والحكومة والتي لا تخلو في معظمها من الافتراءات والأباطيل والأكاذيب المكرسة لإفشال التسوية السياسية? وإجهاض التغيير الذي ينشده شعبنا? والحيلولة دون نجاح مؤتمر الحوار الوطني? وجر اليمن إلى أتون الفوضى والحروب’? في إشارة إلى أتباع نظام صالح الذين يرفضون التغيير السياسي في اليمن? ويسعون الى إعادة صالح للحكم? وفقا للعديد من التصريحات لأتباعه الذين يعتبرون خروجه من السلطة مجرد (استراحة محارب).
وشدد مجلس الوزراء ‘على وجوب قيام القوات المسلحة والقوات الأمنية بواجباتها في الإفراج عن محمد منير أنعم? وغيره من المختطفين – يمنيين وغير يمنيين – بأسرع ما يمكن وضرورة اضطلاعها بمهامها في تعزيز الاستقرار والأمن في عموم الوطن’.
من جانبه أكد وزير الداخلية اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان أن تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن ‘لا يتوقف على جهود رجال الأمن والقوات المسلحة فحسب وإنما هو مسؤولية جماعية يتحملها كافة أبناء الوطن بجميع مكوناتهم السياسية والحزبية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني ورجال المال والأعمال’? في إشارة واضحة إلى أن قوات الأجهزة والمؤسسات الأمنية أصبحت غير قادرة بمفردها على حماية الأمن في اليمن.
وشدد قحطان بكلمة في حفل تخرج دفع جديدة من قوات الأمن الخاصة بحضور الرئيس عبدربه منصور هادي على ضرورة الوعي الكامل لدى المواطنين ‘لأن أمنهم واستقرارهم مرهون بتعاونهم الصادق مع رجال الشرطة ومع القيادة السياسية والحكومة’.
وجاءت هذه الإشارات الحكومية بالعجز عن حماية اليمن من المخربين لأمنها واستقرارها في وقت يعيش اليمن حالة من الاستنفار الأمني? للحد من الفلتان الأمني الذي أصبح يهدد المستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
وأعرب مسئول أمني لـ’القدس العربي’ عن أسفه لارتفاع وتيرة التهديدات الأمنية التي تطال اليمن وقال ‘إن هناك مخطط واضح وسياسة ممنهجة لتدمير اليمن أمنيا? بهدف ضرب الاقتصاد وإعاقة التسوية السياسية في البلاد’.
واضاف ‘إن هذا المخطط يهدف الى إفشال الحكومة الحالية ومحاولة إلصاق الفشل بالنظام الجديد بزعامة الرئيس عبدربه منصور هادي? من أجل إقناع المواطنين بأنه لا أمن ولا استقرار للبلاد إلا في ظل حاكم من أتباع النظام السابق’ في إشارة إلى عائلة صالح. في غضون ذلك أعلنت صنعاء عن حصولها امس الاربعاء على عضوية منظمة التجارة العالمية (جات) رسميا بعد 13 عاما من المفاوضات? ليصبح اليمن العضو الـ 160 في المنظمة بعد استكمال إجراءات المصادقة على الانضمام من قبل سلطتيه التنفيذية والتشريعية .
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية أن الاجتماع العالمي التاسع لوزراء التجارة بمنظمة التجارة العالمية صادق في جلسته امس بجزيرة بالي في إندونيسيا? على وثائق قبول انضمام اليمن إلى المنظمة وجرى التوقيع على بروتوكول انضمام اليمن رسميا ونهائيا إلى منظمة التجارة العالمية.
وقال وزير الصناعة والتجارة اليمني سعد الدين بن طالب ‘ان انضمام اليمن للمنظمة سيوفر الكثير من فرص العمل والاستثمارات في كافة المجالات المختلفة خاصة في التنمية الاقتصادية وتحسين بيئة الاستثمار في اليمن وغيرها من الفوائد التي ستتوفر لليمن بعد الانضمام’. مشيرا إلى أن ‘ال