أخدود الموت
تعز مسؤوليتي
الطبيب(ف) طبيب باطنية معروف في تعز وهو طبيب العائلة قبل عدة أشهر ذهبت لعيادته اثر ألما حاد لازمني لأيام وإذ بالمشرف على العيادة يروي لي قصة عجيبة? روي لي كيف أن الطبيب والذي جئته مريضة قد تم نقله إلى الخارج لإصابته بالعمى المفاجأ جراء انتقال فيروس غريب لعينه عبر الهواء من مقلب نفايات في شارعه كان يتم إحراق ما بداخله .
لا اعلم كيف ترتبط نسبة ارتفاع المثقفين في محافظة تعتبر هي الاسوء في مشاكل النظافة والصرف الصحي .لقد أصبحت تعز للأسف مدينة كوارث صحية ومدينه منكوبة مع سبق الإصرار والتغافل والتواكل ودونما إعلان رسمي .المشاكل في تعز مترابطة مع بعضها البعض فمشكلة شحة المياه هي من المسببات الأولى لانتشار المشاكل الصحية ومشاكل النظافة ولانتشار حمى الضنك ولا اعرف كيف يمكن لمحافظة تقاسي شحة المياه أن تغرق في مياه الأمطار دون الالتفات الجاد والفعال للاستفادة من هكذا نعمة لكن الشيء الوحيد الذي اعرف به وصول ماء المشروع إلى حينا بعد انقطاع لأشهر هو سيل المجاري .
اذكر انه في ثورة 2011 كانت المدينة معاقبه بالقذارة عبر منع عمال النظافة من جمع النفايات والتخلص منها-هذا باعتبار أن طرق التخلص كانت في الأصل آمنة وصحية- ولكن ماذا عن ما نعانيه حاليا?! اعتقد أن تعز لا زالت تعاقب نفسها على طريقتها ولا زلنا نعاقبها نحن بدورنا وربما بتلذذ مفجع عبر احتقار عمال النظافة ومضايقتهم والاعتداء عليهم دون وجه حق وعبر هضم مستحقاتهم وعدم تسجيل الكثير منهم في كشوفات العاملين فالكثير منهم يعمل بالأجل أو بالأمل أن يصبح اسمه ضمن كشف المسجلين في الخدمة?ولا زلنا نعاقبها ونعاقب أنفسنا بالموت بالأوبئة الفتاكة والتي انقرضت من العالم بأسره إلا من تعز بتبني قيم الأنانية والسلبية والإهمال والتواكل والتسويف .
إننا حكومة وشعب نوقد أتون أوبئة في أخدود كبير اسمه تعز بل ونشعله من أرواحنا وأعمارنا وأرواح ذوينا عندما نرى مياه الأمطار تستحيل إلى سيول مهدره إلا من الهلاك بل وتستحيل إلى خلايا وحضانات للبلهارسيا والملاريا والحميات الفتاكة? وعندما نعامل المدينة كمقلب نفايات كبير لنا ولأولادنا بدل من أن نعلمهم كيف يحافظون عليها كما يحافظون على أنفسهم فستغلينا بذلك سماءها بالتلوث والحرق وأرضها بالمخلفات والمخالفات من كل نوع وجدرانها بتشويه. عندما نكتفي فقط ببتياع الويتات وتخزين مياهها بطريقه خاطئة لنخصب في أوانينا الوباء والموت بدل من التحرك الجاد لحل أزمة المياه في هذه المحافظة من جذورها فإننا نعاقب تعز وأنفسنا وعندما تبقى الكثير من الأحياء دون أماكن مخصصه لجمع النفايات في وقت يتم جمع الأخرى وإتلافها بطريقه تهلك الحرث والنسل .عندما نسكت خانعين راضين بصرف صحي متهالك ولا ترتفع أصواتنا إلا بالبكاء على من فقدنا جراء الأوبئة أو فقط بالشتم وتبادل الاتهامات ولعن المسئولين رغم أننا نشاركم جزء من الذنب .