الأنموذج اليمني خيار تحرص الأمم المتحدة بأن يحتذى
في الوقت الذي تلاقت ارادات الدول الراعية في اطارها الإقليمي ممثلا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفي بعدها الدولي ممثلة في منظمة الأمم المتحدة? حول مساعدة بلادنا لتحقيق عملية التحول والانتقال الديمقراطي السلس? إثر الثورة الشبابية التي أحدثتها رياح الربيع العربي? والتي عصفت بالعديد من الأنظمة السياسية العربية ومنها بلادنا. كان إقرار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والتي أصبحت أمرا ملزما لكل الأطراف? بما فيها ضلوع الدول الراعية? حيث تولد عنها مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي مثل كافة الأطياف في نسيج المجتمع اليمني? دون استبعاد أي طرف أو مكونات.. مهما كانت طبيعته.. وذلك بغرض الخروج بصيغة متسقة لحكم دولة اتحادية فتية يتحدد فيها شكل النظام الجديد. غير أن البعض منذ البداية أعتقد خطأ أن بإمكانه الانخراط في العملية كسبا للوقت بينما ينتظر اللحظة المناسبة للقفز في أول تعثر للعربة.. أو توقف اضطراريا لإصلاح أي طارئ لحق بها .. غير أن مثل هذه النوايا الذاتية المنحرفة التي تبحث عن مصالحها الضيقة أو مشاريعها الصغيرة .. لايمكن أن تخرق الاتفاق العام.. وتشذ عن الجماعة.. خاصة إذا كان هذا يتعلق بمصير ومستقبل البلاد بطولها وعرضها .. إنطلاقا?ٍ من أن ليس هناك من وصي يمكن أن يتفرد برأيه عليها أو ينصب نفسه عرابا لها.. كما أن ليس هناك من وصي يمكن أن يدعي بأنه رب إبله وكذا إبل الآخرين..!! حينها فقط? يمكن لجهاز الهيئة الدولية الأممية أن يقوم بتنفيذ الخطة المرسومة في هذا الصدد? إن وصل الأمر إلى طريق مسدود.. وحتى لا تصبح الحالة مهددة للسلام والأمن الدوليين..باعتبار أن هذه المهمة هي من صميم عمله وحجة بقائه آخذة في الإعتبار حماية وحدة اليمن التي ض?ِم?ن?ِتها المنظمة الأممية والمبادرة الخليجية .. آخذة الدول العشر الراعية أيضا في الحسبان باعتبارها تراقب الوضع عن كثب.. أن هناك قوى فعالة ومسيطرة ترفض في أعماقها أي مخرجات للحوار اليمني.. لأن مصالحها ببساطة سوف تتضرر من قيام دولة النظام والقانون.. إلا أن البديل للفشل هي حرب أهلية لن تبقى ولن تذر والذاكرة اليمنية تخزن تجارب ومآسي كبيرة.. كما أن كل الدلائل والبراهين.. والمنطق وما هو خارج المنطق كلها تحكي أن النسيج الاجتماعي الواحد سيظل في حالة بحث دائم وتنقل مستمر من حالة حرب إلى حالة وحدة في صعود زعماء وحدويون أو العكس.وهكذا سوف تستمر دورة الحياة بالنسبة لحياة المعذب اليمني..بين لهب جنة الوحدة وسعير جهنم الدعوات الانفصالية من قبل جماعات الحراك.. والذين هم أشبه بحالة أمراء الحرب في الصومال. وعموما?ٍ فما تم إنجازه على مستوى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو نجاح باهر.. فضلا?ٍ عن أن نجاح هذا الانموذج اليمني سوف يفتح للمنظمة الأممية بابا?ٍ واسعا?ٍ لتطبيقه على حالات تمر بها العديد من الدول.. ولهذا فأن فشل التجربة التي رعتها منذ مدة طويلة واستثمرت فيها.. وهيأت لها كل سبل وعوامل النجاح.. لن يكون امرا مقبولا?ٍ على الإطلاق ولن يكون هناك سوى خيارا?ٍ واحدا?ٍ هو نجاح الأنموذج اليمني