كيف لكم أن تنقذوا وطن ?! دعوا الخلق للخالق
إلى متى ستظل الوحدة اليمنية فزاعة للمتنفذين وأصحاب مراكز القوى ?
الشعب اليمنى بطبيعته موحد والوطن العربي موحد اللغة والتاريخ والأمة الإسلامية موحدة الدين والعقيدة وعندما كان مشروع هذه الأمة هو مشروع سماوي (إلهي ) يهدف إلى إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله تشهد بوحدانيته ـ وكان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إإتلف الناس وتوحدت كلماتهم وبداء دين الله وشرعة يقوى ويسمو بهم فصار لهم أميرا راعيا ومخلصا وقضاء عادلا وعالما نيرا وعطاء وافرا حتى أن أحدهم يخاطب السحاب أمطري أن شئت فأن خراجك سيأتيني فيه أصبح القضاء يقضي لليهودي من أمير المؤمنين لقدجعل الأسلام الناس سواسية وشعوبا وقبائل ليتعارفوا إن أكرمهم عندالله أتقاهم لم يتوحد المسلمين حين ذلك بقوة السيف ولكن وحدهم الإسلام وأوجد منهم قادة أمناء لقد وليت عليكم ولست بأحسنكم فأن أصبت فأعينوني وإن أخطأت فقوموني فقوت دولة الإسلام وعلى شأنها ومكانتها بما تحمله من قيم ومبادئ كلها مسخرة من أجل الإنسانية خليفة الله في أرضة وعندما تراجعت هذه القيم والمبادئ الفاضلة … أصاب ما أصاب الأمة من إنهزام وتشرذم ووضع لا يحسد عليه وفي موضوعي هذا أعرج على ما يدور في ساحة يمننا الحبيب .. هو ذاك الموحد وما يدور في أروقة ومؤتمر الحوار الوطني الشامل وما تطرحه النخب السياسية وأحزابها ? قراءات نقراء فيها أنها لم تشجع وخاصة فيما يتعلق بالقضية الجنوبية وقضية الوحدة وقضية صعده ـ فنسمع من هذا رفضا وذاك تهديدا وذاك …وكلها نخب وأحزاب تبحث عن مشروعها الأناني القائم على أدوات وآليات وثقافة ماضاوية وتسلطية ? إختزلوا طموح الأمة وتطلعها إن النخب الذين يعارضون فكرة الفيدرالية هم بالأمس لم يستطيعون أن يقدموا رؤية وطنية شاملة لإصلاح البلاد وضلوا يجارون رأس النظام وفق إملاءاته فكيف لهم أن ينقذوا هذا الوطن وأنا وغيري يعرف بأنه و بعد أن تحققت الوحدة عام 1990م بإرادة الله بدأ التقاسم والمحاصصة وزرع النفوذ لم يحمل كل طرف من الأطراف السياسية مشرعا وطنيا سوء دغدغة العواطف وخطابات واستقطابات ومشروعا?ٍ تسلطيا وتكتيكات تهدم ولا تبني? تفرق ولا تجمع وإنتشر الفساد والإفساد وشراء الذمم والموالاه ? نقول لمن كانوا يدارون من حكومة الظل ومن غرف مغلقة أين هم من حرب الجنوب 1994م أين هم من حروب صعده أين كانوا من انقسام الجيش أين هم من التسريح القسري لبعض الموظفين أين هم من تنظيم القاعدة أين هم من غياب المؤسسات الوطنية وانعدامها أين هم من شخصنة الدولة والسلطة أين هم من العدالة الاجتماعية أين كانون من التعديلات الدستورية أين هم مما كان يحدث من تشجيع وبناء شخصيات نفوذية ومراكز قوى وأين هم من الاستثمارات المغلوطة أين كانوا من مشروع التوريث أين من يرددون بأن الوحدة خط أحمر ويستخدمون شعار الوحدة لعبة سياسية هذا كلام هراء وكلام إنتهازي لا يشجع إلا على المزيد من الغبن والحقد والكراهية إن الوحدة لم تقم حينها على أسس ومرتكزات وطنية ولكنها قامت على شيء من العاطفة والهروب وإبراز الذات فبداء من وقتها مصادرات الحريات والأغتيالات السياسية الممنهجة ونكثت وثيقة العهد والاتفاق وبداء فكرة الضم والإلحاق وأعلن حرب 94م وفي الجانب الأخر الذين يطالبون بالانفصال وباستعادة الدولة لم نرى فيكم أمل ولم تتوفر فيكم مطالب إقامة دولة ولانرى في الأفق ما يبشر بمشروع دولة العدالة والحريات سوء أنكم تبحثون عن دولة اتوقراطية (دولة الفرد البطل )نقول لدعاة الوحدة السياسية ودعاة الانفصال يكفي هذا الشعب من مشاريعكم الضيقة والفردية والأسرية والذي صار في حال يرثى لها وأوصلتموه إلى حالة من الفقر والعوز لا الوحدة في ظلكم نفعت ولا التشطير في عهدكم نجح سوا أنكم قادة حروب مهوسون بالسلطة والتسلط وتريدون أن تسوقوا الوحدة من جهة وتسوقون الانفصال من جهة أخرى من أجل مشروعكم السياسي الخارج عن بناء دولة حديثة دولة العدالة والحريات والديمقراطية دولة الفرد والأسرية والعائلية والمناطقية ? إن المتشدقين بالماضي ومن سار على نهجهم نقول لهم دعوكم وفرض الوصاية على هذا الشعب دعوا الخلق للخالق فماضيكم كله إخفاقات حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وراجعوا حساباتكم لا الشمال لكم ولا الجنوب لكم دعوا الشعب يقرر مصيرة فمثلما أخفقت الوحدة بمشروعكم المتقزم فإذا لم تدركوا سلبيات الماضي بكم حينها سيكون الندم أكبر والله المستعان .. وتصبحون على وطن .